مقال ضرطة الرئيس وشحته؟

مقال ضرطة الرئيس وشحته
هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.
 

مقال ضرطة الرئيس وشحته

 

مقال ضرطة الرئيس وشحته

لا حياء فى الضراط : 
الأدب الفاصولي
يصف الانجليز الطفل الجيد الصحة بأنه مليء بالفاصوليا، لكن لهذه المادة دلالة اخرى عندنا، فهي واخواتها من الباقلاء والفول مصدر جيد للكثير من النكات بالنظر لما تسببه من غازات في البطن وما تسببه هذه الغازات من اصوات وروائح. النكتة المفضلة عندي وردتني من عهد صدام حسين، حين شحت الفاصوليا من الأسواق، رأى رجل صفاً طويلاً أمام أحد الدكاكين، فانضم إليه دون سؤال، أي شيء، صابون أو خبز أو مسامير.. أي شيء وكل شيء مفقود. خرجت بعد دقائق ريح من ذلك الرجل، فالتفت إليه الواقفون، ترك الصف في خجله مما جرى، لكنه لاحظ أن كل الآخرين انفضوا مثله عن الصف وراحوا يتبعونه حيثما ذهب، وقفوا حيث وقف، ومشوا حيث مشى. ضاق ذرعاً بهم، فالتفت إليهم أخيراً، وقال: «يا جماعة سامحوني، غلطت وطلعت مني ريح.. اعتذر»، أجابه أحدهم: «أخي انت معذور، ما عندنا اي شيء ضدك، لكن أنا ماشي وراك بس أريد أعرف من وين حصلت على الفاصوليا».
الادب العربي مليء بالطرائف المتعلقة بهذا الموضوع. و منها ما روي عن بديع الزمان الهمذاني عندما كان جالسا على التخت بجانب الصاحب بن عباد و ضرط. فقال لإبن عباد انه التخت يا مولاي. فأجابه هذا مداعبا ، لا بل انه ” التحت” فخجل الهمذاني و خرج و انقطع عن زيارة الأمير. عز على هذا ان يفقد صديقا اديبا بسبب ضرطة فبعث اليه بهذين البيتين:
قل للبديعي لا تذهب على خجل من ضرطة اشبهت نارا على عود
فإنها الريح لا تسطيع تمسكها ، فلست انت سليمان بن داود
انطلاقاً من إيمان الغربيين بأن الفاصوليا تعني الصحة الجيدة، فقد ضموها إلى غذاء رجال الفضاء، ثم اكتشفوا هذه المشكلة، وهي ان مادة الاوليفوسخريد الموجودة في حبات الفاصوليا تسبب تكوّن الغازات، فتخلق مشكلة كبيرة لرجال الفضاء، فنحن على الأرض لدينا الضغط الجوي الذي يكبح تبطل البطن ويحبس الغاز في مكانه من الامعاء، لكن هذا الضغط يزول في الفضاء فتنتفخ بطون الرجال وتخرج الغازات بشكل طليق وتحيل المركبة الفضائية إلى بالوعة من الروائح الكريهة.
لم اسمع بعد عما توصل إليه علماء الفضاء من علاج للمشكلة، وإلا اشتريت كمية كافية منه لصديقي الدكتور ابو عدنان، كلما ركب معي في سيارتي، لكنني اعرف انهم ضمن الفحص الطبي الذي يجرونه على المتقدمين للعمل في الفضاء، يفحصون الشخص عن قدرة امعائه على التعامل مع اوليفوسخريد الفاصوليا، وكل ذلك حرصاً على سلامة البيئة الفضائية، فبدون ذلك، وبازدياد السفر الفضائي، سيمتلئ الفضاء بالفساء.
هذا ميدان في الواقع مفتوح لكثير من الابحاث العلمية، وطالما كانت مساهمات علمائنا في ميدان الابحاث العلمية بدرجة صفر، فلربما يستطيعون ان يخرجوا منه بشيء، ولا سيما ان اكثرهم مغرمون بأكل الفول، هناك مثلا امكانية طيران الانسان العربي، فبالتوصل الى طريقة لمضاعفة آثار الاوليفوسخريد ستمتلئ بطوننا بالغاز الى الحد الذي يجعلنا نطير في الهواء فيسهل علينا الهرب من اوطاننا بدون حاجة الى جواز سفر او سمات دخول و خروج، ولاسيما عندما يتعلق الموضوع بالمرأة. ما عليها غير ان تأكل ثلاثة او اربعة كيلوات من الفاصوليا فتطير في الهواء و تسافر بدون الحاجة الى اذن من ولي امرها. هناك الامكانية الاخرى بإغناء غازات البطن بروائح عطرية جميلة بحيث تغنينا عن استعمال البخور والعطور.
وفي هذه الاثناء وطالما انحصرت مساهماتنا في اطار الكلام واللغة، فاعتقد ان من الجدير بنا ان نهذب كلامنا فنتحاشى استعمال المفردات القبيحة، وهو ما حاولت ان افعله في هذه المقالة، ونستبدلها بمفردات حضارية مقبولة. فعندما تواجهنا فجأة رائحة في السيارة، نقول للسائق، افتح الشباك رجاء، الاوليفوسخريد عمانا، أو نتذمر فنقول: «اوف من اطلق هذه السخريدة»، وفي كل ذلك تكون الاشارة الى اسعار الفول والفاصوليا وسيلة جيدة للاشارة الى هذه المعاناة.

 
ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص
مقال ضرطة الرئيس وشحته
ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.