الصورة الجمالية واعراب البيت؟

الصورة الجمالية واعراب البيت، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

الصورة الجمالية واعراب البيت:

الصورة الجمالية والفنية :
الإبداع الفني أو التمتع بثمار الابداع ليس ممكنا من غير الخبرة الجمالية العميقة ، وان احساسنا ووعينا ماهو إلا صورة للعالم الخارجي ، وهذه الصورة لايمكن ان توجد من غير الشيء المصور الذي يوجد بطبعه مستقلا عن الذي يصوره ، هذا المفهوم يقترب من طروحات الفلاسفة الماديين الديالكتيكيين وفق نظرية الانعكاس فهم يجدون أن الوعي يَعكس وهذا يقودنا إلى نظريتهم المعرفية التي تقوم على أساس أن المادة واقع موضوعي مستقل عن وعينا وتفكيرنا واحاسيسنا ، فالصورة الفنية ليست استنساخا للواقع اومحاكاة تقليدية له ، بل هي تعيد إنتاج جوانب معينة منه  وذلك لايبتعد عن مفهوم المحاكاة الأرسطية التي ترى بان لايتم نقل الواقع كما هو بل كما يجب أن يكون .

ومن نافلة القول أن الرؤية العامة للفن وعمل الفنان تختلف من إتجاه لآخر، فممثلو الرومانسية الجديدة يرفعون شعار حرية الفنان المطلقة لكونها تؤدي الى اكتشاف الروح الخفي للعالم الآخر ، ويتبع الوجوديون وسائل لاعقلانية مدعين أن حب الفن يعني تقبله ويروجون لحرية الفنان ، اما البراغماتيون فيفهمون الرائع في الفن من وجهة نظر تؤدي إلى نسف القيمة الموضوعية وتأكيد النزعة الذاتية ، ويظهر الفن عند الفرويديين تعبيرا عن الرغبات المكبوتة ، فيما يدعي آخرون ان مهمة الفن هي خلق واقع اخر جديد وآخرون من اللغويون يلجاون الى مايسمونه نظام العلامات ، ويمكننا القول بان العمل الفني عالم كامل متكامل في رسم صغير، والصورة الفنية توجد بوصفها الكل المعطى الذي لايتكرر في شكل مجرد إذ انها صورة ذاتية للعالم الموضوعي وهي في الوقت الذي لاتستثني سمات معينة للموضوع الفني المعبر عنه تقدم سمات جديدة لايمتلكها اساسا ، فالفن وحسب هذه النظرة يمتاز بصبغة المبالغة وله معيار منها ومع ذلك يجب إلا يجري تخطي حدوده ، على سبيل المثال الفنان التشكيلي، فإذا ماكان الشكل الأصلي يمتلك أنفا طويلا فحتى نخلق التشابه الأخاذ يلجأ الفنان التشكيلي إلى عمل الأنف طويلا قليلا، وكثيرا ماتستخدم المغالاة للتعبيرعن فكرة الإمكانيات اللامحدودة للإنسان بتوظيف المجاز الذهني كوسيلة من وسائل التحديد المفترض للمعنى الغائب .

إن الفن لايمكن ادراكه من غير استخدام المجاز الذي يعد جانبا من جوانب تداخل البنى الاخرى كموضوعات لها شكل ومحتوى على اساس اختيارها للتعبير عن مقارنة مختبئة يصان فيها العنصر الثاني الغائب للأشياء المقارنة الحاضرة، وهناك أعمال فنية كاملة تتالف من مجاز طويل واحد مثل قصيدة بوشكين الشهيرة ( الينابيع الثلاثة ) والمجاز هو المحتوى المتحرك في الحاضر الذي يكتسب سمة التحول المستمر. وهنا نعرج الى مسالة مهمة في الرؤية الفنية للصورة الجمالية يتمثل في التفضيل الجمالي الذي يشكل المقوم الجوهري لكل زوايا الإتقان الجمالي للمادة المستهدفة من الواقع ، فالفنون تهتم بمقولات مثل الايقاع والانسجام والتناسق والرشاقة والميلوديا ، والفيلسوف الألماني هيغل يرى الفن مرحلة من المراحل التي توصل الى الفكرة المطلقة والعقل الشامل وهو ينتج من الفكرة المطلقة ذاتها ولايعترف بالفن خارج حدود الذات الانسانية .

وفي ضوء ذلك يكون محتوى الفن هو الفكرة ، وشكله هو التجسيد الحي من خلال الصور وان على الفن ان يحول كلا الجانبين الى كل تام حر مشبع بالرغبة وتحول الخاص الى تنوع عام ، وفي ذلك يظهر الخاص في اندماجه الديناميكي بالخصوصي لكونه محتوى الصورة الفنية وليس شكلها ، ويمكن تعريف الصورة الفنية بوصفها نتاج التعامل المركب للانطباعات والمشاهدات الحياتية ويحدد جوهر الاخيرة بحقيقة انها تتضمن تعميمات الواقع . حيث تتجسد الطبيعة التركيبية للاستيعاب الجمالي العام، ومن وجهة نظرنا فان العمليات التي تجري في الواقع ووجود الإنسان الاجتماعي والحياة الروحية لاتشخص عبر الوصف الثابت لخصائصها وانما من خلال اختيار مجموعة مؤلفة من اجزاء متناسقة من الخصائص والصفات التي تكشف في جوانب معينة شيئا ما مدهشا في هذه الظواهر، ومجموعة الخصائص هذه غالبا ماتكون متناقضة تماما ذلك ان الصورة الفنية في كل تنوعاتها يحكمها الابداع الخيالي وتنحو الى التركيب والجمع بين الموضوع ونقيضه لانها تعميم لمفاهيم الواقع إذ أن الصورة الفنية تكثف السمات والخصائص المتنوعة لما هو مميز ومهم بشكل شمولي ويظهر المهم قوته من خلال التجريد للسمات الخاصة في الموضوعات ، اما الاخير فبواسطة تعميم تنوع العالم وتدفق الحياة عبر تركيب العواطف والجمال الانساني بسبب ان النداء الجمالي الكامن في الصورة الفنية يمتاز بقابلية التوسع عبر الاستجابة التخيلية للمتلقي  .

وتأسيسا على ذلك فان الصورة الفنية مؤتلفة من وحدة الموضوعي مع الذاتي وتنوعها يكون عند الفنانين المختلفين ، في الوقت الذي قد يتسيد فيه العنصر الذاتي أو حتى الذاتية على الكفاءة الموضوعية لكن ذلك ليس تدميرا للوحدة وتغليبا للذات ، فالصورة الفنية الذهنية لاتوجد خارج العنصر الذاتي .

ولنتطرق الى مسالة الغموض فالمعنى الحاضر  يعتمد على ثبات العلاقات السببية التي يعبر عنها، اما مصدر غموض الخيال الفني في خصوصية التركيب المتناقض لظواهر الحياة والتجارب الانسانية التي يجسدها ، فمثلما في الموقف العاطفي من الواقع الذي هو سمة للصورة غير القابلة للتجريد

 ان الصورة الفنية تتشرب دائما بكل موحد من سمات وخصائص الحياة والعالم الداخلي للانسان وهذا الكل الموحد ليس مجرد حاصل دمج وانما كل ديناميكي .ونعود الى هيغل الذي يعلن ان الفكرة المطلقة تعطي تحقيقا ملموسا ويمكن ادراكه حسيا من خلال تصوير الشخصيات والبيئة الموضوعية وظواهر العالم المحيط اذ تكمن خصوصية تكامل العمل الابداعي بالضبط في حقيقة انها غالبا ماتركب من عناصر متغايرة الخواص ومتباينة بالاضافة الى ذلك فالحياة نفسها عادة ماتتطلب انتهاكات لقاعدة النظام الشامل والمطلق وفي هذا يقول هيغل ان مهمة الفن عموما هي أن يقدم الفكرة للتأمل المباشر في صورة حسية وليس ان تاخذ شكل الفكر فالاستيعاب الجمالي للعالم يرفض قوانين ملزمة تفرض من الخارج، هذه القوانين هي التي تو ضح بوصفها الخصائص الشاملة الثابتة للابداع الفني وترتبط العناصر العامة بالنسبة للفنون الجميلة بالخصائص المحددة لكل مجال من مجالات الابداع الخيالي .

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص الصورة الجمالية واعراب البيت، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.