حوار بين وسائل التواصل الاجتماعي؟

تطبيق منصة تعلم

حوار بين وسائل التواصل الاجتماعي، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

حوار بين وسائل التواصل الاجتماعي:

حينما نتحدثُ عن برامجِ التواصلِ فلابدَ أن يكون حديثنا بعلمٍ وعدلٍ وحكمة لا بجهلٍ وظلم، فهذه البرامج لها نفع كبير، ومن ذلك:

– نشرُ العلمِ النافع والدعوةِ إلى الله – تعالى -، فكم من تغريدةٍ أو رسالةٍ أو صورة انتفع بها ربما عشرات الآلاف عبر برنامج الواتس أو تويتر أو الفيس.. وفي
هذا خيرٌ كثير وأجرٌ عظيم والدالُ على الخيرِ له مثلُ أجرِ فاعله.

– ومن منافعها: إنكار المنكر ورد الباطل، فكم من منكرٍ زال بسببِ تلك البرامج حينما تفاعلَ الناسُ معه وتنادوا في إبطاله.

– ومنها: تحقيقُ التواصلِ مع الأقارب والأصدقاء وتقوية المحبة والألفة، وهذا ظاهرٌ من خلال بعض القروبات النافعة التي تعتني بهذا الجانب.

– ومن فوائد تلك البرامج: المنفعةُ المالية في نشر صور البضائع والتعاملات المالية، وتيسير المعلومات عنها مما يختصر الوقت على الناس ويحقق النفع لهم.

– ومن الإيجابيات لتلك البرامج: التواصلُ مع الثقافات الأخرى وكسبِ صداقات متنوعة.

– ومنها: تعويد المرء أن يتحدث بنفسه ويكونُ حراً في حديثه، وهذا يمثل نقطةً إيجابية في بناءِ الذات وتنمية ملكة الكتابة والتعبير عن الرأي في الحدود المتاحة
شرعاً ونظاماً.

أيها الفضلاء: وإن كانت تلك البرامج مما يُنتفع بها، فلاشك أن هناك من أساءَ استخدامها فوقع في الأضرار؛ فمن الأضرار التي نتجت من برامج التواصل:

– التساهلُ في زيارة الأقارب بسبب أنهم معك في ذلك القروب.

فأين زيارةُ الأعمام والعمات والأخوال والخالات وأنتم تعلمون أن الزيارةَ الجسدية لها أثرٌ أكبر من مجرد الحوار عبر الواتس ونحو ذلك.

– ومن ذلك: ترك محادثة الآخرين في المجالس والاكتفاء بتصفح تلك البرامج.

قال صاحبي: زارني مجموعةٌ من الزملاء وبعد خمس دقائق إذ بكل بكل واحدٍ منهما يخرج جواله ويعيش عالمه مع برامجه، فعاتبتهم وقلت: يا إخوة، هل أتينا هنا ليفتح
كل واحدٍ منكم جواله أو لنتحدث ونتسامر ويأخذ بعضنا أخبار بعض.

إنها عادةٌ سيئة والله، أن تتحدث مع أحدهم وإذ به يسكتك ليتابع مقطعاً في الواتس، وتلتفت يمنةً وإذ بك ترى أحدهم يتصفح صوراً في ذلك البرنامج..

عيبٌ والله أن تكونَ مجالسنا هكذا، أين المحادثة والبسمة والكلمة الطيبة أين أدب الاستماع والإنصات للآخرين.

– ومن الأضرار: أنها ساهمت في إضاعةِ أوقات البعض ممن لا يحسن الاستخدام لتلك المواقع والبرامج، فهو عليها ليلاً ونهاراً.

وترتب على ذلك ” هجر القرآن، والتقصير في القراءة النافعة، وغيرها من العبادات والعادات الحسنة “.

– ومن ذلك: الإضرار بالدوام والدراسة، فذلك الطالبُ يسهرُ على مواقع اليوتيوب والواتس وغيرها ومشغولٌ بتقليبِ الجوال إلى ساعةٍ متأخرةٍ من الليل.

ولقد تحدثت الدراسات عن بعض المخاطر للطلاب بسبب السهر على تلك البرامج؛ ومنها:

١- حصول السلوكيات المضطربة.

٢- الإصابة بالاكتئاب.

٣- اضطراب برنامج الغذاء والأكل.

٤- تعاطي المخدرات.

٥- قلة النوم.

٦- ظهور خلق العدوانية لدى الشباب والفتيات.

٧- انخفاض المستوى الدراسي.

٨- ضعف القدرة على التركيز.

وإذا نظرنا لذلك الموظف فقد وقع في نفس المشكلة فتجده يتأخر عن وظيفته بسبب السهرِ الطويلِ على برامج التواصل ومتابعة كل مغرد ومشهور عبر تويتر وانستقرام وغيرها.

– ومن العجيب أن بعض الموظفين يترك الواجبات عليه في العمل ويهملُ المراجعين والمعاملات لانشغاله بتلك البرامج مما يضرُ بعمله وبانتفاع الناس به في تلك الدائرة،
وهذا خللٌ كبير ينبغي النظرُ فيه وإيجادِ الحلول له.

– ومن الأضرار أن البعض فتح لنفسه باب الافتتانِ بملاحقةِ صور النساء عبر جواله، وباتت تلك البرامج خيرُ معينٍ للوصولِ إلى الصفحات الخاصة بتلك المرأة عبر حسابها
في تويتر وانستقرام والسناب شات فيكعف الشاب على تلك الصور ليلاً ونهاراً مما يجلب الضرر على دينه وعفته.

اتصلت بي إحدى الأخوات وقالت: زوجي كان على خير وكان يحافظ على الصلاة في المسجد وكان لا يسهر على الأفلام.. ولكنه سقط في تلك برامج التواصل بطريقةٍ سيئة فضعفَ
دينه، وترك الصلاة في المسجد، وأصبحت الأغاني والمسلسلات بديلاً عن القنوات المحافظة.

زوجي يسهر على رسائل الواتس مع الفتيات!

يا شيخ زوجي تغير علينا كثيراً بسبب تلك البرامج.. ماذا أفعل يا شيخ.

– ومن الأضرار لتلك البرامج أنها جعلت تلك المرأة تهملُ بيتها وتترك تربيةَ أولادها بسبب انشغالها بالواتس والفيس بوك وتويتر وغيرها.

اتصل بي أحدهم وقال: زوجتي مهملةٌ في بيتها ومهملةٌ لتدريس أولادي وأغلبُ وقتُها في ملاحقة القروبات والمقاطع واليوتيوب، وقد نصحتها مراراً، والخلافات تزدادُ
يوماً بعد يوم، وهي تسهرُ حتى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل..

– ومن مفاسد تلك البرامج: سرعة انتشار المعلومة الكاذبة.

فهذا يقرأ الخبر وربما نشره بدون أدنى تثبت من صحته، وقد يكونُ الخبر يتعلق بسياسة الدولة أو ببعض الفتاوى الكبرى للأمة أو بقصةٍ عن أحد العلماء أو المسؤلين
مما يترتب على إشاعتها الضرر الكبير، وربنا يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) [الحجرات: 6].

ونبينا – صلى الله عليه وسلم – يقول: (( بئس مطيةُ الرجل زعموا )).

فيا عبد الله، قبل أن تُصدق الخبر وتنشره، ابحث عن صحته وتأكد من ثبوته.

– ومن أضرار تلك البرامج: إيجاد الشحناء والبغضاء عبر الحوارات والنقاشات التي تخلو من الأدب.

فكم من قطيعةِ رحم كانت بسببِ محادثةٍ عبر الواتس وللأسف.

وكم من شرارةِ طلاقٍ نتجت من خلال محادثةٍ عبر الواتس.

فيا أحبتي، تحاوروا ولكن بالأدب وتناقشوا ولكن بالكلمة الطيبة.

– ومن الأضرار ” كثرة التصوير للأحداث اليومية عبر برنامج انستقرام والسناب شات ” وهذا يضرُ من ناحيةِ فتح الباب لحسد الناس عليك ومعرفتِهم لتفاصيلِ حياتك التي
ربما كانت أجمل من حياةِ بعضهم..

فهذه تصور حفلة زواج ابنتها، وشهر العسل، والهدايا التي قدمها زوجها، وأخرى تصور غرفةَ نومها، وثالثة تصور وترسل للقروبات.

ومنهن من ترفع صورها الخاصة عبر بعض التطبيقات، وكلُ ذلك يلفتُ الأنظار ويجلبُ العين والحسد.

– ومن أضرار تلك البرامج: الوقوع في الشبهات والأفكار المنحرفة، ولعل المتابع لبعض الحسابات يقع على جملةٍ من التغريدات التي تطعن في ثوابت الدين وتستهزأ بالشريعة،
وبعضها تقرر الإلحاد وللأسف الشديد، هذا من ناحية.

ومن ناحيةٍ أخرى وقع بعض شبابنا في فتنة التكفير وسقط في مستنقع الفكر الداعشي بسبب تلك البرامج، فهو متابعٌ لحساباتِ الدولة الداعشية زعموا.

وبدأ يراسل على الخاص، وأدمن النظر في مقاطعهم وربما التقى بهم في مجالسهم وربما سافر إليهم حتى جاء إلى بلادنا بذلك الفكر البغيض الدموي وقام لينفذ في بلادنا
تلك المخططات من قتلٍ وتفجير.

إن الحذر لابد أن يخالطنا من تلك الحسابات، وأن نُحذَّر الآخرين منها وربنا يقول: (وَخُذُوا حِذْرَكُمْ) [النساء: 102].

– ومن الأضرار أن بعض الفتيات في سن المراهقة تقع ضحيةً لتلك البرامج وتعيش عالمها لوحدها في غفلةٍ من والديها، وربما وقعت في الحب والمعاكسات مع بعض الرجال
من خلال برامج التواصل.

اتصلت بي إحدى الأخوات وقالت: أنا متزوجة، وكان لدي فراغٌ كبير، وفي لحظة ضعف، جرى بيني وبين ذلك الشاب بعض المراسلات، وكنتُ أحادثه بالواتس، فطلب صورتي، واستجبتُ
له، وصورتُ نفسي وارسلتُ صورتي له، ثم بدأ يهددني بتلك الصورة، وطلب مني أن أصور له مقطع فيديو، فرفضتُ ذلك..

وشعرتُ بخطأي الكبير، واستمر في التهديد لي، وقمتُ بحظره عن التواصل ولكنه بدأ يتواصل من رقمٍ آخر.

فمسحتُ الواتس فبدأ يراسل عبر الرسائل النصية.

يا شيخ أدركني ماذا أفعل ولو علم زوجي بذلك فسوف يطلقني، ثم توقفت عن الكلام.. وأكملت دموعَها تلك المكالمة.

أيها الآباء لا تهملوا بناتكم، أيها الأزواج انتبهوا لخطر تلك البرامج على زوجاتكم، أنا هنا لا أدعو للشك ولا للوساوس ولكن أؤكد على ضرورة الحذر والانتباه.

معاشر المسلمين..

ولعل من أضرار تلك البرامج ” وقوع حوادث السيارات ” كما تحدثت بذلك بعض الدراسات، وهذا واقعُ أصبحنا نراه وللآسف.

فهذا يصور نفسه وهو يتجاوز السرعة حتى يصلُ لسرعةٍ تتجاوز ٢٠٠ ك في الساعة ولكنه يفقد السيطرة على نفسه ويموت.

وهذا يراسل عبر الواتس وهو يقود السيارة وينسى نفسه ويرتكب حوادث اصطدام مع سيارة اخرى.

وهكذا تتعدد أسبابُ الحوادث ويكونُ الجوالُ في عصرنا أحدَ أبرزِ أسبابها.

– ومن الأضرار لتلك البرامج، الجلوس طويلاً عليها مما يضر بالصحة ويزيد الوزن ويعرض الجسم للمخاطر الطبية بسبب كثرة الجلوس.

– ومن مخاطر تلك البرامج وجود بعض الهكر لها مما يُمِّكن البعض من سحب الصور التي في جهازك الخاص عبر بعض الأيقونات؛ السماح بالوصول لصورك، وهكذا.

وربما كان بعضنا يعرف تلك المخاطر فلا يقع فيها، ولكن الصغار غالباً لا يدركون مخاطر تلك الأيقونات فتجد الواحدَ منهم يوافق على كل رابط يخرج له مما يسمح للآخرين
بالدخول لحسابه وسرقة الصور الخاصة به والمعلومات السرية.

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص حوار بين وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.