اصل عائلة قرملي؟

اصل عائلة قرملي؟

اصل عائلة قرملي، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

اصل عائلة قرملي:

عائلة القرملي :

كان جدهم الملقب بالقرمانلي تركياً من العساكر الاكشارية من مدينة قره مان جنوب قونية بالأناضول. استقر في طرابلس وتزوج من العرب، فصار أبناؤه من ( الكول أوغلية ) هو لقب يطلق على مزدوجي العرق، أي الذين آباؤهم أتراك وأمهاتهم عربيات ولقد توارثت سلالة هذا القرصان من أب إلى ابن اسم جدهم الأول الملقب بالقرمانلي. غير أنهم، وقد استمروا في مصاهرة العرب وامتزج دمهم بهم، فإنه لم يعد لهم من الصبغة التركية سوى الاسم فقط، حيث أصبحوا يجهلون حتى لغة الأتراك.
مع مرور الزمن زاد عدد عائلة القرمانلي وأصبحت للكثير منهم مناصب مهمة في الدولة، كان أبرزها منصب ( باش آغا ) أي قائد فرسان الساحل والمنشية الذي حظي به يوسف القرمانلي، وورّثه من بعده إلى ابنه أحمد القرمانلي، الذي سيصبح مؤسس الدولة القرمانلية.
قائد الجيش الكول أوغلي وكان محمد الجن مصاهرا الداي ( إبراهيم الأركلي )، الذي عينه قائدا للجيش وزوجه ابنته، بعدما ساعده في الاستيلاء على السلطة من الداي السابق!
لكن محمد الجن ما لبث أن دبر انقلابا ضد صهره، الداي ( إبراهيم الأركلي ) فخلعه عن الحكم ونفاه إلى مصر ، ونصب نفسه دايا العام 1710 إلا أن القوات الانكشارية، ذات الأصول التركية، رفضت مبايعته؛ لأنه كول أوغلي، بينما بايعه العرب.
وتقول الروايات العربية أن أهالي طرابلس كانوا يرغبون في ولاية محمد الجن، لكنه رفض، وأشار على الناس بانتخاب ( إسماعيل خوجه ) لمنصب الداي فانتخبوه، وباشر عمله في 1-10-1122 هـ الموافق نوفمبر سنة 1710م وطغى عليه نفوذ محمد الجن، ولم يبق لاسماعيل خوجه من الولاية إلا الاسم كان الداي محمد الجن، حسب رواية القنصل الفرنسي في طرابلس، وقتها: “رجل قصير القامة، متمرد جداً، صعب العريكة. ويلقبه الناس بلقب: “ولد الجن”. ولقد خدع بوعوده المعسولة الأتراك الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل تنصيبه؛ فهو يقوم الآن، يومياً، وفي كل ساعة، بإغراقهم في البحر أو شنقهم أو نفيهم من البلاد. أما أولئك الذين ظلوا منهم على قيد الحياة، فإنهم لايقدرون حتى على الاحتجاج. وقد عقد هؤلاء جميع آمالهم على خليل باشا الذي أسفوا على إبعاده عن الحكم بعد فوات الأوان. ولقد قضى محمد داي على اثنين من البكوات، وعلى كاهية (رئيس حرّاس باب القلعة)، ورئيس بحرية، وعدة قباطنة، وضباط، وغيرهم كثيرون. ولم يعد المرء يسمع في هذه المدينة الحزينة سوى العويل والصراخ”.
وخلال فترة حكمه القصيرة قضى الداي محمد الجن ، على نفوذ الأتراك، ونكل بهم، ليمكّن، بدلاً منهم، بني جلدته من الكول أوغلية من السيطرة على مراكز النفوذ في الجيش والدولة، بالتحالف مع العرب أما عن عميد عائلة القرمانلي واسمه أحمد القرمانلي فقد استمر علي علاقة أسرته الوثيقة بالقبائل العربية، لاسيما قبائل منطقة المنشية محل إقامة أسرته الكبيرة، وكذلك بزواجه من ابنة ( محمد الجن ) حاز، من خلال مصاهرته، على نفوذ عسكري وسياسي قويين.
وبعد شهرين فقط من ولايته قام قائد الجند، واسمه (محمود أبو مويس ) وهو من أصل عربي، بالانقلاب على حكم إسماعيل الخوجه، الداي الصوري، وقتل محمد الجن في الرابع من يوليو 1711 و تم تنصيب محمود أبو مويس دايا جديدا .
بتنصيب محمود أبو مويس دايا جديدا، واغتيال محمد الجن، صهر أحمد القرمانلي، توجس الأخير خوفا على حياته مما يمكن أن يدبره له الداي الجديد. وهو ما شعر به بقوة عندما كلفه محمود أبو مويس بمهمة إبلاغ قبائل غريان بتوليّه الحكم، وحمل رسالة بذلك إلى شيخ منطقة غريان.
فقرر أحمد القرمانلي، أن يفتح الرسالة ليطلع على مضمونها، فإذ بها تحتوى على أمر رسمي يطلب فيها الداي الجديد من “شيخ غريان” قتل أحمد القرمانلي فور اطلاعه على الرسالة؛ فاستبدلها برسالة أخرى، حررها بيده، على أنها بخط الداي وبتوقيعه، وجعل مضمونها ينص على أن الداي الجديد يريد منهم ضمانة بخضوعهم لسلطته من خلال تقديم عدد من كبار أعيانهم رهائن عنده في طرابلس. وقبل أن يسلم أحمد القرمانلي الرسالة المزورة، إلى “شيخ غريان”، بالغ في وصف خطورة الداي الجديد على البلاد والعباد بسبب رغبته في الاستبداد بالسلطة والتظلم على الأهالي، والانتقام من القبائل. ثم سلمهم الرسالة مصداقا لقوله، معلنا أنه يرفض أن يصطحب أي رهائن معه لأن الداي سيقوم بقتلهم لا محالة وهو يفضل أن يذهب إلى ولاة تونس أو مصر للاستجارة بهم من أجل مساعدته في الخلاص من الداي الجديد.قاصدا بذلك إثارة نخوة الغريانيين، متوقعا أن ينكروا عليه الاستجارة بغيرهم، وهو موجود بينهم. وهو ما حدث. إذ قالوا له: “أبدا!.. إن مكانك بيننا، ونحن نعلن تمردنا جهارا، فسر على رأسنا. إنك أنت الذي سيكون دايا علينا، وستخلف محمود أبي مويس (الداي الجديد) بقوة سواعدنا”. وهكذا سار أحمد القرمانلي إلى طرابلس بجيش جرار من القبائل العربية من غريان ومناطق الساحل والمنشية المحيطة بأسوار طرابلس.علاوة إلى تحالف سري مع أعضاء من الديوان الحكومي وضباط من الحامية العسكرية داخل طرابلس. واستنادا على قوته هذه أرسل أحمد القرمانلي رسولا يحمل رسالة منه موجهة إلى الداي محمود أبي مويس، يقول فيها، بكل ثقة: “إنني على وشك أن أُنزل بك ما أردت أنت أن تُنزله بي”. وإذ أدرك الداي أنه ونظامه ساقطان لا محالة بيد القرمانلي، أنزل بنفسه الموت شنقا قبل أن ينزله به عدوه بالطريقة التي يشاؤها. ولم يكن قد تمتع بالحكم سوى أسبوعين.
وهكذا أصبح أحمد باشا القرمانلي داي البلاد الجديد، بعدما تمت له البيعة في 27 يوليو 1711، مؤسسا بذلك عهد الأسرة القرمانلية، التي دام حكمها حتى عام 1835.
كان أحمد القرمانلي يستمد قوته من تحالفه مع القبائل الليبية، التي استطاع محاربوها إجهاض الحملة العسكرية التي أرسلتها الآستانة لتنصيب داي موال لها، بعد مضي أسبوعين فقط على مبايعة أحمد القرمانلي.
وبدحر الحملة العسكرية العثمانية أصبحت ليبيا، في عهد القرمانليين، دولة مستقلة، عمليا، عن سلطة الباب العالي، في الآستانة. ثم إن أحمد القرمانلي قام بتلييب الجيش والحكومة، بالليبيين الكول أوغليين والليبيين الخلص، بعدما طرد مئات العسكريين الأتراك. بل إنه دبّر مذبحة جماعية لمئات الضباط الأتراك الآخرين؛ عندما دعاهم إلى حفلة باذخة في قصره، كانت، في الواقع، حفلة قتل جماعي لهم في سقيفة القصر. إذ جرى اغتيالهم وإخفاء جثثهم: “الواحد تلو الآخر فيما كانوا يعبرون السقيفة.. بحيث لا يلحظ القادم التالي منهم شيئا أثناء ولوجه السقيفة.. وفي اليوم التالي وُجد جميع الأتراك الذين كانوا بطرابلس، وقد تم اغتيالهم في كل أحياء المدينة. ولم تقم السلطات بملاحقة أحد من أولئك الذين شاركوا في تلك الاغتيالات”.
وطبعا لم يكن من الممكن أن تلاحق السلطات سلطانها المطلق. أما السلطان العثماني، فإنه، بعد محاولات فاشلة للقضاء على أحمد القرمانلي، اضطر للاعتراف بسلطته المستقلة، مع الإبقاء على ولاء شكلي للباب العالي.

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص اصل عائلة قرملي، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.