تعبير دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني؟

تعبير دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

تعبير دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني:

نعم إن الحياة عجيبة! تسير بسرعة و تهرب من بين أيدينا, فما هي إلا سنوات و إذا بالعمر ينتهي. سنوات طويلة بالعدد لكنها بالمدة قصيرة! “الدنيا دوارة”, هكذا اعتدت أن أسمع من العجائز في مدينتي. لم أكن أفهم معنى هذا المثل عندما كنت صغيراً. كانت حياتي لحظات فرح, و قليل من المنغصات. كانت الدنيا هي مدرسة و عطلة دراسية, يوم عيد و عطلته, رحلة إلى البحر أو مزار رائع نمتع به أعيننا بقية النهار ثم نقفل عائدين إلى بيوتنا.
لا تحس بنفسك تكبر و تتقدم في السن, لكنك تلاحظ ذلك على من هم حولك. فجأة و إذا بجارك الذي كنت تراه كل يوم على موقف الحافلات تذهبون معاً إلى نفس المدرسة على نفس خط النقل أضحى شاباً تزوج البارحة, و إذا بابن عمك الذي كنت تداعبه و هو طفل صغير صار على أعتاب المراهقة! و تسير الحياة لا تتوقف لحظة, لا تمنح أحداً فرصة أن يقف ليلتقط أنفاسه. يوم يأتي و يوم يروح, و كل ساعة تمر تأخذ معها من عمرنا ساعة. و تتحرك بنا مركبة الحياة, لنكتشف في النهاية أننا كبرنا و كأنها مفاجأة لم نعشها بتفاصيلها!
بالأمس كنا أطفالاً صغاراً نلعب معاً, اليوم كبرنا و ذهب كل منا إلى طريقه في الحياة. لا أدري حتى عن أخبارك, و لو رأيتك في الشارع أظنني لن أكلف نفسي عناء إلقاء التحية… أتراني أنكر أننا كبرنا و لم نعد أصدقاء “الحارة” و “الحوش” نلعب ألعاباً صبيانية, في نظري اليوم, سخيفة! كنت طفلاً صغيراً, فجأة كبرت و دخلت المدرسة… ثم ما لبثت السنة الدارسة أن انقضت. و تبدأ السنة التالية و أنا ما أزال طفلاً صغيراً, أفرح كلما انتهت سنة دراسية و جاءت التالية… أنا أكبر! و كبرت كثيراً لدرجة أنني لم أحس بالسنوات الدراسية التسعة السابقة لما دخلت الصف العاشر! و مر الوقت أسرع, و صرت في الثانوية العامة… هذه المرحلة الدراسية التي كنت أظن الوصول إليها من ضروب الخيال, و “إنها 11 سنة دراسية قبل أن أصل إليها!”… لكنني هنا الآن, و أنا على قمة الهرم في المدرسة! نحن الآن المدللون لدى المدير, و نحن نخبة المدرسة… توجيهي علمي!!! لكن الثانوية العامة انتهت أيضاً, و ما كان يوماً ما ضرباً من ضروب الخيال هو اليوم حلم كأنه لم يكن!
و مرت تلك السنة, و تنقلت في تفكيري و جسدي من تخصص لآخر, و من جامعة لأخرى… تعلق قلبي هنا و هناك, و في النهاية ها أنا هنا… طب بشري! و سأكمل فيه حتى النهاية بإذن الله تعالى.
ها أنا ذا… طالب جامعي! أنا ما كنت أنظر إليه و أنا طفل صغير و كأنه مخلوق قادم من الفضاء! أنا اليوم ما كنت أتمناه و أنا صغير, أقود السيارة, أتحكم في مصاريفي بنفسي, أعيش مغترباً بعيداً عن أهلي, أمي و أبي راضون عني و بيننا تفاهم عميق… مع ذلك هذا ليس كفاية! أريد المرحلة التالية… تماماً كما كنت و أنا طفل صغير أترقب المرحلة التالية!
لكن هذه المرة تختلف نظرتي للحياة, لم تعد حساباتي هي كيف أقسم مصروفي لاشتري أكبر حصة من الحلويات! و لا كيف أوفر قدر المستطاع و أحرم نفسي من شراء الحلويات و الشوكولاتة لاشتري ذلك الشيء “الرائع” الذي رأيته اليوم في واجهة المحل! اليوم أنا أجلس قدر ما أشاء أمام شاشة الكمبيوتر, و الانترنت متوفر 24/7. لكن لا يبدو أن هذا الشيء “الخارق” الذي كنت أحلم به أيام الطفولة يأتي بأية نتيجة أو احساس بالرضا!
سأكون صريحاً معكم, الأوقات الوحيدة التي أحس بها بالرضا هي الأوقات التي أحس فيها بأنني حققت شيئاً فعلياً. أريد أن أنظر إلى حياتي في وقت ما و أقول لنفسي “لقد كانت حياةً رائعةً أنجزت فيها”. لا أريدها الحياة التي أذهب فيها كل كل يوم إلى العمل, نفس الروتين و نفس النظام. ما فائدة الحياة إن كانت لا تأتي بالجديد! ما الذي يجعل اليوم مختلفاً عن البارحة إن كان بنفس الصيغة و النتائج
الناس تميل إلى الدعة و الاستقرار, و هذه طبيعة البشر, لكن أرجوكم… لا تحبطوا من حولكم و تجبروهم على نظام حياتكم! إن كنتم تحبون الاستقرار و الرتابة لأنه “الأضمن و المجرب” فأنتم أحرار في اختياركم, لكن أبداً لا تحاولوا أن تطبقوا هذا النظام غصباً على من حولكم!
و تعليقاً على أحداث مصر الجارية في ميدان التحرير, و قبلها الكثير من الأحداث؛ الاعتداء على أسطول الحرية, الاعتداء على غزة, التكالب على القدس و أهلها… كالعادة تجلس عائلتي أمام شاشة التلفاز تتابع الأحداث باهتمام, ثم تعلق و تتناقش, و لما يأتي دوري بالتعليق أبدي رأيي بأنني معهم و أتمنى لو كنت معهم فهي درجة نحو الحرية أو على الأقل التعبير عن وجودنا كبشر لنا عقول في رؤوسنا, تبدأ التعليقات تتقاطر على رأسي “انت ناوي تروح ع السجن!” “بدك تسوي مصيبة في حالك!” “أنت مدونتك و كتاباتك و تعليقاتك رح تودينا كلنا في داهية!!” “ما تكتب, ما تكتب! خلي في قلبك!!” (!) ما فائدة كل الدعاء الذي تدعون به, ” ‘الله يخسف اليهود’ ‘الله على الظالم’ ‘الله ينصركم’ ” إن لم يكن في نيتنا دفع العجلة إلى الأمام قليلاً أو حتى مجرد طرح فكرة وجود “مشاغب يسعى نحو السجن” بيننا! لقد “خلى المصريون في قلوبهم” أكثر من ثلاثين عاماً, فماذا كانت نتيجة “التخلية في القلب” سوى الفقر و المصائب! و “خلينا في قلوبنا” طيلة ستين سنة فكانت النتيجة أننا ما زلنا تحت الاحتلال, و “خلينا في قلبنا” لما استلم قضيتنا مجموعة أولاد زنا باعونا بكأس “يشربونه على رواق”! ما فائدة خطبة جمعة حامية عن منع أهل القدس عن الوصول إلى مسجدهم و أقصاهم ثم يخرج الجميع بعد الصلاة بشكل “عادي” و الحاجز تحت المسجد بالضبط يقف عليه ولد عمره 18 سنة لم ينهي تدريبه في الجيش!
التاريخ يكتبه المنتصرون, و هم أبداً لا يكتبون أشياء طيبة عن خصومهم! فإما أن نكون مع المنتصرين أو نكون مع الذين يقاتلون في سبيل النصر! و الحياة دوارة لا تدوم على حال!
الحياة قصيرة, و كل ما يتبقى لنا منها هو ما أنجزنا و فعلنا فيها, كم لنا من رصيد للآخرة, و كل الصعوبات و العقبات التي كانت تبدو ضخمة و مستحيلة ما هي إلا حصوات صغيرة مقارنة بالتالي. حياتك رأس مال فأحسن استثماره

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص تعبير دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.