الافكار الاساسية لنص صوفيا و يقظان الفلسفة؟

الافكار الاساسية لنص صوفيا و يقظان الفلسفة؟

الافكار الاساسية لنص صوفيا و يقظان الفلسفة، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

الافكار الاساسية لنص صوفيا و يقظان الفلسفة:

إن النص الشعري الصوفي يعكس تجربة حياتية، يتجاوز فيها صاحبها الواقع بكل تجلياته سياسيا ،واجتماعيا وثقافيا… ويطمح إلى استشراف الآفاق المستقبلية الكونية والإنسانية. الإبداع الصوفي الحقيقي،بهذا المعنى، لا ينطلق من صلب الحادثة التاريخية أو النفسية أو الاجتماعية، أو السياسية…. إنما هو كشف ورؤيا وجودية. وليس معنى هذا أن الشعر الرؤيوي لا يشمل الواقعة التاريخية الاجتماعية…. بل تشكل جزء بسيطا من تكوين العمل الإبداعي، لأن كل إبداع هو تجاوزباستمرار، وتفاعل مغاير لتفاعل الإنسان العادي والأشياء والعالم من حوله “ففي الرؤيا لا تجرد الأعمال الإبداعية من محتوياتها الاجتماعية والتاريخية والنفسية، بل بالعكس يكون الترابط قويا، ولكن في مستوى آخر أسمى وأعمق”[3].

الشاعر الحق هو من يتجاوز مقام النقل المباشر الساذج للأشياء في عالمنا الخارجي ويتجاوز مرحلة تركيبها وذاته إلى مقام والرؤيا، حيث لا مقام هناك إلا مقام الكشف،والشطح، والتجلي،وحيث تصير ذات الرائي وذات المرئي “وحدة مطلقة” .

لمقاربة نص ابن سبعين،علينا أن نصغي إلى حرارة تجربة الشاعر وتحولاتها الإيقاعية، ونتأمل من جهة ثانية عالم الأشياء والأكوان، لبلوغ حالة الرؤيا الشعرية. فهل يتحقق في هذه القصيدة مقام الرؤيا؟ كيف السبيل إلى ضبط هذه التجربة الرؤيوية؟ وهل أعاد الشاعر، فعلا، خلق العالم من جديد؟ كيف تتحرك الأحداث والوقائع تحركا شعريا إبداعيا؟ ثم أخيرا هل سننجح في القبض على رؤيا الشاعر ابن سبعين الصوفي؟

القراءة الأولى : إعادة إنشاء النص

نتغيا من خلال القراءة الأولى لقصيدة ابن سبعين، إعادة إنشائها بهدف البحث فيها عما يدهشنا، ننشد إلى عالم الشاعر حيث الدهشة المتولدة عن المعاني الأولية:

تتوزع القصيدة المتواليات التالية:
المتوالية الأولى: مقامات المحبين:(من البيت 1 إلى البيت 2)
المتوالية الثانية: تجربة الوصل:(من البيت 3 إلى البيت 6)
المتوالية الثالثة: التجلي ، موت:(من البيت 7 إلى البيت 8)

على أن محور هذه المتواليات ومنتهاها هو”العشق الإلهي”. فالعشق الإلهي هو أسُّ كل تغيير، من الانتشاء بكاسات الهوى إلى مرحلة الثمالة، ثم من مرحلة الثمالة إلى نشدان الوصول، ومن نشدال الوصول إلى الخوف من القتل/ المحو، الناجم عن التجلي/ القتل.

إن قصيدة ابن سبعين لا يمكن أن نتناولها تناولا عاديا ذلك أن معجمها وإن كان واضح اللفظ فإن دلالاته تغوص في أعماق النفس الإنسانية ،ولا يصل معانيها الخفية إلا من كابد لظى التجربة وثمل بخمرها . سنغامر بتشريح جسدها بمبضع صوفي من جنسها. تتمحور القصيدة حول فكرة رئيسة وهي مفهوم الحب من خلال المقارنة المتدرجة بين حقيقة تصور ابن سبعين له، وبين تصورغيره. يتدرج في توضيح المفهوم إلى أن يصل إلى النبع إلى الرواء إلى … الرؤيا.

يقول:
قل لمن طاف بكاسات الهوى = ونــأى عــن شربه لما ثمل
مــا مقامــات المحبيــن سَـوى = لا ولا العلم جميعا و العمل

فهو يوجه الخطاب إلى مخاطَب مفترَض يأمره بأن يوضح مفهوم الحب ودرجات تأثيره، باعتبار المحبة هي” أساس التجربة الصوفية وجوهرها الثابت، ونفسها الساري في الوجود”[4]. والسكر يعني عند المتصوفة الغيبة بالوارد القوي، وتنشأ عنه غلبة تمنع من التصرف بالاختيار، وهو”معراج السالكين لإفادته محو الحدث …والسالك لا يستغني عن السكر ما لم يخلص عن الصحو الأول، فإذا خلص إلى الصحو الثاني صار غنيا عن السكر”[5].ومقامات المحبين مختلفة في المعرفة والعمل، فالمعرفة هي البغية القصوى،صاحبها ذو انكسار دائم، ودمع عينه أو قلبه مدرار، قال تعالى: ( إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق)[6]،والمعرفة انكشاف يوجب رفع الغطاء عما استتر وتغطى، وهو يكون بحسب كل حضرة ومقام واستعداد وقبول. فالحب الصوفي لا بد لصاحبه من معرفة ذاته حق المعرفة لكي ينتقل بعدها لمعرفة أكبر وأجل : معرفة الله عز وجل” ومن شأن درجة المعرفة هذه أن تعرف المحبوب وتوحده بآن واحد باعتبار الحب الحقيقي لا يسعه سوى قلب واحد، والقلب بدوره لا يتسع إلا لمحبوب واحد بالضرورة”[7]، وكل ما سوى الله ” يتحد بكونه غيرا ووهما وحجابا وحدَّا، مما يهب السِّوى حُضورا مُتعددا بتعدد الإدراكِ من جهةٍ، وبتعددِ انشغالاتِ الناسِ وأوهامِهم من جهة أخْرى”[8]. وقد قال أحد الشعراء:
الطرُق شتى وطرق الحق مفرَدة = والسالكون طريقَ الحق أفرادُ

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص الافكار الاساسية لنص صوفيا و يقظان الفلسفة، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.