تحليل قصيدة ايليا ابو ماضي فلسفة الحياه؟

تحليل قصيدة ايليا ابو ماضي فلسفة الحياه؟

تحليل قصيدة ايليا ابو ماضي فلسفة الحياه، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

تحليل قصيدة ايليا ابو ماضي فلسفة الحياه:

تحليل قصيدة ايليا ابو ماضي فلسفة الحياه

مناسبة القصيدة :
كان إيليا أبو ماضي يشفق على المتشائمين الذين ينظرون إلى الحياة بمنظار أسود ويعمون عن كل ما تحفل به الحياة من متعة وبهجة ولا يقدرون ما أسبغ الله عليهم من نعم لا تعد ولا تحصى ، وكان يرى أن الكآبة إنما يخلقها الإنسان لنفسه بينما في استطاعته أن يعيش سعيداً ، وهو في هذه القصيدة يدعو إلى التفاؤل والأمل والابتعاد عن التشاؤم بأسلوب فلسفي تأملي أشرك فيه مظاهر الطبيعة المختلفة للاستمتاع بالحياة ونبذ الشكوى والخوف من الموت .

الفكرة الأولى : التفاؤل والاستمتاع بالحياة :
1. أيهــــــــــــذا الشاكي وما بِكَ داء كيفَ تغْدُو إذا غَـــــــدوتَ عليلا
2. إنّ شــــرّ الجناة في الأرض نفــــسٌ تتوقّى قبل الرحيـــــلِ الرَّحيلا
3. وترى الشـــــــوكَ في الورُودِ وتعمى إن ترى فوقها النـــــّدى إكليــلا
4. والذي نفسُهُ بِغيـــــــــــــــرِ جمال لا يرى في الحياةِ شيئاً جميــــلا
5. فتمتّعْ بالصُّبحِ ما دُمــــــــــــتَ فيهِ لا تخفْ أنْ يزولَ حتّى يــــزولا
المفردات :
1- أيهذا الشاكي : أي هذا أيها الشاكي ، الشاكي : المخبر بسوء أصابه ، داء ( دوأ ): مرض وجمعها أدواء ، تغدو : تصبح ، عليلا : مريضاً .
2- الجناة : جمع جان ، وهو المذنب المقترف جريمة ، تتوقى : يتحذر ، الرحيل : المغادرة والمراد الموت.
3- تعمى : تصاب بالعمى : أي عدم رؤية الأشياء ، الندى : قطرات الماء المتكاثفة في أوائل الصباح على النبات ، إكليلا ( كلل ): تاج والجمع أكاليل .
5- تمتع بالصبح : استمتع بمطلع النهار ، يزول : ينقشع ويذهب .
الشرح :
1- يتعجب الشاعر من الإنسان الذي يشتكي من الحياة ولم يصب بمرض متوجها إليه بنظرة تأملية فكيف يكون حاله إذن عندما يمرض .
2- فإن شر المذنبين في الأرض من يتحذر الموت ويخافه ويظل حبيساً لهذه الفكرة قبل أن يحن موعدها
3- إن نظرتك التشاؤمية للحياة جعلتك لا ترى في الوردة سوى الشوك ولا تتمتع بجمال الندى على أوراقها كالتاج على رأس الجميلة .
4- فالإنسان الذي لا يجعل الجمال من عناصر نفسه لا يرى في الكون شيئاً جميلا .
5- ويدعو الشاعر هذا المتشاءم بأن يستمتع بمطلع النهار الجديد طالما أنه موجود فيه ومن عناصره متفاعلا معه متفائلا بالحياة حتى يذهب وحده كطبيعة الأشياء .
مواطن الجمال :
أيهذا الشاكي وما بك داء : أسلوب نداء الغرض منه التعجب
ما بك داء : أسلوب خبري الغرض منه التقرير
كيف تغدو إذا غدوت عليلا : أسلوب إنشائي استفهام الغرض منه التعجب .
ما بك داء / عليلا : طباق سلب ، قيمته الفنية توضيح المعنى وإبرازه بالمتناقضات .
البيت الثاني : الأسلوب خبري الغرض منه التقرير ويمكن اعتبار البيت حكمة
الرحيل : كناية عن الموت وترك الحياة .
الرحيل الرحيلا : تكرار كلمة الرحيل لتوضيح المعنى وإبرازه ، والتكرار يعطي نغمة موسيقية جميلة .
ترى ، تتوقى استخدام الفعل المضارع دلالة على تجدد واستمرارية النظرة التشاؤمية والخوف المشوب بالحذر
تري / تعمى : طباق لتوضيح المعنى وإبرازه .
ترى فوقها الندى إكليلا : شبه الندى فوق أوراق الوردة بالتاج الموضوع على الرأس لزينتها .
البيت الرابع : أسلوب خبري الغرض منه التقرير ويعد أيضاً بيت حكمة
تمتع بالصبح : أسلوب إنشائي أمر الغرض منه النصح والإرشاد
لا تخف : أسلوب إنشائي نهي الغرض منه النصح والإرشاد
استخدم الشاعر في البيت الخامس ( تخف ، يزول ، يزولا ) أفعالا مضارعة للدلالة على الخوف المتجدد من زوال السعادة من الحياة .
الفكرة الثانية: الطيور أدركت بفطرتها قيمة الحياة :
6- أدركتْ كُنْهها طيورُ الرّوابي فمنَ العـــار أنْ تظلَّ جهولا
7- تتغنّى والصقر قد ملك الجـوَّ عليها والصائــدونَ السّبيلا
8- تتغنّى وعمرها بعضُ عـــامٍ أفتبكي وقدْ تعيشُ طويــلا
9- فاطلب اللّهوَ مثلما تطلُبُ الأطـــــــــيارُ عندَ الهجيرِ ظلاً ظليلا
10- وتعلم حُبَّ الطبيعة منـها واتركِ القالَ للورَى والقيـلا
المفردات:
6- أدركت : عرفت بفطرتها ، كنهها : حقيقتها ، الروابي : مفردها رابية : وهو ما ارتفع من الأرض ، العار (عير ): السبة والعيب ، جهولا: لاتعلم .
7- الصقر : من الطيور الجارحة ، ملك : تحكم في الأمر ، السبيلا : الطريق والمراد السماء .
9- اللهو : اللعب والمتعة ، الهجير : حر الظهيرة ، ظلا : مكان ليس فيه شمس
10 القال والقيل : الكلام غير النافع الذي يبعدك عن اجتلاء الجمال .
الشرح :
6- يقرر الشاعر أن الطيور بفطرتها أدركت حقيقة أمرها واستمتعت بالروابي ومن العيب عليك أيها المتشاءم أن تظل جاهلا بحقيقتك التي فطرك الله عليها .
7- فالطيور تحلق في السماء وتستمتع بوقتها وقد امتلأت السماء بالصقور والأرض بالصائدين الذين يطلبون هذه الطيور .
8- وهذه الطيور لا تعبأ بهم وتستمر في استمتاعها وهي تعلم أن عمرها لن يتعدي أشهر قليلة من العام فلماذا تندب أنت حظك باكيا مع انك ستعيش عمراً طويلاً .
9- فالتمس في حياتك كل ما يسعدها مثل ما تفعل الطيور وارتاح مثلها تماماً عندما تلتمس الظل وقت اشتداد الحر .
10- تأمل للطيور وحياتها وتعلم منها حب الحياة والاستمتاع بمباهج الطبيعة واترك كلام الناس غير النافع الذي يبعدك عن اجتلاء الجمال من حولك .
مواطن الجمال :
أدركت كنهها طيور الروابي : جعل الطيور تعقل وتتأمل وتدرك وتعي حقيقة خلقها وفي ذلك إعطاء ما لايعقل صفة العاقل .
فمن العار أن تظل جهولا : أسلوب خبري الغرض منه التوبيخ واللوم .
الصقر قد ملك الجو : كناية عن القوة والسيطرة
تتغنى وعمرها بعض عام : استخدم كلمة بعض للدلالة على صغر سنها ، وهي كناية عن التفاؤل والسعادة
أفتبكي وقد تعيش طويلا : أسلوب إنشائي استفهام الغرض منه التعجب
فاطلب اللهو ، تعلم حب الطبيعة منها ، اترك القال للورى والقيل : أساليب إنشائية أمر الغرض منها النصح والإرشاد
تطلب الأطيار عند الهجير ظلاً ظليلا : كناية عن الراحة والاستمتاع بكل وقت يمر علينا .
الفكرة الثالثة : الحياة ليست مكاناً للشقاء :
11- أنتَ للأرضِ أولاً وأخيـــــراً كنت مَلكا أو كنتَ عبداً ذليـــلا
12- كلُّ نجمٍ إلى الأفــــــولِ ولكنْ آفةُ النَّجمِ أن يخافَ الأفــــــولا
13- فإذا ما وجدتَ في الأرض ظلاً فتفيَّأ به إلى أن يحــــــــــــــولا
14- وتوقع إذا السماء اكفهــرت مطراً في السهولِ يُحيي السهو لا
15- ما أتينا إلى الحيـــاة لنشقى فأريحوا أهلَ العقولِ العقـــــولا
16- كلُّ من يجمعُ الهمـومَ عليه أخذتهُ الهمومُ أخذاً وبيـــــــلا
المفردات :
11- ذليلا : وضيعا.
12- الأفول : الغروب والزوال ، آفة ( أوف): عيب ونقص .
13- ظلا : الظل ظل الشيء خياله ، تفيأ : استظل به ، يحولا : يتحول لمكان آخر.
14- اكفهرت : غضبت ، السهول : مفردها سهل وهي الأرض المنبسطة .
15- نشقى : نتعب ونتألم ، أهل العقول : أصحاب العقول .
16- الهموم : مفردها :هم ، وهي المصائب والأحزان ، أخذته : قضت عليه ، وبيلا : وخيم العاقبة .
الشرح :
11- يبين الشاعر أن الحياة ليست مكانا للشقاء الإنساني حيث أن الإنسان مآله إلى التراب مهما كان ملكا أو عبدا .
12- وأن النجم لا بد وأن يدرك حقيقة أنه لا محالة زائل.
13- ويدعو المتشاءم بالاستمتاع بكل لحظة تمر عليه فإذا وجد بقعة ظليلة وقت الهجير فليستظل بها ولا يفكر في كون الظل سيتحول عنها
14- وعندما يرى غضبة السماء يتوقع نزول المطر بالخير ولا يتوقع الشر.
15- منها فنحن لم نأت إلى الحياة للشقاء والتعاسة وعلى كل من يملك عقلا أن يدرك ذلك ويريح عقله من التفكير.
16- فكل إنسان يجمع الهموم والأحزان ويجعلها شغله الشاغل في النهاية ستقضي عليه هذه الهموم وتسحقه .
مواطن الجمال :
أولا وأخيرا ، ملكا وعبدا : طباق يوضح المعنى ويبرزه
البين الحادي عشر : أسلوب خبري الغرض منه التقرير .
البيت الثاني عشر أسلوب خبري للتقرير
ولكن : تفيد الاستدراك
آفة النجم أن يخاف الأفولا : استعارة مكنية شبه النجم بالانسان الذي يخاف .
البيت الثالث عشر أسلوب شرط وعلاقة الشطر الثاني بالشطر الأول نتيجة بسبب .
السماء اكفهرت : استعارة مكنية شبه السماء بالانسان الغاضب
مطرا يحيي السهولا : مجاز مرسل علاقته اعتبار ما سيكون .
ما أتينا إلى الحياة لنشقى : أسلوب خبري للتقرير .
العقول العقولا تكرار كلمة العقول لتوضيح المعنى وإبرازه ، والتكرار يعطي نغمة موسيقية جميلة
يجمع الهموم : استعارة مكنية شبه الهموم بالشيء المادي الذي يجمع .
أخذته الهموم أخذا وبيلا : استعارة مكنية شبه الهموم بالمقاتل القوي الذي يسحق ما أمامه .
البيت السادس عشر بيت حكمة

الفكرة الرابعة : دعوة الشاعر للإنسان لكي يكون مصدراً للجمال
17- كنْ هَــــــــــزاراً في عشِّه يتغنّى ومع الكَبْــــــلِ لا يُبالي الكُبولا
18- لا غراباً يطاردُ الـــــدود في الأر ضِ وبُوماً في الليل يبكي الطّلولا
19- كُنْ غَديراً يسيرُ في الأرضِ رَقرا قاً فيسقي عن جانبيْهِ الحقـــولا
20- لا وعــــاءً يقيّد المــــــــاءَ حتَّى تستحيلَ المياه فيهِ وحــــــــولا
21- كنْ معَ الفجرِ نسمةً تُوسع الأز هارَ شماً وتارةً تقبيــــــــــــــلا
22- لا سمــوما منَ السوافي اللواتي تملأُ الأرضَ في الظلامِ عَويـــــلا
23- ومعَ الليلِ كــوكباً يُؤنسُ الغا باتِ والنهرَ والرُّبى والسّهـــولا
24- لا دُجى يكرهُ العــــوالمَ والنا سَ فيُلقي على الجميعِ سُــــدولا
25- أيَّهذا الشـــــاكي وما بك داءٌ كُنْ جميلا تَرَ الوجودَ جميــــــلا

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص تحليل قصيدة ايليا ابو ماضي فلسفة الحياه، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.