شرح قصيدة دين الكريم للكندي؟

شرح قصيدة دين الكريم للكندي، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

شرح قصيدة دين الكريم للكندي:

12ـ (ولا أحملُ الحقدَ القديمَ عليهمُ … وليسَ رئيسُ القوم من يحملُ الحقدا)

الدلالات والإيحاءات : أ. ( دلالة وصف الشاعر للحقد بالقديم ) : يدل ذلك على أن الحقد والغضب الذي حمله الشاعر على قومه يومًا كان مجرد موقف عابر، وشعور وليد اللحظة ، فلم يتمكن من نفسه ، بل استطاع بحلمه التخلص منه ، وتجاوز أخطائهم وهفواتهم وجهلهم بمكانته ، ليعيش معهم بوفاق، وكل ذلك كان أيضًا لأنه رئيس القبيلة، حيث يمثل الأب الكبير للجميع، فكما لا يحقد الأب على أبنائه مهما اقترفوا من أخطاء في حقه وحق أنفسهم، كان ينبغي له وهو أب القبيلة ورئيسها أن يكون من المتجاوزين عن أخطائهم في حقه وحق أنفسهم ، فلو لم يفعل هذا؛ لما كان أهلاً للرئاسة والقيادة والسيادة .
الأساليب: أ. ( لا أحمل الحقد / ليس رئيس القوم ) : أسلوب خبري ، نوعه ( نفي ) ، الغرض منه هو ( الاستبعاد ).

وقوله: (وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا) يجري مجرى الالتفات، كأنه أقبل على مخاطب فقال: إني لا أتجمل بترك مؤاخذتهم، وأطراح الحقد في مساوقتهم، فإن الرئيس يحب ذلك عليه في شروط الرياسة.

شرح البيت: إني لا أحمل على قومي ذلك الحقد الذي حملته يومًا في لحظة غضب وسرعان ما تجاوزته ، فأنا رئيسهم وسيدهم وليس من شيم السيد ان يحمل الحقد على قومه .
الفكرة الجزئية للبيت: ترفع الشاعر عن الحقد على قومه لأنه سيدهم .

الإعراب:
ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر
رئيسُ : اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
القوم : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب خبر ليس
يحمل : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
الحقدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والألف للإطلاق

13ـ (لهم جلّ مالي إنْ تتابعَ لي غنىً … وإنْ قلَّ مالي لم أكلفْهمْ رِفدا)

معاني المفردات: جل: معظم تتابع: توالى / أكلفهم : أحملهم وألزمهم / رفدا : العطاء والصلة .
الدلالات والإيحاءات : أ. ( فائدة استخدام الشاعر كلمة ” جل ” بدلاً من ” كل ” ) : ربما يكون في استخدام الشاعر لكلمة ” كل ” اتهامًا بالمبالغة في بيان مقدار عطائه لقومه ،فليس من المعقول ومالمنطقي أن يمنحهم كل ماله دون أن يتمتع ولو بجزء منه ، أما استخدام ” جل ” بمعنى معظم ، فيه دلالة على المقدار الكبير المخصص من أمواله لقومه وخدمتهم .
العلاقات : أ. علاقة ( إن تتابع لي غنى ) بما قبلها علاقة ( سبب لنتيجة ). ب . علاقة : ( إن قلّ مالي ) بما بعدها علاقة ( سبب لنتيجة ) .
الأساليب: أ. ( الشطر الثاني عبارة عن ) : أسلوب تعليقي، نوعه : ( شرط ) ، والغرض منه هو : ( التعليق ) ب. ( لم أكلفهم رفدا ) : أسلوب خبري، نوعه : ( نفي ) ، والغرض منه هو : الاستبعاد . حيث يستبعد الشاعر إلزامه لقومه أو تكلفتهم العطاء والوصل له .

شرح البيت:الرفد الْعَطاء والصلة وَالْمعْنَى أَنِّي إِذا ازددت مَالا ازددت لَهُم بذلا وَإِن قل مَالِي لم أطلب مِنْهُم عَطاء وَلَا صلَة

وقوله: (لهم جل مالي) يريد إن تواصل الغنى لي أشركتهم في معظمه، من غير امتنان ولا تكدير، وإن تحيف مالي حادث يلم، أو عارض يحدث، لم أنتظر من جهتهم معونة، ولا كلفتهم فيما يخف أو يثقل مؤونة.

الفكرة الجزئية للبيت: الشاعر يمنح معظم ماله لقومه متى ما كان غنيًا، ولا يكلفهم عطاءه حين يقل ماله .

الإعراب:
جلُّ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
لم : حرف جزم ونفي وقلب
أكلفهم : فعل مصارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع ذكور العقلاء

14ــ(وإني لعبدُ الضيف ما دامَ نازلاً … وما شيمةٌ لي غيرها تشبه العبدا)

معاني المفردات: عبد : خادم شيمة : صفة .
الدلالات والإيحاءات: أ. ( إيحاء البيت ) : يوحي البيت بعلو مكانة الشاعر وشممه وإبائه ، ورفضه للتذلل والخضوع .
الأساليب: أ. ( إني لعبد الضيف ) : أسلوب خبري ، نوعه : ( نفي ) ” في الجملة مؤكدان = إن + اللام ” ب. ( لا شيمة لي .. ) : أسلوب خبري ، نوعه : ( نفي ) ، والغرض منه هو : الاستبعاد . حيث يستبعد الشاعر أن هناك صفة تشبهه بالعبد غير إكرام الضيف .

شرح البيت: إني خادم لضيفي ، وأنزل من شأني أمامه فقط لخدمته وإرضائه ، وليس هناك ما يشبهني الخادم سوى إكرامي للضيف، ففي سوى هذا الموقف أنا سيد أبيّ أرفض التذلل والخضوع .
الفكرة الجزئية للبيت: الشاعر عبد ضيفه وخادمه ، ولا يشبه الخادم في سوى هذا الموقف .
الإعراب:
فانتصب (غير) على أنه مستثنى مقدم؛ وذاك لأنه لما حال بين الموصوف والصفة، وهما شيمة وتشبه، وتقدم على الوصف صار كأنه تقدم على الموصوف، لأن الصفة والموصوف بمنزلة شيء واحد. وقوله (تشبه العبدا) يريد: تشبه شيم العبد، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
فليتأمل الناظر في هذا الباب وفي مثل هذه الأبيات، وتصرف قائلها فيها بلا اعتساف ولا تكلف، وسلاسة ألفاظها، وصحة معانيها، فهو عفو الطبع، وصفو القرض.

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص شرح قصيدة دين الكريم للكندي، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.