تحليل قصيدة ذهب الفؤاد؟

تحليل قصيدة ذهب الفؤاد، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

تحليل قصيدة ذهب الفؤاد:

أولا:عتبات القراءة

1-     ملاحظة النص و استكشافه
أ‌-        الشكل الطباعي للنص:من خلال ملاحظة هندسة النص،يتضح أنه نص شعري.
ب‌-    طريقة نظمه: ينتظم في شكل وحدات مستقلة تسمى أبياتا شعرية،و و كل وحدة تتألف من شطرين متناظرين،يدعى الأول صدرا و الثاني عجزا،و جميع الوحدات تشترك في نفس القافية و الروي. كما أن النص هنا جاء مصرعا {صدود – أريد}(التصريع  هو اتفاق قافية الشطر الأول من البيت الأول مع قافية القصيدة ).و الشعر الذي تجتمع فيه هذه الخصائص يسمى شعرا عموديا.
ج‌-      روي القصيدة: حرف الدال،و يمكن للروي أن تنعت به القصيدة،فنقول دالية عباس بن الأحنف.
د‌-      غرض القصيدة: تندرج ضمن شعر الغزل.
ه‌-      صاحب النص:

+ اسمه: عباس بن الأحنف.
+تاريخ و مكان ولادته:ولد بنجد عام 103 هـ
+ العصر الذي ينتمي إليه: العصر العباسي.
+صفته العلمية:شاعر.
+أعماله الأدبية:نظم شعرا كله في الغزل و التشبيب.
+وفاته: توفي عام 192هـ.
و‌-       العنوان: ذهب الفؤاد.
        + تركيبيا : جاء مركبا إسناديا،جملة فعلية،فاعلها ضمير مستتر :[الفعل في صيغة الماضي (ذهب) + الفاعل ضمير مستتر+ المفعول به (الفؤاد)].
        + دلاليا:يحيل العنوان في ارتباطه بالبيت الأول على أن الفؤاد قد تأثرت مشاعره و أحاسيسه بحمى المعاناة بفعل الصدود و الهجران .
ز‌-       البيت الأول و الأخير:يشيران إلى مفارقة و تناقض في أحاسيس الشاعر و محبوبته،فهذه الأخيرة في البيت الأول تواجه حبه  لها بالصدود و الهجران،في الوقت الذي يصرح فيه هو  بمدى يحبه لها و تعلقه بها.
2-     بناء فرضية القراءة
             بناء على العنوان و البيتين الشعريين الأول و الأخير،نفترض أن موضوع القصيدة يتناول  حب الشاعر لمحبوبته و تعلقه بها .
ثانيا : القراءة التوجيهية
 1 –   شرح المستغلقات:
*صدود: إعراض * نأى: بعد  * يحيد: يميل و ينحرف * يضن: يبخل و يشح  * أدبر: ترك * الجفاء: الإعراض و الصدود * برى: هزل و نهك * وصال: لقاء  * حسيس:حركة و صوت خفي.                            
 2 – الفكرة العامة: تغني الشاعر بحبه لحبيبته و تعلقه بها،و وصفه لما آلت إليه حاله من معاناة، في الوقت الذي تواجه حبيبته هذا الحب بالصدود و الهجران .

د- نوع الغزل في القصيدة: بالنظر إلى معجم القصيدة و معانيه،يمكن الجزم بأن الشاعر  اعتمد الغزل العفيف أو ما يسمى بالعذري.
د – وحدات النص الدلالية:
يتركب النص من  ثلاث وحدات دلالية،هي:
    + (1- 4):حب الشاعر و تعلقه بمحبوبته يقابله صدود و هجر منها.
    + (5- : معاناة الشاعر في سبيل حبه لحبيبته وتعلقه بها رغم استحالة الوصال.
    +(16): تأكيد الشاعر حبه  لحبيبته.
2- لغة النص و بلاغته:
 أ – لغة النص:وظف الشاعر لغة بسيطة الألفاظ،واضحة المعاني،تعبر مباشرة عن تجربته الوجدانية.
 ب – بلاغة النص:لم يتكلف الشاعر أو يتصنع في التعبير عن تجربته الوجدانية،لكنه توسل بتوظيف صور شعرية،و أساليب إنشائية،فضلا على محسنات بديعية

·         الأساليب الإنشائية:
+اسلوب النداء: يا من دعاني .
+ أسلوب الأمر: ارجع و أنت مواصل – اعني بأمري .
+أسلوب النهي: لا تقتليني بالجفاء .
+ أسلوب التمني:يا ليت ما قد فات لي مردود.
+ أسلوب الاستفهام:أين فؤادي المفقود.
+ أسلوب القسم:و الله لا ابغي سواك حبيبة.
·         أساليب غير إنشائية:
+أسلوب التوكيد:إني أحاذر صده و فراقه – إن الفراق على المحب شديد – إني لأكثر ذكركم .
+أسلوب النفي: لا الحب يصرفه فؤادي ساعة – لا هو ما بقيت يبيد – ما أحس حسيسه – لا أبغي سواك حبيبة.
 === الغاية من توظيف هذه الأساليب هو بيان معاناة الشاعر أمام صدود محبوبته،و شدة تعلقه بها و رغبته القوية في وصاله.
·         المحسنات البديعية:
+ الطباق:يمسي ≠ يصبح  – يضن ≠ أجود  – يلين ≠ يشتد  – ذهب ≠ يعود  – دعاني ≠ أدبر ==== غايته تقريب حالة الشاعر النفسية و مظاهر معاناته من الهجر و الصدود..
+ الترادف: مضى= فات – طورا = تارة ..
+ الجناس غير التام: برى – ترى  / سيعود – عود
·         الضمير المهيمن:تردد ضمير المتكلم بكثرة في القصيدة( لم أك – أريد – قصدت – عني – مهجتي – أجود – إني – أحاذر – دعاني – أكثر – لساني – أبكي – أذكر – تقتليني – أمري فؤادي – تنفسي – جوانحي – جسمي – بقيت – عندي – أحس – أظن – أبغي ) مما يؤشر على غلبة حضور ذات الشاعر ،و تركيزه على نقل كل أشكال معاناته الناتجة عن هجر المحبوبة لج و تمنعها.
3- مقاصد النص و أبعاده:
أ – القصد من التغزل في القصيدة:التعبير عن حالتين وجدانيتين متنافرتين:رغبته الجامحة في وصال محبوبته،و صدود و هجران المحبوبة.
ب- البعد الفني في القصيدة:يتمثل هذا البعد في كون القصيدة نموذجا من الشعر العربي العمودي بخصائصه الهندسية و المعجمية و الدلالية ،و بانتمائه لغرض الغزل.

رابعا:القراءة التركيبية
نظم عباس بن الأحنف قصيدته في غرض الغزل الذي يتغزل بالمحبوبة،و يعبر عن دفء المشاعر بحرارة الوصال و و عن معاناة  الهجر و الفراق.فالشاعر هنا يتغنى بحبه لحبيبته و تعلقه بها،و يصور ما آلت إليه حاله من معاناة، في الوقت الذي تواجه حبيبته حبه بالصدود و الهجران .
       و قد توسل الشاعر عباس بن الأحنف في تغزله باعتماد قالب فني يستقي جمالية بنائه من خصائص الشعر العربي الأصيل و مقوماته الهندسية و المعجمية و الدلالية، و بتوظيف صور بيانية حسية وتشخيصية  للتعبير عما يخالج النفس من حب مجنون و تعلق قوي بالمحبوبة رغم الهجران و الصدود،فضلا عن الجناس  و الطباق كمحسنين بديعين يزيدان القصيدة رونقا و جمالية .

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص تحليل قصيدة ذهب الفؤاد، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.