تحليل نص يا بلادي لمحمد الحلوي؟

تحليل نص يا بلادي لمحمد الحلوي؟
تطبيق منصة تعلم

تحليل نص يا بلادي لمحمد الحلوي، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

تحليل نص يا بلادي لمحمد الحلوي:

تحليل نص يا بلادي الشاعر محمد الحلوي

تحرير الإنشاء الأدبي:

     استعاد الأدب العربي نشاطه وحيويته مع حركة البعث والإحياء التي أخرجته من براثين الابتذال والاجترار، فأصبح أكثر قوة ورصانة أعادتنا إلى أمجاد القصيدة العربية الأصيلة السائدة في عصور الازدهار السالفة، فامتد هذا الإشعاع من المشرق العربي إلى المغرب،حيث برز شعراء مغاربة يحملون مشعل البعث والإحياء، ومن جملتهم شاعرنا محمد الحلوي الذي أكد بإصرار وعزيمة على إحياء الشعر العربي إسوة بشعراء المشرق ،ولعل النص الذي نحن بصدد دراسته يسعفنا في الوقوف على مدى الجهود التي بذلها شاعرنا في عملية إحياء الشعر العربي.

     فالشاعر محمد الحلوي يعبر من خلال هذا النص عن العلاقة الوطيدة التي تربطه ببلاده ، مستعرضا في القصيدة الروابط والوشائج التي تشده إليها .

فمنذ بداية النص أبان الشاعر عن مكانة بلاده في نفسه ،والتي لا يرى عنها بديلا (وليس أشهى إلى نفسي ولا أحلى من أن أنادي يا بلادي)[البيت الأول] ، بل جعل بلاده في مقدمة كلامه وانشغالاته ( أنا إن فهت كنتِ أول ما يجري لساني) [البيت الثاني]لينطلق بعد ذلك في الوحدة الثانية باستعراض الدوافع التي تبرر هذا التعلق المتميز والشغف الذي يكنه لبلاده وفي مقدمة هذه الدوافع هو ما تزخر به البلاد من أرض معطاء تجعل كل من ترعرع فيها يعشقها حتى الهيام والحلول فيها يستحيل معه أن ينسى الشاعر سحر طبيعتها مصدر إلهامه الشعري(رياضك ألوان من الشعر)[البيت الخامس] ،ومصدر إشعاع البِشر والحُبُور في النفوس(وعلى ناعم الشفاه ابتسامات)[البيت الثامن ]  مع ما تجود به من خيرات ،وثروة بشرية ترد عنها يد الأعادي(وشبابا متى تناديه لباك)[البيت الحادي عشر] .

ويعود الشاعر في الوحدة الثالثة إلى عشقه لبلاده الذي وصل حد التقديس مما جعله يعزف عن كل ما سواها من مظاهر الحب والسلوى(قد سلوت الهوى ونجوى الغواني)[البيت الثاني عشر] ،(فإذا أنت أعظم محبوب مفدى)[البيت الرابع عشر]، ويعود مع نهاية القصيدة إلى تمجيد البلاد في الوحدة الأخيرة  ليختم بنفس البيت الذي بدأ به القصيدة.

    إنها فعلا علاقة حب وصلت حد الشغف والحلول ما كنا لنتمثل مظاهرها بدون تلك الصور الشعرية التي شخصت أمامنا معاني الحب والتعلق بكل تجلياتها، صور شعرية مشكلة من مكون اللغة ومكون العاطفة ومكون الخيال ،استطاعت هذه المكونات الداخلية أن تركب صورة تجمع بين معاني الحب الوجدانية وبين الأرض المعطاء مصدر هذا الحب، مكنتنا من معايشة هذه العلاقة بكل تفاصيلها،وتبقى الاستعارة المكنية خير مكون استطاع أن يعكس هذه العلاقة.وهذا ما يبرر هيمنة الاستعارة المكنية على تشكيل الصورة الشعرية منذ البيت الأول (يا بلادي)حيث جعل البلاد كائنا عاقلا يسمع ويتجاوب،وكذلك في البيت الثالث(حِلف سهاد)حيث شبه المعنوي بالمحسوس، ونفس الشيء نجده في البيت التاسع (بأيد باركتها)،والبيت الحادي عشر (وشبابا متى تناديه )، والبيت السادس عشر(يا بلادي هواك ينساب في قلبي)،كلها صور تشخص المجردات والمعاني لتصبح واضحة المعالم أمام المتلقي .

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص تحليل نص يا بلادي لمحمد الحلوي، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.