شرح قصيدة جرير يرثي زوجته؟

ﻋﺎﺵ ﺠﺭﻴﺭ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓ ؛ ﻓﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﻴﺤﺩﺜﻨﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻗﻀﻰ ﺸﻁﺭﺍ ﻤﻥ ﺸﺒﺎﺒﻪ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺯل ﻗﻭﻤﻪ ﺒﺎﻟﻴﻤﺎﻤﺔ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻗﺭﻴﺒﺎ ﻤﻥ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺤﻴﻥ ﺒﺩﺃ ﻤﻬﺎﺠﺎﺘﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ ﻭﺍﻷﺨﻁل
ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻔﺘﺎﺤﻪ ﺭﺜﺎﺀﻩ ﻷﻡ ﺤﺯﺭﺓ ﺒـــ(ﻟﻭﻻ)ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﻴﺩ ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ ﺸﻲﺀ ﻟﻭﺠﻭﺩ ﺸﻲﺀ ﻤﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﺩﺩ ﻓﻲ ﺫﻜﺭ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺘﻬﺎ،ﻭﻴﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺇﺤﺴﺎﺴﻪ ﻨﺤﻭﻫﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻴﻁ ﺒﻪ ، ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ :

لولا الحياء لعادني استعبار    ولزرت قبرك والحبيب يزار

ﻭﺍﻟﻔﻌل (ﻋﺎﺩﻨﻲ) ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﻭل ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺇﺘﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻤﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﺃﺨﺭﻯ ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺓ (ﻋﺎﺩ) ﻤﺎ ﻨﺼﻪ : “ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ: ﺃﺘﺎﻩ ﻤﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﺃﺨﺭﻯ . ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻼﻨﺎﹰ: ﺃﺼﺎﺒﻪ ﻤﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﺃﺨﺭﻯ”” ﻭﻫﻭ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻗﺩ ﺒﻜﻰ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺘﻬﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ؛ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺭﻫﺒﺔ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﻁﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﺔ ﺃﻗﻭﻯ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ . ﺃﻤﺎ ﺍﻵﻥ ، ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻫﺩﺃﺕ ﻨﻔﺴﻪ ، ﻭﺨﻔﻔﺕ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻤﻥ ﺠﻴﺸﺎﻥ ﻋﺎﻁﻔﺘﻪ ، ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﻜﺎﺀﻫﺎ ﻭﻻ ﺯﻴﺎﺭﺓ ﻗﺒﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﺒﻪ ، ﻭﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺠﺩﻴﺭﺓ ﺒﺎﻟﺯﻴﺎﺭﺓ ؛ ﻷﻥ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺭﻭﺴﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﺘﻘﻑ ﺤﺎﺌﻼ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺯﻴﺎﺭﺓ ؛ ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ ﺯﻭﺠﺘﻪ ، ﻭﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﻲ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺸﺎﻋﺭ ﺃﻥ ﻴﺒﻜﻴﻪ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﺕ ﺩﻤﻭﻉ ﺠﺭﻴﺭ ﻭﺒﻜﺎﺀﻩ ﺼﺒﺎﺒﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﺒﻭﺒﺘﻪ، ﻻ ﺘﻘﺒل ﺩﻤﻭﻋﻪ ﻭﺒﻜﺎﺀﻩ ﺤﺯﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺘﻬﺎ ؛ ﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﺘﺒﻊ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﺒﺘﺩﻉ ، ﺒﺴﺒﺏ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻭﻀﻊ (ﺨﺎﻟﺩﺓ)ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻥ ، ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻌﺸﻭﻗﺔ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺯﻭﺠﺔ . ﻭﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻥ؛ ﻓﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺘﻜﻤل ﺒﻪ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻌﺎﺸﻕ ، ﻭﺇﻋﻼﻨﻪ ﺩﻟﻴل ﺍﻟﺘﻨﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺏ ﻭﺍﻟﻬﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﺤﺒﻴﺒﺔ . ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ، ﻓﺘﻨﻘﺹ ﺒﻪ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻷﻨﻪ ﺒﻜﺎﺀﺤﻘﻴﻘﻲ ﻻ ﺭﻭﻤﺎﻨﺴﻲ ، ﻭﻫﻭ ﺒﻜﺎﺀ ﺇﺜﺭ ﻤﻴﺕ ﺒﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻓﻘﻁ . ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺠﺭﻴﺭﺍ ﻤﺘﺭﺩﺩﺍ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻗﺼﻴﺩﺘﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻋﺩﻤﻪ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺴﻥ ﺴﻨﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ ﻤﻥ ﺫﻜﺭﻯ ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ ﻭﻤﻨﺯﻟﻪ، ﺤﺯﻨﺎ ﻻ ﺼﺒﺎﺒﺔ ؛ ﻓﺒﺩﺃ ﺭﺜﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺤﻴﺎﺀ ، ﻭﺠﻌﻠﻪ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ، ﻭﻫﻭﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺠﺭِ ﺒﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ، ﺇﺫ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﺩﻤﻭﻥ ﻟﻘﺼﺎﺌﺩﻫﻡ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺒﺎﻟﻐﺯل ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻻ ﺍﻟﺭﺜﺎﺀ ﺜﻡ ﻴﺨﻠﺼﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻏﺭﺽ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨﺸﺌﺕ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻪ . ﻭﻗﺩ ﺒﺩﺍﺠﺭﻴﺭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺒﺘﻨﺎﺯﻋﻪ ﺒﺎﺩﻴﺘﻪ ﻭﺤﺎﻀﺭﺘﻪ ، ﺍﻟﺒﺎﺩﻴﺔ ﺒﻁﺒﺎﻋﻬا ﺍﻟﺨﺸﻨﺔﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺕ ﺒﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺭﻭﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺒﺎﻉ ﺍﻟﺠﺎﻤﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻁﻑ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ . ﻓﻬﻭ ﻜﻤﺎ ﺘﺅﻜﺩ ﻜﻠﻤﺔ ( ﻟﻭﻻ) ﺍﺴﺘﺤﻴﺎ ﺃﻥ ﻴﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻰ ( ﺃﻡ ﺤﺯﺭﺓ ) ﻭﺃﻥ ﻴﺯﻭﺭ ﻗﺒﺭﻫﺎ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﺩﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻋﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ، ﻓﺎﺘﺠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻴﺨﺎﻁﺒﻬﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﻜﺄﻨﻬﺎ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﺘﺴﻤﻌﻪ ، ﻓﻴﻌﺘﺫﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺯﻴﺎﺭﺓ ﻗﺒﺭﻫﺎ . ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻤﺭ ﻴﻨﺎﺠﻴﻬﺎ ﺒﻠﻐﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻫﺎﺩﺌﺔ ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻤﺎﻤﻪ ، ﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭﺃﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ، ﻤﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺇﺤﺴﺎﺱ ﻗﻭﻱ ﺒﻬﺎ ﻭﺇﺤﺴﺎﺱ ﺃﻗﻭﻯ ﺒﻔﻘﺩﻫﺎ . ﻭﻨﺠﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﻓﻲ ﺴﻴﺭﺘﻪ ﺍﻟﻬﻴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻴﻨﺔ ، ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺩﻴﻨﺎ ﻋﻔﻴﻔﺎ ﻁﺎﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺱ ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺯﻭﺠﺎﺘﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺩ ﻭﻤﺤﺒﺔ ، ﻭﻜﻥ ﻴﺒﺎﺩﻟﻨﻪ ﻭﺩﺍ ﺒﻭﺩ … ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻟﻴﻨﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻻ ﺘﺸﻭﺒﻬﺎ ﺸﻭﺍﺌﺏ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ….ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻨﺭﺍﻩ ﻭﻓﻴﺎ ﻷﻡ ﺤﺯﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻤﺭﻭﺭ ﺯﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺘﻬﺎ ، ﻓﻴﺨﺎﻁﺒﻬﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻜﻌﺎﺩﺘﻪ ﻤﺼﺎﺭﺤﺎ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﺒﻠﻭﻋﺘﻪ ﻭﺤﺴﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺍﻗﻬﺎ ﺤﻴﻥ ﺘﺭﻜﺘﻪ ﻤﻊ ﺃﻁﻔﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺘﻘﺩﻤﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﺴﻥ ، ﻓﻴﻘﻭل:

ﻭﻟﱠﻬﺕ ﻗﻠﺒﻲ ﺇﺫﹾ ﻋﻠﺘﻨﻲ ﻜﺒﺭﺓﹲ    ﻭﺫﻭﻭ ﺍﻟﺘﻤﺎﺌﻡ ﻤﻥ ﺒﻨﻴﻙ ﺼﻐﺎﺭ

ﻭﻴﺩل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺠﺭﻴﺭﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﺯﻭﺠﺘﻪ ﺃﺸﺩ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻕ ﻗﺒل ﺯﻭﺍﺠﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺒﻌﺩﻩ . ﻭﺇﺸﺎﺭﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺇﻟﻰ ﻜﺒﺭ ﺴﻨﻪ ﻭﺼﻐﺭ ﺴﻥ ﺃﻁﻔﺎﻟﻪ ﻴﻭﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺴﻥ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ، ﻤﻤﺎ ﻴﻁﺭﺡ ﺴﺒﺒﺎ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻕ،ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﺎ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﻜﺭﻴﻤﺔ .ﺜﻡ ﺃﻤﻀﻰ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﻫﺎﺩﺉ ﺍﻟﻨﻔﺱ ، ﻤﺅﻤﻨﺎ ﺒﻤﺼﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ، ﺩﺍﻋﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﺭﺤﻤﺔ ﻭﺍﻟﻐﻔﺭﺍﻥ ﺠﺯﺍﺀ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻁﻴﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﺌل ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ . ﻭﻓﻲ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺠﺭﻴﺭﺍ ﺭﺜﻰ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺜﺎﺀ ، ﻭﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻋﺎﻁﻔﺔ ﺠﻴﺎﺸﺔ ﻟﻡ ﻴﺨﻔﻑ ﻤﻥ ﺠﺫﻭﺘﻬﺎ ﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﺯﻤﻥ ، ﻭﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﺅﺴﺱ ، ﺒﺤﻕ، ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺭﺜﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻨﻪ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﻴﻌﺩ ﻓﻴﻪ ﺭﺜﺎﺀ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺨﺭﻭﺠﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺭﺜﺔ ﻭﻫﻭ ﻤﻁﻠﻊ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻴﻬﺠﻭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ ﻭﻗﻭﻤﻪ ﺒﻨﻲ ﻤﺠﺎﺸﻊ ، ﻭﻴﻔﺨﺭ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻭﺒﻘﻭﻤﻪ ، ﻗﺩﻡ ﻟﻬﺎ ﺒﺭﺜﺎﺀ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺃﻡ ﺤﺯﺭﺓ ﺒﺄﺭﺒﻌﺔ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ ﺒﻴﺘﺎ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻭﻓﻴﺕ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﺒﺯﻤﻥ .

الرثاء

ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺍﻟﺭﺜﺎﺀ ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﺢ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎ ﻭﺜﻴﻘﺎ ؛ ﻓﺎﻟﻤﺩﻴﺢ ﺫﻜﺭ ﻟﻠﺨﻼل ﺍﻟﺤﻤﻴﺩﺓ ﻟﻠﺤﻲ ، ﻭﺍﻟﺭﺜﺎﺀ ﺫﻜﺭ ﻟﻠﺨﻼل ﺍﻟﺤﻤﻴﺩﺓ ﻟﻠﻤﻴﺕ ، ﺃﻭ ﻫﻭ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ، ﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺨﻼل ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻜﻼﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻤﺩﺡ ﻟﻠﻘﻴﻡ ﻭﺫﻜﺭ ﻟﻠﺨﺼﺎل ﺍﻟﺤﻤﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺤﺔ .

ﻭﻗﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺭﺜﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻀﺎﻫﻲ ﻗﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﺩﻴﺢ ﻋﺩﺩﺍﹰ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻴﺠﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻐﺭﻀﻴﻥ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻬﻤﺎ ﺍﻟﺭﺠل . ﻭﻴﺒﺩﻭ ﻫﺫﺍ ﺃﻤﺭﺍ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺭﺠﻭﻟﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍ ﺘﹸﺭﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺠﺩﻫﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻤﺜل ﺍﻟﻜﺭﻡ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ . ﻭﻗﺩ ﺒﺭﺯﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺒﺭﻭﺯﺍ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺭﺜﺎﺀ ﺍﻟﺭﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻘﺭﺃﻫﺎ ﻓﻲ ﺸﻌﺭﻨﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺭﺠﻭﻟﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﺘﺤﺘل ﺍﻟﺼﺩﺍﺭﺓ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻨﻭﺜﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺨﻔﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻠﻨﺔ ، ﺘﻘﻑ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﺭﺠل ﺩﺍﺌﻤﺎ ، ﻭﻋﺏء ﺜﻘﻴل ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻭﺤﺭﺍﺴﺘﻪ ﻭﻗﺩ ﻗﺭﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺒﺎﻟﺤﺭﺍﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﻋﺩﻡ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﻪ . “” ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﺒﻨﺕ ﺒﺸﺭﻯ ﺴﻴﺌﺔ ﻟﻭﺍﻟﺩﻫﺎ ، ﻭﻤﺼﺩﺭﺍ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺤﺯﻥ . ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﻋﻨﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ، ﻭﻤﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤل : ( ﻭﺇﺫﺍ ﺒﺸﺭ ﺃﺤﺩﻫﻡ ﺒﺎﻷﻨﺜﻰ ﻅل ﻭﺠﻬﻪ ﻤﺴﻭﺩﺍ ﻭﻫﻭ ﻜﻅﻴﻡ

ﻭﻤﺎ ﻭﺃﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﻻ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻤﻠﻲ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺩﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎﺭﺒﺘﻬﺎ ﺒﺂﻴﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ .  ﺘﺴﺭﺒﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﻭﺱ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺘﺨﺫﺕ ﻤﻅﻬﺭﺍ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻭﺃﺩ، ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻭﺃﺩ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ، ﻓﺘﻤﻨﻭﺍ ﻤﻭﺕ ﺍﻟﺒﻨﺕ ، ﻭ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﺨﻴﺭ ﺒﻌل ﻟﻬﺎ ، ﻭﺨﻴﺭ ﺼﻬﺭ ﻷﺒﻴﻬﺎ .

ﻭﺭﺃﻯ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺃﻥ ﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﺠﺯ ﻴﺤﻁ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺭﺠﺎل؛ ﻓﻬﻥ ﻟﺴﻥ ﻤﻥ ﺯﻴﻨﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ، ﻭﻻ ﻴﺤﻤﻠﻥ ﺴﻴﻔﺎ ﻭﻻ ﻴﻘﺩﻥ ﺠﻴﺸﺎ ، ﺒل ﺇﻨﻬﻥ ﻴﻠﺩﻥ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ، ﻭﻴﻭﺭﺜﻥ ﺃﻤﻭﺍل ﺁﺒﺎﺌﻬﻥ ﻟﻸﺒﺎﻋﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﻥ ﻤﻥ ﺤﺒﺎﺌل ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ؛ ﻓﻬﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺨﺭﻭﺝ ﺁﺩﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ.

ﺃﻤﺎ ﺇﺤﺠﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻋﻥ ﺭﺜﺎﺀ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻓﻼ ﻴﻌﻨﻲ ﺘﺤﺠﺭ ﻤﺸﺎﻋرﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻔﺠﻌﺔ  ﺒل ﻫﻭ ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺴﻴﻁﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻏﺭﺴﺕ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺃﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﺃﻥ ﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﺭﺠل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻋﺠﺯ ﻭﻨﻘﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻟﺔ .

ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺒﺩﺍﻫﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺤﻴﻥ ﻴﺒﻜﻲ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺒﻜﻲ ﺠﺯﺀﺍﹰ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ . ﻭﻤﻤﺎ ﻻﺸﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻨﻪ ﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺜﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﺘﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺴﻭﻯ ﺃﺤﺎﺴﻴﺴﻪ ﻭﻤﺸﺎﻋﺭﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ . ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺒﺯﻭﺠﺘﻪ ﻭﺭﺅﻴﺘﻪ ﻟﻬﺎ ، ﺃﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ، ﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ ﺍﻟﺭﺠل ﻓﻲ ﺯﻭﺠﺘﻪ ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺇﺤﺴﺎﺴﻪ ﺒﻔﻘﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻓﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺤﺱ ﺒﻔﻘﺩ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﺤﺴﺎﺴﻪ ﺒﺄﻁﻔﺎﻟﻪ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻓﻘﺩﻭﺍ ﺃﻤﻬﻡ ، ﻭﺤﺎﺠﺘﻪ ﻫﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﻥ ﻴﺤﻤل ﻋﻨﻪ ﻋﺏء ﺭﻋﺎﻴﺘﻬﻡ ، ﻓﻬﻭ ﻴﺒﻜﻰ ﻨﻔﺴﻪ ، ﻭ ﺯﻭﺠﺘﻪ ، ﻭﺃﻁﻔﺎﻟﻪ ﺍﻷﻴﺘﺎﻡ . ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﻗﻀﻰ ﻤﻊ ﺍﻤﺭﺃﺘﻪ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻭﺘﺂﻟﻔﺕ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻊ ﺤﻴﺎﺘﻬﺎ ﻭﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺂﻟﻑ ﻤﻊ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ، ﻓﺘﺭﻜﺕ ﺒﻤﻭﺘﻬﺎ ﺯﻭﺠﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ، ﻓﻬﻭ ﻴﺒﻜﻲ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻭﺍﻟﺭﻓﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﺸﻭﺍﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻡ ﻴﻘﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺜﺎﺌﻬﻥ ﺴﻭﻯ ﻋﺩﺩ ﻗﻠﻴل ﻤﻤﻥ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﻭﺍ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﻗﻴﻭﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺒﺭﺕ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻜﺒﺕ ﻤﺸﺎﻋﺭﻫﻡ ﺘﺠﺎﻩ ﺯﻭﺠﺎﺘﻬﻡ