شرح قصيدة مروان بن ابي حفصة طرقتك زائرة؟

شرح قصيدة مروان بن ابي حفصة طرقتك زائرة؟

شرح قصيدة مروان بن ابي حفصة طرقتك زائرة؟، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

شرح قصيدة مروان بن ابي حفصة طرقتك زائرة؟:

شرح القصيدة :
عبد على ما لم يقدره الله تعالى عز وجل وليس يجب عليه أن يستبعد هذا الوجه لأن
ما تتعلق به المشيئة في الآية محذوف غير مذكور وليس لهم أن يعلقوا قوله تعالى ( إلا
أن يشاء الله ) بالأفعال دون تعلقه بالقدرة لأن كل واحد من الأمرين غير مذكور
وكل هذا واضح بحمد الله . ونعود إلى ما كنا وعدنا به من الكلام على شعر مروان
فمما يختار قوله من قصيدة أولها
طرقتك زائرة فحي خيالها * بيضاء تخلط بالحياء دلا لها
يقول فيها
مالت بقلبك فاستقاد ومثلها * قاد القلوب إلى الصبا فأمالها
فكأنما طرقت بنفحة روضة * سحت بها ديم الربيع طلالها
باتت تسائل في المنام معرسا * بالبيد أشعث لا يمل سؤالها
في فتية هجعوا غرارا بعدما * سئموا مراعشة السرى ومطالها
[ قال المرتضى ] رضي الله عنه – المراعشة – هي تحريك الرأس في السير من النوم
فكأن حشو ثيابهم هندية * نحلت وأغفلت العيون صقالها
أما ذكره في أول القصيدة طروق الطيف فإنه لم يأت فيه بمعنى غريب ولا لفظ
مستعذب ( 1 ) وقد قال الناس في طيف الخيال فأكثروا . وقد سبق في ذلك قيس بن
الخطيم إلى معني كل الناس فيه عيال عليه وهو قوله

————————————————————————–
( 1 ) قوله فإنه لم يأت فيه بمعنى غريب ولا لفظ مستعذب الخ . قلت أما العلماء
المتقدمون فإنهم استحسنوها روى أن مروان بن أبي حفصة جاء إلى حلقة يونس فسلم
ثم قال أيكم يونس فأومأوا له إليه فقال له أصلحك الله إني أرى قوما يقولون الشعر
لان يكشف أحدهم سوأته ثم يمشى كذلك في الطريق أحسن له من أن يظهر مثل ذلك
الشعر وقد قلت شعرا أعرضه عليك فإن كان جيدا أظهرته وإن كان رديئا سترته
فأنشده * طرقتك زائرة فحي خيالها * الخ فقال له يونس يا هذا اذهب
فاظهر هذا الشعر فأنت والله فيه أشعر من الأعشى في قوله * رحلت سمية غدوة أجمالها *
فقال له مروان سررتني وسؤتني فأما الذي سررتني به فارتضاؤك الشعر وأما الذي ساءني
فتقديمك إياي على الأعشى وأنت تعرف محله فقال إنما قدمتك عليه في تلك القصيدة
لا في شعره كله لأنه قال فيها * فأصاب حبة قلبه وطحالها * والطحال لا يدخل في شئ
إلا أفسده وقصيدتك سليمة من هذا وشبهه . وقصيدة مروان هذه مدح بها المهدي ولما
أنشده إياها زحف من صدر مصلاه حتى صار على البساط إعجابا بما سمع ثم قال كم
هي قال مائة بيت فأمر له بمائة ألف درهم فكانت أول مائة ألف درهم أعطيها شاعر في
أيام بني العباس وهذا دليل على حسنتها

4

أني سربت وكنت غير سروب * وتقرب الأحلام غير قريب ( 1 )
ما تمنعي يقظي فقد تؤتينه * في النوم غير مصرد محسوب
كان المنى بلقائها فلقيتها * فلهوت من لهو امرئ مكذوب
وقد أحسن جرير في قوله
أتنسى إذ تود عنا سليمى * بفرع بشامة سقي البشام
بنفسي من تجنبه عزيز * علي ومن زيارته لمام
ومن أمسى وأصبح لا أراه * ويطرقني إذا هجع النيام
وهذه الأبيات وان خلت من معنى في ذكر الطيف غريب فلم تخل من لفظ مستعذب
. ولأبي عبادة البحتري في وصف الخيال الفضل على كل متقدم ومتأخر فإنه تغلغل

————————————————————————–
( 1 ) قوله سربت – السارب – الذاهب على وجهه في الأرض ورواه ابن دريد سربت
بباء موحدة لقوله وكنت غير سروب ومن رواه سريت بالياء باثنتين فمعناه كيف سريت ليلا و أنت لا تسربين نهارا

5

في أوصافه واهتدي من معانيه إلي ما لا يوجد لغيره وكان مشغوفا بتكرار القول فيه لهجا
بابدائه وإعادته وان لأبي تمام في ذلك مواضع لا يجهل فضلها ومحاسن لا يبلغ شأوها
فمما لأبي تمام قوله
زار الخيال لها لا بل أزاركه * فكر إذا نام فكر الخلق لم ينم
ظبي تقنصته لما نصبت له * من آخر الليل أشراكا من الحلم
ثم اغتدى وبنا من ذكره سقم * باق وإن كان مشغولا من السقم
وقوله
عادك الزور ليلة الرمل من رملة * بين الحمى وبين المطال
ثم ما زارك الخيال ولكنك * بالفكر زرت طيف الخيال
وقوله
الليالي أحفي بقلبي إذا ما * جرحته النوى من الأيام
يا لها ليلة تنزهت الأرواح * فيها سرا من الأجسام
مجلس لم يكن لنا فيه عيب * غير أنا في دعوة الأحلام
فأما البحتري فقوله في هذا المعنى أكثر من أن يذكر جميعه ههنا غير أنا نشير إلى
نادرة فمن ذلك قوله
فلا وصل إلا أن يطيف خيالها * بنا تحت جؤشوش من الليل أسفع
ألمت بنا بعد الهدو فسامحت * بوصل متى نطلبه في الجد تمنع
وما برحت حتى مضى الليل وانقضى * وأعجلها داعى الصباح الملمع
فولت كأن البين يخلج شخصها * أو ان تولت من حشاي وأضلعي
ورب لقاء لم يؤمل وفرقة * لأسماء لم تحذر ولم تتوقع
6

أراني لا أنفك في كل ليلة * تعاود فيها المالكية مضجعي
أسر بقرب من ملم مسلم * وأشجى ببين من حبيب مودع
فكان لنا بعد النوى من تفرق * ترجيه أحلام الكرى بالتجمع
وكقوله
وإني وإن ضنت علي بودها * لأرتاح منها للخيال المؤرق
يعز على الواشين لو يعلمونها * ليال لنا نزدار فيها ونلتقي
فكم غلة للشوق أطفأت حرها * بطيف متى ما يطرق الليل يطرق
أضم عليه جفن عيني تعلقا * به عند أجلاء النعاس المرنق
وقوله
بلى وخيال من أثيلة كلما * تأوهت من وجد تعرض يطمع
إذا زورة منه تقضت مع الكرى * تنبهت من وجد له أتفزع
ترى مقلتي ما لا ترى في لقائه * وتسمع أذني رجع ما ليس تسمع
ويكفيك من حق تخيل باطل * ترد به نفس اللهيف فترجع
وقوله
إذا ما الكرى أهدى إلي خياله * شفى قربه التبريح أو نقع الصدى
إذا انتزعته من يدي انتباهة * عددت حبيبا راح مني وإعتدا
ولم أر مثلينا ولا مثل شأننا * تعذب أيقاظا وتنعم هجدا
وقوله
فما نلتقي الا على حلم هاجد * تحل لنا جدواك وهي حرام
7

إذا ما تباذلنا النفائس خلتنا * من الجد أيقاظا ونحن نيام
وقوله
وليلة هو منا على العيس أرسلت * بطيف خيال يشبه الحق باطله
فلولا بياض الصبح طال تشبثي * بعطفي غزال بت وهنا أغازله
وقوله
أمنك تأوب الطيف الطروب * حبيب جاء يهدى من حبيب
تخطي رقبة الواشين كرها * وبعد مسافة الخرق المجوب
يكاذبني وأصدقه رداء * ومن كلف مصادقة الكذوب
وقوله
ما تقضى لبانة عند لبنى * والمعني بالغانيات معني
هجرتنا يقظى وكادت على مذ * هبها في الصدود تهجر وسني
بعد لأي وقد تعرض منها * طائف عرجت على الركب وهنا
[ قال الشريف المرتضى ] رضي الله عنه . ووجدت أبا القاسم الحسن بن بشر الآمدي
مع ميله إلى البحتري وانحطاطه في شعبه واجتهاده في تأويل ما أخذ عليه من خطأ
وزلل يزعم أن البحتري أخطأ في قوله
هجرتنا يقظى وكادت على مذ * هبها في الصدود تهجر وسني
قال لأن خيالها يتمثل له في كل أحوالها يقظي كانت أو وسني قال ولكن الجيد في هذا
المعني قوله
أرد دونك يقظانا ويأذن لي * عليك سكر الهوى إن جئت وسنانا
قال والذي أوقع البحتري في هذا الغلط قول قيس بن الخطيم
8

ما تمنعي يقظى فقد تؤتينه * في النوم غير مصرد محسوب
وكان الأجود أن يقول ما تمنعي في اليقظة فقد تؤتينه في النوم أي ما تمنعينه في يقظتي
فقد تؤتينه في حال نومي حتى يكون النوم واليقظة منسوبين إليه لأن خيال المحبوب
يتمثل في حال نومه ويقظته جميعا قال إلا أنه يتسع من التأويل في هذا لقيس ما لا يتسع
للبحتري لأن قيسا قال فقد تؤتينه في النوم ولم يقل نائمة وقد يجوز أن يحمل على أنه
أراد ما تمنعي يقظي وأنا يقظان فقد تؤتينه في النوم أي في نومي ولا يسوغ مثل هذا
في بيت البحتري لأنه قال وسني ولم يقل في الوسن . [ قال الشريف ] رضي الله عنه
وقد يمكن من التأويل للبحتري ما أمكن مثله لقيس لكن الآمدي قد ذهب عن ذلك لأن
البحتري لما قال وسني دل على حال الوسن والحال المعهودة للوسن حال يشترك الناس
فيها في النوم بالعادة كما أن الحال المعهودة لليقظة حال مشتركة بالعادة فقوله وسني ينبي
عن كونه هو أيضا نائما وإنما أراد المقابلة في زنة اللفظ بين يقظي ووسني . وقوله يقظي
متى لم تحمل أيضا على هذا المعنى لم يصح لأنه لا بد أن يريد بذلك هجرتنا في أحوال
اليقظة ويكون معنى يقظي يتعدى إليه ألا ترى ان الآمدي حمل قول قيس يقظي على
معنى وأنا يقظان وان لم يبين الوجه فيه فكيف ذهب عليه مثل ذلك في قول البحتري
. وقوله وسني ويقظى مثل قول قيس يقظي ولو أمكن قيسا وزن الشعر من أن يقول
وسني في مقابلة يقظي لقاله وما عدل عنه إلى النوم لأنه لم يكن عليه في وسني إلا ما عليه
في يقظي وما يتأول له في أحد الامرين يتأول له في الآخر . [ قال الشريف المرتضى ]
رضي الله عنه ولى في الخيال وطروقه معنى ما علمت أنه سبق إليه من جملة قصيدة
وزور تخطي جنوب الملا * فناديت أهلا بذا الزائر
أتاني هدوا وعين الرقيب * مطروفة بالكرى العامري
فأعجب به يسعف الهاجعين * وتحرمه مقلة الساهر
وعهدي بتمويه عين المحب * ينم على قلبه الطائر
9

فما التقينا برغم الرقا * موه قلبي على ناظري
ومعني البيت الآخر أن الأحلام إنما هي اعتقادات تخيل في القلب لا حقيقة لأكثرها
لأن الانسان يعتقد أنه رأى لما لا يراه على الحقيقة ويدرك لما ليس مدركه على الحقيقة
فالقلب يخيل في النوم للعين ما لا حقيقة له كما أن العين تخيل في كثير من الأحوال للقلب
ما لا حقيقة له . فأما قول مروان * فكأنما طرقت بنفحة روضة * البيت فيشبه أن
يكون مأخوذا من قول نهشل بن جرى قال
طرقت أسيماء الرحال ودونها * بيتان من ليل التمام الأسود
ومفاوز وصل الفلاة جنوبها * بجنوب أخرى غير أن لم تعقد
رمل إذا أيدي الركاب قطعنه * قرعت منا سمها بقف قردد
فكأن ريح لطيمة هندية * وذكى جادي بنصع مجسد
وندى خزامى الجو جو سويقة * طرق الخيال به بعيد المرقد
أو من قول الآخر

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص شرح قصيدة مروان بن ابي حفصة طرقتك زائرة؟، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.