شرح قصيدت في مدح سيف الدوله؟

شرح قصيدت في مدح سيف الدوله؟، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

شرح قصيدت في مدح سيف الدوله؟:

شرح قصيدة المتنبي يمدح سيف الدولة

شرح وتحليل : على قدر أهل العزم للمتنبي
________________________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني كثيرا أن أضع بين أيديكم هذا الموضوع الذي طلب مني في وقت سابق ، مضيفا إليه بعض الأبيات ونظرا لأهميته وفائدته فضلت أن أجعله هنا حتى يستفيد منه الجميع في مقدمة الموضوع تجدون الأبيات التي شملها التحليل ،الذي اتبعت فيه ما يلي :
1 – التعريف الموجز بالشاعر
2 – إيضاح وتحليل
3 – الدراسة الأدبية للأبيات
4 – الدراسة البلاغية .أملي كبير أن يطلع عليه الكثير لما له من فائدة ، ولا أريد منكم سوى دعوة خالصة لوالدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. أخوكم رشيد عباز / ابن الجزائر
قـــال أبو الطيب المتنبي :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم **** وتأتي على قدر الكرام المكــــارم
وتعظم في عين الصغير صغارهــا **** وتصغر في عين العظيم العظـــائم
يكلف سيف الــدولة اليــــوم همــه **** و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم
و يطلب عند الناس ما عند نفســــه **** وذلك ما لا تدعيه الضراغـــــــــــم
يفدي أتم الطيــر عمرا سلاحــــــه **** نسور الفلا أحداثها و االقشاعـــم
وما ضرها خلق بغير مخــــــــــالب **** وقد خلقت أسيافه و القوائـــــــم
هل الحدث الحمراء تعرف لونهـــــا **** و تعلم أي الساقيين االغمائـــــم
سقتها الغمام الغـــــر قبل نزولـ ـه **** فلما دنا منها سقتها الجماجـــــم
بناها فاعلى و القنا يقرع القنـــــا **** و موج المنايا حولها متلاطـــــــم
وكان بها مثل الجنـــــون فاصبحت **** ومن جثث القتلى عليها تمائـــــم
طريدة دهــر ساقها فرددتهــــــــا **** على الدين بالخطي و الدهر راغم

وكيف ترجى الروم و الفرس هدمها **** و ذا الطعن آساس لها و دعائــــم
وقــد حاكموها و المنايا حواكــــم **** فما مات مظلوم ولا عاش ظالــــــم
أتوك يجــرون الحديــد كأنمــــــــا **** سروا بجياد مالهــن قوائــــــــــم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهـــــــم **** ثيابهم من مثلها و العمائـــــــــــم
خميس بشرق الأرض و الغــــــــــرب ****زحفه و في أذن الجوزاءمنه زمازم
تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ و أمــــــــــــة **** فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجـــــــــم
فللّه وقت ذوب الغش نــــــــــــــاره **** فلم يبق إلا صارم أو ضبـــــــــارم
تقطَّع مالا يقطع الدهر و القنــــــــا **** و فر من الفرسان من لا يصــــــادم
وقفت و ما في الموت شك لواقــف **** كأنك في جفن الردى و هو نائــم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمـــــــــة **** و وجهك وضاح و ثغرك باســـــــم
تجاوزت مقدار الشجاعة و النهـــى **** إلى قول قوم انت بالغيب عالـــــم
ضممت جناحيهم على القلب ضمـــة **** تموت الخوافي تحتها و القـــــوادم
بضرب اتى الهامات و النصـر غائب **** و صار إلى اللبات و النصر قـــــادم
حقرت الردينيات حتى طرحتهــــــا **** و حتى كأن السيف للرمح شـــــاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنمـــــــا **** مفاتيحه البيض الخفاف الصــــــوارم
نثرتهم فوق الأُحَيدب كلـــــــــــــه **** كما نثرت فوق العروس الـــــــدراهم

تدوس بك الخيل الوكور على الذرى**** وقد كثرت حول الوكور المطـــاعم
تظن فراخ الفتخ أنك زرتهــــــــــا **** بأماتها وهي العتاق الصــــــــلادم
إذا زلقت مشيتها ببطونهــــــــــــا **** كما تتمشى في الصعيد الأراقـــــم
أفي كل يوم ذا الدمستق مقـــــدم **** قفاه على الإقام للوجه لائـــــــــــم
يسر بما أعطاك لا عن جهالـــــــة **** ولكن مغنوما نجا منك غـــــــــــانم
ولست مليكا هازما لنظيــــــــــره ***** ولكنك التوحيد للشرك هــــــــــازم

التعريف بالشـــاعر :
الشاعر هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الكوفي الكندي ( 303 – 354 هـ ) المعروف بالمتنبي ولد سنة 303 هـ بمحلة كندة بالكوفة ، وتربى فيها ولما بدت عليه أمارات النجابة أخذ العلم عن علماء الكوفة ثم انتقل إلى الشام ونزل بالقبائل البدوية فأخذ عنهم الفصاحة واستقام له الشعر.
وكان في المتنبي طموح جعله يتنقل كثيرا بين البوادي والحواضر يقصد العظماء واحدا بعد الآخر وكان من بين هؤلاء الذين اتصل بهم سيف الدولة الحمداني أمير حلب الذي قربه منه واصطحبه معه في رحلاته وحروبه، وظل المتنبي يسعد بتلك الصحبة ويتقلب في تلك النعمة حتى دس له بعض منافسيه عند سيف الدولة ، وأغضبوه عليه، ففر المتنبي إلى مصر ثم عاد بعدها إلى الكوفة ، ومنها رحل إلى فارس ثم عاد إلى العراق ، ولكنه قتل وهو في طريق عودته إليها سنة 354 هـ .
وللمتنبي ديوان يجمع الكثير من شعره الذي يدور حول المدح، والرثاء، والفخر، والهجاء ، والغزل ، والوصف والحكم .
كانت الحروب لا تكاد تهدأ بين دولة الحمدانيين ودولة الروم وكان من المعارك التي خاضها سيف الدولة ضد الروم معركة ( الحدث ) تلك التي يرجع سببها إلى أن الروم استولوا على ثغر من ثغور الدولة العربية يسمى ثغر الحدث ، وأرادوا هدم القلعة التي كان قد بناها به سيف الدولة فخرج الأمير الحمداني في سنة 343 هـ ولقي الروم في معركة طاحنة وقتل وأسر الألوف من جنودهم وانتهت المعركة بهزيمة منكرة لجيش الروم ، ونصر مبيت لسيف الدولة الذي أقام بعد ذلك بثغر الحدث حتى أعاد بناءه وأتم بناء قلعته. وكان المتنبي قد شهد تلك المعركة بنفسه، وأعجب ببطولة سيف الدولة ، فقال قصيدة رائعة سجل فيها أحداث تلك المعركة ومدح فيها سيف الدولة التي منها هذه الأبيات.

يتبع بإذن الله وعونه

التوقيعإذا المرء وفي الأربعين ولــم يكن ***** له دون ما يأتي حياة ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي أرتأى ***** وإن جر أسباب الحياة له الدهر

رد: شرح وتحليل : على قدر أهل العزم للمتنبي
________________________________________
إيضـــاح وتحليل

المتنبي من شعراء الحكمة المجيدين , يعبر بها عن تجاربه ويبثها في شعره وها هو قد استهل قصيدته ببيتين ضمنهما حكمته وفلسفته حيث يقول : أن الأمور تأتي على قدر فاعليها , وتقاس بمقدار همم أصحابها فعلى قدر ما يكون عندهم من تأكيد النية , والجد في الأمور تكون الإرادة الصلبة والعزائم قوية , وعلى قدر ما يتمتعون به من كرم النفس تكون الأفعال الكريمة ولذا نرى الناس يختلفون في النظر إلى الأمور ، فخائر العزيمة ضعيف الهمة يستعظم الشيء الصغير , ويرتضي الوضع الحقير , بينما صاحب الهمة العالية والنفس الكريمة يستصغر ما عظم من الأمر , ويأتي كل المكارم والمحامد .
ثم أعقب الشاعر حكمته ببيتين ضمنهما أن سيف الدولة من هذا الصنف العظيم الذي يتمتع بالإرادة الغلابة , والطموح لنيل أعلى مراتب الشرف والكرامة , ولذا فإنه يحمل جيشه على تحقيق ما تصبو إليه همته من الغزوات والفتوحات التي طالما عجزت عن مثلها الجيوش الكثيرة لأنها كانت تفتقد مثل همة سيف الدولة الذي يريد ممن يكون معه إن يكون مثله صلب العزيمة بعيد الهمة , وذلك أمر في الناس نادر وعجيب إذ انه لا تدعيه الأسود , فكيف يمكن وجوده في مجتمع البشر؟
ثم أعقبهما ببيتين آخرين أشاد فيهما بما فعله سيف الدولة بجيش الروم ولم يتوقف هذا عند الشاعر بل ها هي النسور تقول لأسلحته نفديك بأنفسنا لأنها كفتها التعب في طلب القوت ، وحتى أن هذه النسور لو خلقت بغير مخالب لما ضرها ذلك لأن سيوفه تغنيها عن طلب الصيد لكثرة قتلها الأعداء فلا تحتاج إلى المخالب.
وفي الأبيات الموالية يتحدث المتنبي عن قلعة الحدث بين الروم والعرب فيقول متسائلا : هل تعرف لون قلعة الحدث الذي كانت عليه قبل أن تلونها دماء الأعداء ؟ هل تعرف حقيقة ما أمطرها أهو الغمام أم الجماجم ؟ لقد كانت من قبل تسقى بمطر السحاب حتى إذا كان يوم المعركة سقيت بدماء الأعداء التي سالت عليها كما يسيل ماء المطر . إن هذه القلعة بناها وأعلى بناءها سيف الدولة , ورماحه تحطم رماح العدو , والقتل يتزايد حولها حتى كان المنايا بحر متلاطم الأمواج . وبعد أن كانت الحدث تعيش بسبب غارات الروم في اضطراب وفتنة أصبحت ساكنة وهادئة , إذ علق سيف الدولة على حوائطها جثث القتلى من الروم كما تعلى التمام على المصابين بالمس والجنون , فيهدءون في زعمهم لقد كانت كالطريدة تطاردها أحداث الدهر , وتتوالى عليها غارات الروم حتى قيضك الله – يا سيف الدولة – لها فدفعتهم عنها برماحك وأبقيت لها وجهها العربي وقهرت الزمن , وإنه لمن الغريب أن يطمع هؤلاء الأعداء من روم وروس في هدمها ولها من وسائل الدفاع وقوة الحماية ما يشبه أسسها ودعائمها متانة وقوة
ثم ينتقل الشاعر ويتحدث الشاعر عن قوة الاستعداد , ووفرة العدد في جيش الروم موجها قوله إلى سيف الدولة فيقول : لقد جاءك الأعداء في جيش تحمال فيه الخيول فرسانا مدججين بالسلاح لابسين الدروع , تغطي أسلحتهم ودروعهم قوائم الخيل حتى ليظنها الرائي خيولا بلا قوائم . وإذا سطعت الشمس على هؤلاء الجنود لمعت أسلحتهم ودروعهم وخوذهم , ولم يستطع من يراها أن يميز السيوف من غيرها ,إنهم جاؤوا في جيش كثير العدد , يدل في ذلك على أن زحفه يملأ فراغ الأرض شرقا وغربا وأن أصوات رجاله تصل إلى الجوزاء في السماء وأنه قد جمع فيه أجناس من الناس يتحدثون بلغات شتى ، ويستعينون في تفاهمهم بالترجمة , وما أعجب ذلك اليوم الذي تميز فيه الجيد من الرديء , حيث لم يثبت في تلك المعركة إلا كل سيف صارم , وكل بطل شجاع , بينما تحطم من السيوف ما لا قدرة له على قطع الدروع والرماح , وفر من الفرسان ما لا قدرة له على قطع الدروع والرماح .

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص شرح قصيدت في مدح سيف الدوله؟، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.