الحياه هدف واراده

الحياه هدف واراده، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

الحياه هدف واراده:

 

حين تجاوز الكاتبُ توفيق الحكيم الخمسين من عمره، كتب مقالاً بعنوان: «الحياة هدفٌ وإرادة» ذكر فيه تجربتَه في تحديد الهدف الذي نجّاه من التشتّت، فيقول:
“لم يكن أمامي خطرٌ أخشاه إلا تعدّد الهدف وحَيرة الإرادة، وكان هذا الخطر من أشدّ ما تعرّضتُ له في حياتي، وكافحتُ للتغلّب عليه”!
وذكر كذلك أنه في مقتبل شبابه تنازعتْه أهدافٌ كثيرة، يجدُ نفسَه قادرًا على الإبداع فيها، فيقول: “وكان في مقدوري النجاح في كلّ باب من هذه الأبواب؛ لأنّ طبيعتي قابلةٌ للتكيّف، ولكنّ إيماني بوحدة الهدف جعلني أخصّص نفسي لخدمة الأدب وحدَه”.
– [ضمنَ مقالات (علمتني الحياة) ص١٩]
وما قاله الحكيم الذي عاش في القرن الماضي، وسائر الأدبيّات التي تحضُّ على تحديد الهدف وعزم الإرادة وتركيز الجُهد= أحوج ما يحتاجه الشابُّ اليوم الذي قد يشاهد في يوم واحد عشرات المشاريع، وعشرات الناجحين، وكلّ يوم يوجّه بوصلته نحو وجهة جديدة، ثم لا يلثبت أن يباغته الملل وشعور الضياع!
ويظلُّ من أبلغِ ما قيل وصف من هذا حالُه ما رُوي عن النبي ﷺ : (إنّ المُنبّتَّ لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى)!

ومُشتَّتُ العزَماتِ يُنفِقُ عُمرَهُ

حيرانَ، لا ظفَرٌ ولا إخفاقُ!
وبالمشاهدة، فإنّ الطَمُوحَ الذكيَّ المُتشتّت أشقى عَيْشًا، وأنكدُ حياةً ممن لا هدفَ له محدّد!
ذلك؛ لأنه يسير في كلّ درب، ويطرقُ كلّ باب، وينتصف في كلّ مرحلة، ولا يحصلُ على طائل!
وقد يُنفق الشابُّ بعضًا من وقته وعُمره في محاولة اكتشاف ذاته ومَيْله ومجاله، ثم يمسك جادَّةً حتى يبلغ.
أمّا أن يُنفقَ [عُنفوانَ عُمُره ورَيْعانَه، وشرخَ شبابِِهِ وعَيْسانَه :)] باحثًا عن ذاته، مستكشفًا أهدافَه، فمتى يسعى إليها؟!
والعُمر قصيرٌ، والحياةُ لا تتسع لكلّ الرغَبَات والآمال!

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص الحياه هدف واراده، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.