اعراب قصيدة ابو ذؤيب الهذلي؟

اعراب قصيدة ابو ذؤيب الهذلي؟

اعراب قصيدة ابو ذؤيب الهذلي، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

اعراب قصيدة ابو ذؤيب الهذلي:

الان يا اخى نوفر الشرح وقريبا سنوفر الاعراب :
الشرح :
الرثاء: تعداد مناقب أو صفات إنسان ميت، وغالبا ما تكون للصفات المعنوية(شهامة، رجولة، فروسية،أخلاق).
•لا فرق بين الرثاء والمديح ، إلا إن الرثاء وصف لإنسان ميت، والمديح لإنسان حي.

***مناسبة القصيدة:

1- يقال إن أبا ذؤيب الهذلي فقد أبناءه الأربعة في معركة واحدة.
2- ويقال إنه فقد أبناءه الخمسة أو السبعة بسبب مرض الطاعون.

• القصيدة: تعد هذه العينية لأبي ذؤيب الهذلي من عيون الأدب الجاهلي ، و هي قصيدة أنشدها بعد أن هلك له خمسة من بنيه في عام واحد، أصابهم الطاعون، وهي قصيدة عينية ، عامودية على بحر الكامل.

ترجمة لأبي ذؤيب الهذلي: أبو ذؤيب كنيته فقد اشتهر بها، واسمه خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحرث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. من فحول الشعراء، وهو أحد المخضرمين ممن أدرك الجاهلية والإسلام فحسن إسلامه، و يقال أنه مات في أرض الروم، و دفن هناك.
• نظم أبو ذؤيب الهذلي قصيدته على بحر الكامل الذي انسجم مع غرض الرثاء وقد وفق في اختياره ذلك فهذا النسق العروضي يتلاءم مع حالته النفسية التي أصبح يعيشها وما خلفته له من آثار سلبية.
1-أَمِـنَ الـمَنونِ وَريـبِها تَتَوَجَّعُ ***** وَالـدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
نوع الاستفهام (أمن) : استنكاري، المنون جمع منية وهو الموت ، واستخدم صيغة الجمع(المنون) ؛ لوفاة أولاده كلهم في يوم واحد ، ، الريب : حوادث الدهر والمصائب والفجائع . المعتب : مرضي ، الجزع: عدم القدرة على الصبر لشيء قاهر.
والقصيدة جاءت على لسان زوجة الشاعر له دلالة على اضطراب وألم بالشخصية بأسلوب حواري، فالشاعر يصطنع شخصية ويحاورها.
والشاعر هنا يتوجع ويتألم لما حل به، ويرجع ذلك إلى صروف الدهر ونوائبه، فهو غير قادر على الصبر على هذه المصائب، فالعلاقة تضادية بين الإنسان والوقت، وأرجع الشاعر سبب الموت للدهر؛ لذلك هو لا يستطيع الانتقام أو الثأر لأولاده من الدهر. وهنا يخاطب الشاعر نفسه ويعاتبها على شدة جزعها وطول توجعها بسبب موت الأبناء ، وإن موتهم كان بيد الدهر الذي لا يثنيه عن مشيئته جزع من جزع ولا اعتراض من اعترض .

2- قـالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً ***** مُـنذُ اِبـتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ
يجرد الشاعر من نفسه إنسانا يخاطبه يستفهم منه عن سبب شحوب لونه، وضعف جسمه لدرجة أن منظره أصبح مبتذلا كمنظر إنسان فقير رغم ما لديه من مال.
أميمة : زوجة أبي ذؤيب، وأميمة مشتقة من الأم وتصغير لها، فهي أم الأولاد، وقد تكون شخصية وهمية جردها الشاعر من نفسه ، الشاحب: متغير وهزيل (لون داخلي)، تغير بلونه، منذ: ظرف زمان مبني على الضم، ابتذلت : الابتذال: قلة الاحتشام وتحقير النفس ، الغرض من الاستفهام (ما لجسمك شاحبا) ؛ استنكاري.
أميمة هي زوجته، وهو هنا ينقل لنا الحوار الذي دار بينه وبينها وهي تستفهم عن سبب شحوب لونه وكأن الدمّ قد توقف في عروقه ونحول جسمه ، لدرجة أن منظره أصبح رثاً مبتذلا كمنظر شخص فقير رغم ما لديه من مال وفير فأصبح يحتقر نفسه . فزوجته تخاطبه قائلة: إن كان مات من يكفيك من بنيك ، فمثل مالك يُشترى به من يكفيك ضيعتك أي يكفيك من الابتذال. الشاعر في هذا البيت يصور لنا عزوف نفسه عن مظاهر الحياة ومباهجها رغم ما يملك من أمول بعد أن فقد أبنائه لدرجة أنه أصبح شاحب اللون ناحل الجسم رث الهيئة وأن حزنه عليهم فاق حزن أمهم عليهم فأصبحت هي من يواسيه ويخفف المصاب عليه.
3- أَم مـا لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً ***** إِلا أَقَـضَّ عَـلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ
أم: للتخيير جاءت بمعنى أم+ ماذا ، لا يلائم : لا يوافق ، مضجعا: اسم مكان على وزن مفعل ، وتعني مكان النوم والراحة، أقض : أقلق فلا يستطيع النوم، ذاك :اسم إشارة، . إلا: أداة حصر .
المعنى العام للبيت:تسأل أميمة الشاعر عن سبب قلة نومه ، فهو لا يكاد يضع جنبه على الفراش حتى يقوم إما مفزوعا من حلم أو يصيبه الأرق فيظل يتقلب على فراشه.فما بال جنبك لا يلائمه مكان للنوم إلا أقلق عليك ذاك المكان الراحة والنوم، الغاية أو الفكرة الجزئية للبيت أن التعب والقلق مستمران.

4-فَـأَجَبتُها أَن مـا لِـجِسمِيَ أَنَّهُ ***** َأودى بَـنِيَّ مِـنَ البِلادِ فَوَدَّعوا
أودى: بمعنى هلك ، مات ، ذهب وتهيأ للذهاب . ودعوا: كان آخر عهدهم أن ذهبوا وماتوا
إن جواب الشاعر لزوجته أميمة ممزوج بالحسرة والألم والندم، والأمر لا يتعلق بقلة مال أو فقر، بل هو هلاك أبنائه من البلاد(الموت).الشاعر هنا يجيب على أسئلة أميمة ويخبرها عن سبب ذلك الأرق وسبب ذلك الشحوب فهلاك أبنائه في عام واحد و وداعهم لهذه الدنيا بلا رجعه هو سبب أرقه وسبب شحوبه.

5-أودى بَـنِيَّ وَأَعـقَبوني غُـصَّةً ***** بَـعدَ الـرُقادِ وَعَـبرَةً لا تُقلِعُ
أودى : هلك ، الرقاد: النوم ، أعقبوني : أورثوني(ورث الغصة والألم)، وهنا مفارقة الغاية منها الزيادة في الإذلال ، غصة: ما اعترض الحلق من الطعام والشراب،الرقاد: النوم، عبرة: الدمعة قبل نزولها أو الدمعة داخل العين التي لم تخرج(تسقط)، وهي إشارة إلى شدة الألم والحسرة. لا تقلع: استمرار في البكاء دون انقطاع.
مات أبناؤه وهلكوا وأورثوه الحسرة والألم، وهنا مفارقتان(عكس الشيء) 1-فأعقبوه أي أورثوه (أبناؤه) الحزن والألم ، وليس السعادة والفرح، 2- والإنسان يرث المال والخير وهو هنا ورث الحسرة والبكاء، وفي البيت ما يشير إلى عدم تقبل الشاعر هول الصدمة(بعد الرقاد)؛ لأن الرقاد هو النوم ، والنائم يستيقظ لكن الشاعر يريد أن يشكك في موتهم بحثا عن أمل وتسلية للنفس، فجواب الشاعر ممزوج بالحسرة والألم، فالأمر لا يتعلق بفقر أو قلة مال بل هو هلاك أبنائه وموتهم من البلاد.فتركوا في نفسه غصة لا تزول ودمعاً غزيرا لا ينقطع ولا يتوقف على رحيلهم المر الأليم ، أي كانت عقباي منهم حسرة بعدما ينام الناس فدمعتي لا تزول لأن الحزن يؤوب لنفسي في ذلك الوقت فيمنعني من النوم في الوقت الذي ينام فيه الناس.

6-سَـبَقوا هَـوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ ***** َفـتُخُرِّموا وَلِـكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ
هوي:سقطوا ، أي ماتوا ، أعنقوا: العنق ، الرقبة، أي ضربوا بأعناقهم ، تخرموا: تشققوا أو تقطعوا أخذوا واحدًا بعد آخر، اتبع بعضهم بعضًا والمقصود هنا هو الموت. مصرع : مصدر ميمي ، جنب : الإنسان (مجاز مرسل علاقته جزئية، فذكر الجزء وأراد الكل ) ، مصرع: الموت يقول الشاعر:لقد سبقوني إلى الموت وقتلوا وكأنه يريد أن يقول إنه كان يحب أن يسقط قبلهم، وفي هذا البيت كثرة المرادفات الدالة على الموت(هويّ، أعنقوا، تخرموا، مصرع) ، وهذا دليل على سيطرة الموت والفناء.
7- فَـغَبَرتُ بَـعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ ***** وَإَخـالُ أَنّـي لاحِـقٌ مُستَتبَعُ
غبرت : بمعنى مكثت، وبقيت./ناصب:نصب العيش، وهي اسم فاعل : إذا اشتد ، بمعنى شديد و شاق ومتعب./أخال : المتخيل المبني على دلائل. / مستتبع: مستلحق وهي اسم مفعول.
فيحاول الشاعر هنا أن يلملم جراحه بسبب موت أبنائه، لكنه يتذكر المأساة فيعود الألم والوجع، فالألم والجرح مستمر بسبب موت أبنائه. فهو يقول مكثت بعد رحيل أبنائي في عيش شاق ومتعب وأظن أني سوف ألحق بهم وأتبعهم إن بقيت على هذه الحالة وهو في هذا البيت لا يشكوا فقد أبنائه فحسب لكنه يشكوا افتقاده لمن يساعده ويعينه على مشاق الحياة بعد موت أبنائه فقد أصبحت الحياة بعد موتهم شاقه ومضنية ومتعبة لا يقوى عليها لدرجة أنه قد يهلك لو مكث على هذه الحال.
8- وَلَـقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ ***** فَـإِذا الـمَنِيِّةُ أَقـبَلَت لا تُدفَعُ
حرصت: شدة الاهتمام، أدافع: يعمل معنى الاستمرار والتجدد، إذا :فجائية ، فجأة (جاء الموت) وهذا سبب ألمه
هنا تتجسد عاطفة الأبوة وحرصه الأب على أبنائه ودفاعه عنهم ضد كل شر أو مكروه ، فهو حريص على جلب الخير لهم وإبعاد الشر عنهم ..،ولكن أتاهم مالا طاقة لأبيهم بدفعه عنهم وهو الموت،واستخدام حرف الجر الباء الذي يفيد الإلصاق في قوله ( بأن أدافع عنهم ) ولم يستخدم الحرف(على) ، للاستدلال على السرعة في الحركة أو ردة الفعل للدفاع عن أبنائه، فالباء حرف يفيد الإلصاق وهو خفيف يدل على السرعة في حين الحرف (على) من حيث الوظيفة النطقية فهو طويل في النطق وفيه تباطؤ.وهذا يتناسب مع جاهزية الأب وسرعته في الدفاع عن أولاده، لكن الموت كان أسرع منه فقتلهم.
9- وَإِذا الـمَنِيَّةُ أَنـشَبَت أَظـفارَها ***** أَلـفَيتَ كُـلَّ تَـميمَةٍ لا تَنفَعُ
أنشبت: غرزت، ألفيت : بمعنى وجدت، التميمة : هي ما يعلق على الأعناق من خرز أو غيره لدفع الأضرار أو الأمراض أو العين أو السحر وهي من العادات الجاهلية التي مازالت موجودة حتى يومنا هذا.
يقول الشاعر: جاء الموت وهو لا يدفع لا بعلاج أو تميمة، وهنا صورة رائعة في سياق الحكمة فهنا شبه المنية بالحيوان المفترس لا تنفع معه التمائم فيغرس أظفاره في صدر ضحيته أو فريسته فلا يتركه إلا وقد قضى عليه،فيؤكد الشاعر على حتمية الموت، والأظافر هنا رمز للحقد والكراهية ، وفي هذا البيت استعارة مكنية.
10- فَـالعَينُ بَـعدَهُمُ كَـأَنَّ حِداقَها ***** سُـمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ
حداقها: جمع وتجمع (حدقات، حدق) ، حدقة العين هو سوادها، سملت أي: فقئت وتعرضت للضرر ، عور : دلالة على الوجع.
الأبناء هم بصره وفؤاده، وسواد العين ، ورحيلهم يعني رحيل البصر(الحياة)، وكأن العين بعدهم أصابتها شوكة وأصبحت عوراء وكثيرة البكاء والألم.
فهو يقول عيني بعد رحيل أبنائي كأنها فقئت بشوك حتى أصابها العور وهي لازالت تدمع وهذا يدل على شدة الحزن والأسى الذي أصابه على فقد أبنائه لدرجة أن سواد عينيه قد ذهب من شدة البكاء والحزن عليهم
11- حَـتّى كَـأَنّي لِـلحَوادِثِ مَروَةٌ ***** بِـصَفا الـمُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقرَعُ
الحوادث: مصائب الدهر، مروة : جبل في مكة، الصفا :جبل المسعى
يريد الشاعر أن يصل إلى حقيقة أنه لابد من الهلاك ؛ لأن نوائب الدهر كثرت وأصبح جسمه يستقبل المصائب كالصفا والمروة في استقبال الحجيج.

12- لا بُـدَّ مِـن تَـلَفٍ مُقيمٍ فَاِنتَظِر ***** َبِأَرضِ قَومِكَ أَم بِأُخرى المَصرَعُ
لابد : للتأكيد، المصرع: الموت، التلف : هو الهلاك.
وفي هذا البيت حكمة فلابد لكل نفس أن تموت إما في أرضها وبين أهلها أو بأي أرض أخرى،وهو هنا يواسي نفسه ويعزيها ويقول لا تأسي على ما قد أصابك فالموت مصير كل إنسان
وهنا تأثر بالنص القرآني في قوله تعالى:” وما تدري نفس بأي أرض تموت”
وقوله تعالى:”أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة”

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص اعراب قصيدة ابو ذؤيب الهذلي، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.