تحليل قصيدة قارئة الفنجان؟

تحليل قصيدة قارئة الفنجان، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

تحليل قصيدة قارئة الفنجان:

1. التقديم والتأخير: كما في هذه الجمل

أ- (قد مات شهيداً من مات على دين المحبوب)، فلقد قدَّم الشاعر جواب الشرط (قد مات شهيداً) على أداة الشرط، وفعل الشرط (من مات على دين المحبوب)؛ وذلك للدلالة على أن الموت حباً له أثرٌ مشابه، وأجرٌ كامل للشهادة.

ب- التقديم أيضاً يظهر في قول الشاعر: (كلابٌ تحرسه)؛ وذلك للدلالة على شراسة هذه الكلاب التي تحرس قصر محبوبته.

ت- والتقديم أيضاً في قول الشاعر: (بحياتك يا ولدي امرأة)، حيث قدَّم الجار والمجرور (الخبر المقدَّم) على كلمة (امرأة) (المبتدأ المؤخر) للتخصيص والتوكيد، والاهتمام بالمتقدم.

ث- كما قدَّم الظرف (أبداً) في أكثر من موضع داخل القصيدة:

(لم أعرف أبداً فنجاناً يشبه فنجانك)

(لم أقرأ أبداً أحزاناً تشبه أحزانك).

(أن تمشي أبداً في الحب).

(أن تمضي أبداً في بحر الحب).

وتقديم الظرف في الحالات السابقة؛ للدلالة على استقبال الأفعال الحالية … واحتمالية مواجهتها في المستقبل.

2. التعريف والتنكير، ودلالته اللغوية:

أ- قام الشاعر بتعريف بعض الكلمات التي تحدثنا عنها سابقاً، فمنها ما هو دلالته اللغوية للتعظيم، كما في الكلمات التالية: (الخوف ـ الحب ـ المحبوب ـ المعبود ـ القصر ـ الخنجر ـ الملك).

ب- ومنها ما دلالته اللغوية للعموم الشمول، كما في الكلمات التالية: (الأصداف ـ الصفصاف ـ المخلوع).

ت- وبعضها دلالته لإظهار الترابط والتخصيص والتوكيد، كما في الكلمات التالية: (حجرتها ـ يدها ـ سور حديقتها ـ فنجاني ـ دين المحبوب ـ ضفائرها ـ بحياتك ـ فنجانك ـ بحر الحب).

3. أما التنكير، فلقدقمنا بشرحه سابقاً

أ- ما كان التنكير دلالته اللغوية التعظيم، كما في الكلمات التالية: (شهيداً ـ قصر ـ جنود)

ب- ومنه ما كان التنكير للتهويل، كما في الكلمات التالية: (دنيا ـ مرعبة ـ أسفار ـ حروب ـ كلاب ـ مسدود).

ت- ومنه ما كان التنكير دلالته اللغوية للتحقير، كما في الكلمات التالية: (مفقود ـ وحيداً ـ حزيناً).

التراكيب (طريقة ترتيب الجملة):

§ أما ما جاء من تراكيب اعتيادية للجمل ، فنجد أن الجمل الاسمية جاء تركيبها اعتيادياً (مبتدأ + خبر)، منها هذه التعبيرات: (الخوف بعينيها ـ الحب هو المكتوب ـ فنجانك دنيا ـ حياتك أسفار ـ فمها مرسوم ـ ضحكتها موسيقى ـ ضحكتها ورود ـ لكن سماءك ممطرة ـ طريقك مسدود ـ حبيبة قلبك نائمة ـ القصر كبيرـ مقدورك أن تمشي)، فنجد هذه الجمل تسير وفق النسق الاعتيادي للجمل الاسمية (مبتدأ يتبعه خبر).

§ كما جاء التركيب الاعتيادي في الجمل الفعلية من حيث الترتيب ( فعل + فاعل) كما في قول الشاعر في التعبيرات التالية: (جلست ـ تحزن ـ ستحب ـ يدنو من سور حديقتها ـ بصَّرت ـ نجَّمت ـ ترجع كالملك)، أو (فعل + فاعل + مفعول به) كما في التعبيرات التالية: ( تتأمل فنجاني ـ تعشق كل نساء الأرض ـ تحرسه ـ يدخل حجرتها ـ يطلب يدها ـ حاول فك ضفائرها ـ لم أقرأ فنجاناً ـ يشبه فنجانك ـ تحب ملايين المرات).

§ أما ما خرج عن النسق الاعتيادي في تركيب وترتيب الجمل، قول الشاعر في التعبيرات التالية:

ü (عيناها سبحان المعبود): حيث أفاد هذا الترتيب ندرة هذا الجمال الفاتن الموجود بعينيها، محملاً هذا الجمال بطاقة صوفية رائعة.

ü (كلاب تحرسه): حيث أفاد تقديم كلمة (كلاب) على الجملة الفعلية (تحرسه) التنبيه إلى شراسة كلاب الصيد التي تحرس القصر، ولا تغفل عنه أبداً.

الأدوات والأساليب:

§ أما من حيث الأدوات والأساليب المستخدمة في القصيدة، فنجد التنوع بين الأساليب خبراً وإنشاءً، فمن الأساليب الخبرية، ودلالاتها اللغوية والبلاغية مايلي:

ü (جلست والخوف بعينيها) ـ (الحب عليك هو المكتوب) ـ (فنجانك دنيا مرعبة) ـ (حياتك أسفارٌ وحروب) ـ (ستحب كثيراً) ـ (تموت كثيراً) ـ (ستعشق كل نساء الأرض) ـ (فمها مرسوم) ـ (ضحكتها موسيقى) ـ (طريقك مسدود) ـ (القصر كبير) ـ (من يدخل حجرتها مفقود) ـ (بصَّرت ونجَّمت كثيراً) ـ (ترجع كالملك المخلوع)، وهذه التعبيرات كلها أساليب خبرية؛ للتقرير.

§ أما الأساليب الإنشائية ودلالاتها اللغوية والبلاغية، فهي في التعبيرات التالية:

ü (يا ولدي): أسلوب إنشائي ـ نداء ـ للتعجب والدهشة.

ü (لا تحزن): أسلوب إنشائي ـ نهي ـ للالتماس.

§ كما استخدم الشاعر أسلوب التوكيد بأشكال متنوعة، منها

ü التوكيد بالتكرار: في تكرار النداء (يا ولدي) ـ (كثيراً) ـ (مسدود) ـ (مفقود).

ü التوكيد بـ (قد + الفعل الماضي) كما في: (قد مات شهيداً).

ü التوكيد بضمير الفصل، كما في: (الحب عليك هو المكتوب).

§ كما أجاد الشاعر نزار قباني في استخدامه لحرف الجر في التعبير (جلست والخوف بعينيها) ولم يقل: (جلست والخوف في عينيها)؛ لأن حرف الجر (الباء) في التعبير الأول يدلّ على أن قارئة الفنجان يزداد قلقها واضطرابها … فيظهر الخوف شذرات في نظراتها ، وهذا دليل على امتلاء العيون بالخوف … مع القلق من إخبار هذا الإنسان بما يحمله له طالعه.

§ كما أجاد الشاعر في استخدامه للمفعول المطلق في التعبير (عيناها سبحان المعبود)، حيث أفاض في ذكر جمال عيني المحبوب، فحمَّله بفيوضات صوفية ترقى بالروح.

§ كما أن الشاعر قد حمَّل القصيدة بطابع رمزي، حيث رمز لقارئة الفنجان بالدهر … في حين أنه رمز للوطن والعروبة بالمحبوبة التي حجبتها الحُجُب والسُّتُر، فأصبح هذا الوطن محبوباً مجهولاً لا يعرف لذة حبه إلا من يرتشف من عذاباته.

§ وختاماً هذه لمحةٌ من بعض لمحات لغوية … نعتبرها تحليلاً لغوياً لقصيدة قارئة الفنجان للشاعر الفذِّ نزار قباني

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص تحليل قصيدة قارئة الفنجان، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.