تحليل نص هنري برغسون ص 13؟

تحليل نص هنري برغسون ص 13، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

تحليل نص هنري برغسون ص 13:

في هذا النص الفلسفي يقارب هنري برغسون سؤال الوعي، باعتباره يتقاطع بشكل كبير مع معطى الذاكرة ، هذا التقاطع يأخذ طابع التلازم والاستشراط. بحيث أن الذاكرة هي شرط قيام الوعي وبدونها يصير تحقيق الوعي محكوما بالفشل.
هكذا فان أطروحة النص تتحدد في تأكيد برغسون على حيوية العلاقة التي تجمع الذاكرة بالوعي ،ذلك أن الوعي لا يكتمل إلا باستيعاب الفكر الإنساني لسيرورة الزمان التي يحكمها ثالوث الماضي والراهن والمستقبل. ان تصور برغسون لماهية العلاقة بين الذاكرة والوعي تتضح معالمها في جملة من الأفكار الحاضرة بقوة في متن النص أهمها ما يلي :
– الوعي يعني الذاكرة.
– الذاكرة دائما حاضرة وبدونها لن يوجد وعي.
– إن الوعي الذي لا يستبقي أي شيء من ماضيه سيتلاشى.
اعتمد الفيلسوف في تقديمه لتصوره حقلا مفاهيميا خصبا، تحكم في قطريه مفهومان مركزيان هما : الوعي والذاكرة. بحيث أن كل قطر يتقاطع دلاليا وتكامليا مع القطر الثاني.
أما على المستوى الحجاجي فاعتمد الفيلسوف آليات وأدوات حجاجية متنوعة أبرزها :
– آلية السؤال : ماذا نعني..؟؟ هل ….؟
– آليتي التعريف والتفسير : الوعي يعني الذاكرة.
– آلية التأكيد : ان الوعي ….
– آلية الإحالة : إحالة على فكرة ليبنتز.
– إضافة لأساليب حجاجية أخرى كالنفي والإثبات وتوجيه الخطاب للمتلقي ” تفحصوا فكركم”.

3 – لحظة المناقشة

في تفحصنا لمفهوم الوعي كما هو وارد في النص ، يتبين لنا أن “برغسون” استبعد فكرة الوعي عن معطيات الواقع، وجعل الذاكرة وحدها شرط الوعي. وعليه فإننا نجد الفيلسوف الفرنسي “ديكارت” هو الآخر استبعد مفهوم الواقع مقابل احتضانه لمفهوم العقل. بحيث أن الوعي في تصوره صناعة عقلانية خالصة ، تتأسس في مطبخ العقل باعتماد أفعال عقلية خالصة كالشك والتحليل والتركيب والاستدلال والإثبات، وغيرها من الأفعال التفكرية التأملية، التي تجعل من الشك المنطلق العقلي ومن اليقين غاية الشك وأنشودته. ولقد بلور “ديكارت” هدا التصور داخل تجرية الكوجيطو” أنا أفكر إذن أنا موجود”. إذن الفيلسوفان “ديكارت” و “برغسون” يتشاركان في فكرة استبعاد الواقع عن منطقة الوعي ، ويختلفان – الى حد ما- في تحديد الأساس الجوهري لما يؤسس لماهية الوعي. لكن هو اختلاف خفيف لكون فعل التذكر لا يخرج عن أفعال التعقل .
وفي مقابل هذين التصورين ، نجد أن الاتجاه التجريبي الواقعي في شخصي “جون لوك” و”دفيد هيوم” يعلي من شأن الواقع والإدراك الحسي في تحقيق الوعي. فوحده الشعور الحسي ما يجعلنا كائنات واعية. فحواسنا تنفتح على قضايا الواقع وتلتقط معطيات حسية تنقل إلى مطبخ الفكر لتشريحها ومعالجتها. وبهذا المعنى، فشعورنا الواعي بذواتنا يشترط اشتغال حواسنا وبتعطب عمل الحواس ينقطع الشعور بالأنا.
إن انقطاع الوعي أو الشعور بالأنا ينزل الذات الإنسانية مرتبة الأشياء, فتصير شيئا وسط أشياء أخرى . ولتتجاوز الذات وضعية الشيء نحو وضعية الشخص لزم عليها التحلي بقوة الروح التي تمكنها من الوعي بذاتها والوعي ببقية الأشياء , وهذا التصور تبناه بقوة الفيلسوف الألماني “هيجل” الذي أعطى للروح معنى قويا يجعل منها عقلا مطلقا.
4 – لحظة التركيب
من خلال كل ما سبق يتضح لنا أن مسألة الوعي تتسم بالتعقد والغنى، وهو ما يجعل مواقف الفلاسفة تتسم بالتضارب والاختلاف والتعدد. وتجدر الإشارة إلى أن الدلالات العميقة لمفهوم الوعي لا يمكن أن نمسك بها، إلا إذا بحثنا في الامتدادات العميقة والبعيدة لهذا المفهوم . وهي امتدادات تصل لحقول أخرى كاللاوعي والاديولوجيا..فهل نحن نحيا بالوعي وحده أم أن اللاوعي يسكن أفكارنا وسلوكنا؟؟ وهل الاديولوجيا تجعل وعينا حقيقيا أم مزيفا ؟؟؟ تلك تساؤلات أخرى تنفتح على جوانب أخرى من مفهوم الوعي.

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص تحليل نص هنري برغسون ص 13، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.