حوار بين شخصين عن كيفية قضاء وقت الاجازة؟

حوار بين شخصين عن كيفية قضاء وقت الاجازة؟

حوار بين شخصين عن كيفية قضاء وقت الاجازة، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

حوار بين شخصين عن كيفية قضاء وقت الاجازة:

سألت صاحبي في يوم ما أثناء امتحانات آخر العام:
ماذا ستفعل هذا الصيف
وماذا تفعل كل صيف
فرد صاحبي علىّ بلا مبالاة: لا أفعل شيئًا
كل صيف كالذي قبله، لا تغيير: أتنقل بين قنوات الأفلام والأغاني والرياضة، فإذا مللت تصفحت بعض مواقع الإنترنت وتحادثت مع أصحابي في غرف الدردشة وأحيانًا أخرج مع أصحابي لنسير في الأسواق
أو على الكورنيش أو نجلس في أحد النوادي
أو المقاهي، وعند الفجر أنام نومًا عميقًا
فلا أستيقظ إلا عصرًا… وهكذا.
قلت لصاحبي: هل هذا كل ما تفعله في الإجازة!!
قال: نعم، وماذا أفعل غير ذلك
أحيانًا أشعر بالملل، فإني لا اجد جديدًا أفعله
فأضيع وقتي بين النت والقنوات والفسح والنوم.
قلت لصاحبي والحزن يملأ قلبي: تضيع وقتك!
وهل الوقت ملكك
وهل لك حق التصرف فيه
أم هو ملك لله الذي خلقك وخلقه
أجاب صاحبي: بل الله خالق كل شيء.

قلت: حبيبي إنما خلقت في هذه الدنيا من أجل هدف محدد تعمل له طيلة حياتك
قال الله الذي خلقك: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]

فهو -سبحانه- ماخلقك لغير ذلك
وجعل ثوابك الجنة إن أنت قمت بما طلبه منك… الجنة حيث لا تعب، ولا قلق، ولا مرض، ولا هم، ولا غم، ولا ملل…
هل تحب أن تدخلها
قال: نعم، ومن لا يحب ذلك!
قلت له: إن كنت تحب أن تدخلها فهل عندك
من الوقت ما تضيعه أضمنت الجنة!
أخي لا تقل: أضيع وقتي؛ بل قل: أضيع عمري
أضيع حياتي، أضيع ديني، أضيع جنة ربي.

أتعلم أخي الفاضل أن الله –عز وجل-
قد خلق ملكين لا عمل لهما إلا تسجيل كل
ما تقوله وكل ما تفعله: قال -تعالى-:
{وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر: 53]،
نعم فخروجك وجلوسك وكلامك وضحكك
ونظراتك وسماعك حتى نومك مكتوب عند الله في كتاب: {لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49]، وستحاسب عليه يوم تقف بين يديه.

فنظر إلي صاحبي متعجبًا مما قلته
وقال: أيعني ذلك أن كل هذه الفسح
وجلسات السمر والدردشة على النت
مكتوبة عند الله
وسيسألني ربي عنها يوم ألقاه!
أجبته: نعم، إنه ما من نفس من أنفاسك
إلا وستحاسب عليه هل خرج لله وفي رضاه
أم كان في غضب الله وسخطه
لقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
«لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه
حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه
وعن شبابه فيم أبلاه…»
أخي الفاضل: إنك بعد موتك معروضة
عليك أعمالك وسنوات ضياعك
ولن تستطيع أن تنكر منها شيئًا
وأنّى لك الإنكار والأرض تشهد والسماء تشهد والملائكة تشهد، والإنس والجن يشهدون، والجوارح تشهد: قال -تعالى-:
{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس: 65]،
والله خير الشاهدين.

قال أخي وهو شارد الذهن وكأنه قد تخيل نفسه
في هذا الموقف: كل هؤلاء شهود على أعمالي…
يا الله رحمتك!!
قلت لصاحبي: فكر أخي هل لو مت هذه اللحظة أتكون في رضوان الله أم سخطه
ماذا قدمت لنفسك ماذا قدمت لأمتك
ما قيمتك في هذه الدنيا
وما أهدافك وآمالك التي ترجو تحقيقها
طأطأ صاحبي رأسه فترة… وبعد طول صمت
قال: الحقيقة أن لا أذكر لي أعمال خير نفعت بها نفسي، أو قدمتها لأمتي، والحقيقة كذلك أني
ما فكرت أصلا في هذا الذي قلته.

قلت لصاحبي: يا الله…
أخي أتفهم ما تقول
ألقاء فتاة تحبها أو صديق تحبه لا يُنسى!!
ولقاء الله الذي خلقك وسواك وشق سمعك وبصرك يُنسى، ألم تسمع قول ربك -عز وجل-:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124].

أخي والله أحب لك النجاة، أسمعت ما قاله ربك
إن نسيان الله وآياته ولقائه يعني الهلاك والنار
يوم القيامة.

قال صاحبي والدموع تملأ عينيه: أنا ضعيف
أهدافي في الحياة حقيرة، وآمالي كلها سخيفة
ولا أستطيع الثبات على طاعة ربي
ولا أظن مثلي يقدر على تغيير نفسه فضلًا
عن تغيير غيره.
قلت له: لا يا أخي… إياك واليأس
واعلم أن هذا هو الشيطان يريد أن يقعدك
عن كل خير، وهي كذلك نفسك الأمارة بالسوء
تهوى أن تستمر على ما هي عليه من متع الدنيا وشهواتها: شرب، أغاني، بنات، شات،
أفلام، سهرات…

اعلم حبيبي أنك قوي بالله، فاطلب من الله الهداية يهدك، وارجع إليه معترفا نادما يقبلك
واطرق بابه يفتح لك، ويغفر لك كل ذنب
بل ويبدل سيئاتك حسنات.
ثم اعلم أنك لن تنجو مما أنت فيه –
بعد التذلل لله والاستعانة به أن يثبتك- إلا إذا قتلت هذا الفراغ بالعمل الجاد النافع الذي يرضي الله
فالفراغ هو الدافع لكل معصية
وأقصد بالفراغ: فراغ الجوارح عن عمل الخير
وفراغ القلب عن هم لقاء الله -تعالى-،
وفراغ العقل عن التفكير لدين الله.

اعلم أن من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل
فلا تترك ساعة فارغة في حياتك
حتى لا يدخل منها الشيطان فإنه لك بالمرصاد.

ظهر على صاحبي الاقتناع بما أقول
وقال: أتعلم كلامك كله صحيح
ولكن يا أخي أقول لك بصراحة إنني لن أجد من يساعدني على تغيير حياتي والسعي في أعمال الخير
فإن أصحابي لا هم لهم إلا إشباع رغباتهم.

قلت: حبيبي “الصاحب ساحب”
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم – :
«الرجل على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل» ، وكل صاحب يوم القيامة يتبرأ من صاحبه إلا المتقين الخائفين من الله، الذين يتعاونون على الخير
ويبتعدون عن الحرام، قال الله -تعالى-:
{الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص حوار بين شخصين عن كيفية قضاء وقت الاجازة، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.