اول 45 يوم فى كلية الشرطة؟

اول 45 يوم فى كلية الشرطة؟

اول 45 يوم فى كلية الشرطة، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

اول 45 يوم فى كلية الشرطة:

نقل لكم صورة حية ليوم فى حياة طالب فى كلية الشرطة بالكلمة والصورة ..

طابور الصباح

الطلاب بدأوا يومهم من داخل عنابر الإعاشة بتناول وجبة الافطار بعد ثمان ساعات من النوم، ثم اصطفوا فى طابور الصباح اليومى، الذى يكون بحضور رئيس الأكاديمية، أو من ينوب عنه من مساعديه، وهذا الطابور هو بداية لتمرينات التدريب التى يتلقاها الطلاب على مدار الأربع سنوات، وهى فترة تواجدهم بها، وخلال أداء الطلاب لطابور وتمارين الصباح تحدث معنا العقيد على سمير قائد الكتيبة الثالثة بقطاع الطلبة بالأكاديمية، وقال : تواجد الطلاب فى أكاديمية الشرطة يبدأ بفترة الـ45 يوماً الأولى التى تعتبر هى الأصعب على أى طالب، فهو ينتقل فيها من مواطن عادى إلى شخص ملتزم بقواعد ” الميرى ” والتى يبدأ من خلالها إكساب الطلاب المهارات وتدعيم انتمائهم لوطنهم وولائهم للمنظومة الأمنية، وبالتالى فإن فترة البداية تكون قاسية نسبياً على الطالب، ولكن يكون هدفها إخراجه من حياة الحرية المدنية دون ضغط ومواعيد والتزام إلى حياة ملتزمة وصارمة؛ لأن طبيعة عمل  الضباط شاقة، ولابد أن يتم تدريب الطالب منذ اليوم الأول على تحمل الضغوط أيا كان مصدرها، ويبدأ الطالب فترته فى الكلية بالتزامه بمواعيد النوم والاستيقاظ وحضور طابور وتمرينات الصباح بهدف تنشيط الدورة الدموية للطلاب والحفاظ على أعلى لياقة ممكنة لهم، ويتم ذلك بشكل تدريجى تصاعدى بداية من الفرقة الأولى حتى الفرقة الرابعة، لكن هذا لا يعنى أن حياة الطلاب فى الأكاديمية وكأنهم فى معتقل أو سجن كما يتصور البعض، ولكنها قد تكون شاقة نسبيا على الشخص المدنى، وهذا طبيعى لتأهيل الطالب للعمل فى ظروف شاقة فى مختلف الأماكن، والطلاب لا يتعرضون للإهانات كما يشيع البعض .. فكلنا هنا نعمل من أجل الحفاظ على القانون الذى يطبق على الجميع، والطلاب كلهم سواسية ومن يخالف القانون يتعرض للعقاب، إضافة إلى أننا جميعا نعيش معا فى نفس المكان .. ونأكل الأكل نفسه .. ونقوم بنفس التمرينات الواجبة علينا، بداية من رئيس الأكاديمية حتى كل صف التدريس والإشراف، والمطلوب هنا هو تخريج ضابط ملتزم يعرف معنى الواجب ولا يقصّر فيه أبدا .

سياسة جديدة

وهنا التقط اللواء هشام عرفة مدير الإعلام والعلاقات بأكاديمية الشرطةطرف الحديث .. وقال : الأكاديمية تنتهج سياسة جديدة فى تطوير الطلبة خاصة وأن الحديث عن إعادة هيكلة الداخلية لم يتوقف يوما واحدا منذ قيام ثورة 25 يناير، ومنذ هذه اللحظة ونحن نفكر فى البداية فيما نملك؛ لأننا لا نستطيع التحكم فى سياسة وزارة بالكامل، ولكن هنا فى الأكاديمية نستطيع -على أقل تقدير- تغيير بعض الأفكار التى تؤثر على الطلبة، خصوصا أنه ظهرت بعض المطالبات بإلغاء الأكاديمية وتدريب خريجى كليات الحقوق لمدة 6 أشهر، وهذا طبعاً غير منطقى،  وما لا يفهمه البعض أن 4 سنوات من التدريب ودراسة القانون والعمل الشرطى لا يمكن تعويضهم بفترة 6 أشهر أبدا، وهذا ما رغّبنا فى التأكيد عليه مع الطلاب الجدد من خلال تدريبهم وتطويرهم ليشعر الضابط قبل المواطن بالفرق فى ثقافته وتعليمه وتعامله مع المواطنين واستخدام عقله فى التعامل مع مختلف الجرائم .

حقيقة فرقة الإجرام

عقب طابور الصباح يتحرك الطلبة إلى المدرجات المختلفة بالأكاديمية لتلقى محاضرات المواد النظرية، والتى تتنوع بين دراسة القانون المدنى والجنائى والدولى والعلاقات الخارجية وتاريخ العمل الشرطى، وفى محاضرة للواء نشأت الهلالى رئيس الأكاديمية الأسبق تحدث فيها مع الطلبة عن تاريخ مجلس الأمن ودوره فى حفظ السلام العالمى، وشرح لنا المقدم دكتور عمرو إبراهيم رئيس أقسام المناهج فى قطاع التعليم بالأكاديمية أنه تم استحداث 12 مادة جديدة لتدريسها لطلاب الأكاديمية أهمها: مادة حقوق الإنسان، والتى كانت تعتبر مادة كمالية، أما الآن أصبحت مادة إجبارية تدرس للطلاب فى الأربع سنوات، إضافة إلى استحداث مادة جديدة فى تكنولوجيا البحث الجنائى وذلك للتغلب على الاتهامات التى توجه للضباط دائما بعدم مواكبة التطور التكنولوجى للمجرمين، وأضاف : أصبحنا ندرّس للطلبة كل ما هو جديد عن استخدام التكنولوجيا فى الجرائم المختلفة سواء عبر الانترنت، أو فى جرائم التزوير والتهريب، وذلك إضافة إلى مادة جديدة فى إدارة المنظمات الشرطية، كما تم إضافة مادة ” مكافحة الارهاب ” سواء فى التصدى لجماعات منظمة أو عمليات فردية، ونهدف فيه- من المرحلة الأولى للتعليم- إلى رفع كفاءة وحس الطالب على اكتشاف الخلايا الإرهابية واستشعارها عن بعد، وذلك لأن التوقيت فى هذه القضايا هو العامل الأهم فى حسمها قبل وقوع أى عمليات تخلف ضحايا ، ولا يوجد ما يسمى بمادة: ” فرقة الإجرام ” فى الكلية والتى يدّعى البعض أن الطالب يتعلم فيها ” قلة الأدب ” فى التعامل مع المجرمين، وهذا الكلام ” خرافات ” ينسجها البعض نتيجة جهلهم بطبيعة الدراسة الشرطية، ولكن طريقة تعامل ضباط المباحث – مثلا- مع المجرمين الخطيرين والمسجلين تأتى من خلال كثرة القضايا والخبرات المتلاحقة التى يتعرض لها من العمل الميدانى والتى نحاول أن نكسبه بعضها من خلال القانون الجنائى، إلى جانب توقع الفروض المختلفة للقضايا لتدريب الطالب على حل ألغاز الجرائم، ونتيجة الظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد تعمل الأكاديمية على تدريب الطلاب على العمل تحت ضغط كبير بخاصة أنهم سوف يعملون فى ظروف ميدانية شاقة، وبالتالى الوضع اختلف وأصبح لابد لنا أن نتعامل مع الواقع الحالى وسط ارتفاع معدلات البلطجة والجريمة فى المجتمع من خلال تدريب الطلاب، وهذا ما سوف يلحظه المواطن العادى فى الدفعات القادمة من الأكاديمية، إضافة إلى التركيز على الجانب الثقافى للطلاب لتأهيلهم؛ لأن من أكثر المشكلات التى كانت تواجه الضباط الاعتماد على القوة فى تنفيذ القانون وعدم استخدام العلم، وما نعمل عليه الآن هو تنمية قدرات الضباط فى استخدام العلم قبل أى شيء، وبالتالى الأكاديمية تحرص على وجود شخصيات عامة بشكل مستمر مثل الدكتور عمرو خالد، والدكتور أحمد عكاشة استشارى الطب النفسى، والإعلامى أحمد المسلمانى، وغيرهم ممن لهم قبول بين الشباب فى شكل ندوات ولقاءات مباشرة مع الطلاب .

 

السياسة ممنوعة

 

طبيعى أن نبحث عن إجابة للسؤال الذى يفرض نفسه حالياً وسط النقاشات الخاصة بأى مؤسسة رسمية .. هل توجد هنا أيضاً ما يصفه البعض بـ ” أخونة ” الشرطة ! اللواء أحمد جاد مدير أكاديمية الشرطة أكد لنا أن الهدف الأول له وللأساتذة والقيادات فى الأكاديمية هو تعزيزانتماء الطالب للأمن والمنظومة الأمنية فقط لا غير بصرف النظر عن الحاكم أو الجماعة السياسية، فالأمن فى خدمة المواطن والوطن، وهذه هى العقيدة التى نحاول تنفيذها وخلق نوع من التوازن بين تنفيذ القانون بإحكام مع احترام حقوق الإنسان وإذا استطعنا إكساب عقيدة للضباط فى هذه الناحية، فإنه من المؤكد أن المواطن سوف يشعر بالفارق فى التعامل معه، ولا يوجد شيء اسمه “أخونة” الأكاديمية، فأى طالب لائق اجتماعيا وطبيا وحاصل على المجموع المناسب مسموح له بدخول أكاديمية الشرطة، وهذا شيء معروف، والطلبة فى السنوات الأولى والثانية من كل قطاعات وشرائح المجتمع ينتمون إلى أسر وعائلات محترمة، لا يوجد عليها أى سوابق جنائية، وهو ما نكون حريصين عليه وهذا للحفاظ على الشكل الاجتماعى للوظيفة، وهذا معروف فى كل الأجهزة الأمنية فى العالم، وفى الأكاديمية لا يوجد وقت لدى الطالب للحديث فى السياسة أصلاً، فوقته موزع بين التدريب والمذاكرة، و يكون الطالب على دراية بكل ما يحدث خارج سور الأكاديمية، ولكن عقيدته الأمنية هى التى تحركه، ولا يمكن لضابط شرطة أن ينتمى لتيار سياسى أو دينى معين فهو يخدم المواطن والوطن، وهذه من أهم قواعد وزارة الداخلية، ولا يمكن المزايدة عليها ولن تتغير .

ساحة التدريب

الساعة الثانية ظهراً .. موعد تدريب الرماية، وفى الساحة المخصصة للتدريب، اصطف طلاب الفرقة الرابعة لتلقى تمرين الرماية- بالطبنجات-على الأهداف المختلفة، والتى يستهدف منها – كما شرح لنا العقيد خالد فوزى رئيس أقسام الرماية التكتيكية- تدريب الطالب بشكل تصاعدى على استخدام السلاح، وذلك لإكسابه مهارات التفاوض والتعامل مع المسلجين والمجرمين أيا كان تسلحيهم، وهنا لابد من ايصال رسالة واضحة للطالب وهى ” استعمالك للسلاح يكون آخر محاولة لك إذا شعرت بوجود تهديد حقيقى على حياتك وفشلت كل محاولات التفاوض، وبعدها عليك استخدام السلاح بالتصويب على الأرجل، ثم التصويب على الأماكن القاتلة فى مرحلة تالية ” ويتم تدريب الطالب على استخدام السلاح الآلى والطبنجات بأنواعها المختلفة والخرطوش، وأيضا تدريبهم على مواكبة التطور فى السلاح، خصوصا أن تكنولوجيا السلاح لا تتوقف عند حد معين، وكل يوم يظهر سلاح جديد، وأكد أنه يتم بناء مدينة تدريب كاملة تحتوى على عدد من المغارات والخنادق والجبال، وسوف تكون أكبر مدينة تدريبية للأمن فى الشرق الأوسط، وفيها سوف يحاكى الطالب مختلف أنواع التنفيذ والعمليات سواء داخل الجبال أو فى الخنادق والمناطق الزراعية، وفى الأسواق والمناطق الرملية والمنحدرات الشديدة؛ ليتكسب الطالب خبرة كاملة فى مطاردة المطلوبين والقبض عليهم .

الشرطة النسائية

 

” نحن مدربات للعمل فى قطاعات الأمن المركزى وفض الشغب النسائى وتأمين المظاهرات ومواجهة التحرش ” بهذه الجملة بدأت ملازم أول سمر رفاعى حديثها معنا عن الشرطة النسائية فى مصر، وقالت: إنها خريجة كلية التربية الرياضية وتقدمت للعمل كضابط شرطة بعد ذلك، وحصلت على فترة تدريب 6 أشهر، تلقت خلالها تدريبات المواجهة والاشتباك ،وأكدت أنهن كضابطات ينتظرن الأوامر للبدء فى العمل الفعلى فى قطاعات المواجهة فى أى وقت، خاصة وأنهن يعملن فى أعمال العلاقات العامة واستقبال الوفود، وأوضحت أن تقبل المجتمع لفكرة الشرطة النسائية أصبح عادياً وطبيعياً، خاصة مع ارتفاع معدلات ظاهرة التحرش والتى تستطيع الشرطة النسائية التعامل معها والتصدى لها، إلى جانب التعامل مع بعض المظاهرات الخاصة بالسيدات .

الطلاب :  مستعدون للشهادة

لا تخلو صفحة الحوادث يوميا من أخبار تعرض الضباط لمحاولة اعتداء، أو إطلاق نار، أو اختطاف فى بعض الأحيان، بخاصة فى المحافظات النائية، إضافة إلى الاتهام الدائم للشرطة بعدم احترام حقوق الإنسان والعمل ضد مصلحة المواطن، والاتهام الآخر لقطاع الأمن المركزى بأنه أداة لقمع المعارضين، وكل هذه الأخبار التى قد يقرأها طالب بالأكاديمية قد توجد لديه حالة من الخوف والقلق من الخروج منها والعمل فى ظل هذه الحالة التى نعيش فيها، لكن الطالب أحمد الشامى بالفرقة الرابعة أكد لنا أن من يدخل كلية الشرطة يعرف جيدا أن حياته فى خطر، وأنه من الممكن أن يواجه الموت فى أى لحظة، وأضاف : نحن ندرب هنا على انتظار الشهادة فى أى لحظة، وما نركز عليه الآن هو أن نثبت للمواطن قبل أى شيء: أننا نعمل فى خدمته وأن عقيدتنا الأمنية هو الولاء للوطن والمواطن فقط لا غير، ويكفى أن ضباط الشرطة هم من دفعوا بمفردهم فواتير النظام السابق .

وأضاف الطالب محمود السيد بالفرقة الثانية : الحياة بقواعد الميرى قد تكون متعبة فى البداية ولكن الاعتياد عليها يجعل كل شيء سهلاً، كما يجعل الالتزام طريقة حياة، وليست فقط خلال التواجد فى الكلية، وخدمة المجتمع تبدأ من الأكاديمية من خلال المشاركة فى التبرع بالدم لمستشفى سرطان الأطفال 57357 والتى أصبحت تعتمد على الطلاب بشكل أساسى فى التبرع بالصفائح الدموية والدم .

طابور المساء

وفى النهاية .. ودّعنا الجميع وسط متابعة للطابور المسائى، ولم يمهلنا الوقت لحضور تدريبات أخرى مثل الخيالة والموتوسيكلات، ولكن يبقى هنا السؤال : هل ما شاهدناه داخل سور أكبر أكاديمية للأمن فى الشرق الأوسط كافياً لتغيير منظومة الشرطة ليشعر ويلمس المواطن الفرق الحقيقى ! أم أن الواقع العملى يجعل من الصعب على المواطن النسيان .. وأيضاً من الصعب على الضابط عدم اكتساب صفات زملائه القدامى الذين اعتادوا على طريقة أخرى تماماً فى عملهم ! عموماً .. نترك الإجابة للأيام القادمة والتى نتمناها أكثر أمناً وأماناً لبلادنا .

يمكنك مشاهدة هذا الفيديو

برنامج المواطن المصري وتقرير عن حياة الطالب المستجد داخل كلية الشرطه

https://www.youtube.com/watch?v=b5IAK60_f3w

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص اول 45 يوم فى كلية الشرطة، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.