مقال هل يضعه السيسي بأكمله محمود الكردوسي؟

مقال هل يضعه السيسي بأكمله محمود الكردوسي؟

مقال هل يضعه السيسي بأكمله محمود الكردوسي، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

مقال هل يضعه السيسي بأكمله محمود الكردوسي:

و إليكم نص المقال :
سيادة الرئيس: هل تسمعنى. هل تقرأنى. هل تحب «عبدالفتاح السيسى» مثلما أحبه. هل قال لك أحدهم إننى أعلق صورك بزيك العسكرى على جدران شقتى، لتكون أول وآخر ما أرى. هل قال لك أحدهم إن عبء محبتك أخف وأثمن عندى من كل الأصوات التى تنتقدك وتسأل عن «كراماتك».. حتى إذا كانت «عاقلة، ومحبة». هل قال لك أحدهم إن كارهيك والمتربصين بك والمراهنين على فشلك «ينشّنون» على وجهى، ظناً منهم أنهم يضربونك فى مقتل، ويعايروننى بأننى «متماهٍ» فيك منذ 30 يونيو إلى حد التفاف الساق بالساق. هل قيل لك إن ما من أحد يبكى مثلى حين يسمع «مصر» فى أغنية، وحين يقترن ذكرها باسمك وباسم سلفك العظيم جمال عبدالناصر. هل قيل لك إننى أحب «الأنبياء» و«المخلصين»، بتشديد اللام وكسرها، وأحب «البطل المطلق» حتى إذا كان «الممثلون» سيئين، و«النص» مفككاً أو غامضاً أو مرتبكاً. هل قيل لك أخيراً إننى -وكل محبيك- ممتنون لك لأنك حملت أمانة هذا البلد «الظالم أهله»، ولأنك طيب مثلنا حين نكون طيبين، ومخلص مثلنا حين نكون مخلصين، ودافئ مثلنا حين نكون على حافة كارثة.
من هذا الموقع سأسألك، وحقى عليك أن تجيبنى. سأنصحك، وحقى عليك أن تسمعنى. سأنبهك، وحقى عليك أن تنظر حولك فى غضب، وقد أنتقدك، إنما ثق أننى ساعة التجنى أو التطاول عليك سأقف بينك وبين خصومك رأس حربة. لقد تعبنا فيك «ومنك» يا سيادة الرئيس. عشنا -جيلى على الأقل- أربعين عاماً فى «تيه»، نبحث عن رجل يحبنا فنحبه، لتكون مصر فى «تقاطع مشاعر». أما وقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وأصبحت تحكمنا.. فإن الحب لم يعد يكفى، فاسمع صوت العقل قبل أن تسقط مصر فى «تقاطع نيران» لا يبقى ولا يذر.
أولاً، ومن الآخر: من الذى أوحى إليك بالتفكير فى إصدار قانون يجرّم إهانة ثورتى «25 يناير» و«30 يونيو».. وبأى دافع. صوت العقل يقول إنك تريد وتحاول أن تجمع المصريين حول دولتك التى تحلم بها، وصوت العقل يقول أيضاً إنك استجبت لابتزاز «مرتزقة 25 يناير» ودراويشها، بعد أن خلت بهم السبل وأصبحوا نشازاً وأحيطوا بالشبهات. صوت العقل يقول إنك تحترم إرادة ملايين المصريين الذين خرجوا فى «25 يناير» طلباً لحياة أفضل، وصوت العقل يقول أيضاً إنك كنت قريباً، وعلى علم بكل ما يحاك فى الكواليس، وترى بعينيك عنكبوت المؤامرة ينسج خيوطه الناعمة حول مطالب هذه الملايين وأحلامها. صوت العقل يقول: كان من الأفضل أن تطلب من خصوم «25 يناير» -بأدبك وصدق نواياك، ولا أقول بحكم صلاحيتك- أن يتوقفوا، ويركزوا جهودهم فى بناء دولتك، وصوت العقل يقول أيضاً إن من حقى ككاتب ألا أستجيب لطلبك هذا.. فما بالك وأنت تفكر فى تقنينه. لن أتوقف، ولن أتخلى عن اعتقادى بأنها «مؤامرة» يا سيادة الرئيس، حتى لو باعد ذلك بينى وبينك.. حتى لو قطعت رقبتى: ليس دفاعاً عن «حرية تعبير»، ابتذلها أولئك الذين ابتزوك ودفعوك إلى التفكير فى هذا القانون، بل حرصاً منى على أن تكون دولتك نظيفة، لا مكان فيها لمرتزق أو عميل أو تاجر ثورات، ولا أثر فيها لبقية من مؤامرة.
ثانياً، وعلى ذكر الدولة: أين «دولة 30 يونيو» يا سيادة الرئيس. أين رجالها الحقيقيون. صوت العقل يقول إنك ورثت «خرابة»، وإنك «تغزل برجل حمار»، وكان الله فى عونك طبعاً، لكن صوت العقل يقول أيضاً إننا أمام «هجين دولة»: الفساد ما زال فى عنفوانه، وخلايا عصابة الإخوان ما زالت كامنة فى أكثر مواقع الجهاز الإدارى حساسية، ودولتك لم تحدد ساعة صفر لإعلان الحرب على كليهما. صوت العقل يقول إن الحرب على الفساد والترهل أصبحت فى أهمية حربك على الإرهاب، إن لم تكن أهم. وصوت العقل يقول أيضاً إنك تبنى دولتك من الطابق الأخير، وقليلاً ما تلتفت إلى «الأساس». تطلق مشروعات عملاقة وتكافح لاستعادة هيبة مصر فى الخارج.. حسناً، لكن المواطن الغلبان يخوض معارك حياة أو موت: تعليماً وتمويناً وتأميناً ونقلاً وصحة. المواطن الغلبان ينام آخر اليوم وهو يسأل نفسه: ماذا أخذت من السيسى وأنا الذى فوضه وأعطاه صوته وأجلسه على مقعد الحكم.. فاحذر يا سيادة الرئيس: غضب هذا المواطن من غضب الله.
ثالثاً، حكومتك يا سيادة الرئيس: لن أسألك من الذى اختار وزراءها وبأى معيار، إنما أسألك: لماذا لا تطهرها من الفاشلين والمرتعشين والذين يعملون ضدك.. وهم كثر. ما من وزارة إلا وفيها روائح فساد وأخونة. حتى «داخليتك» أصبحت كالغراب: لا هى فى مستوى تهمة متوارثة من داخلية العادلى. ولا هى فى مستوى تعاطفنا معها وهى تخوض حربك ضد الإرهاب. صوت العقل يقول إنك لا تريد أن تطيح باللواء «محمد إبراهيم» لأنه كان شريكك فى إطلاق أول رصاصة فى الحرب على الإرهاب: كان «نصف ساعة صفر» هذه الحرب. لكن صوت العقل يقول أيضاً إن الإرهاب يسبق الداخلية بخطوات بعيدة، ومن ثم تحتاج إلى تحديث: إلى «سوفت وير» جديد يجنبنا كل هذه الجنازات اليومية. صوت العقل يقول إن اختيارك للواء أحمد جمال الدين والسفيرة فايزة أبوالنجا مستشارين.. كان موفقاً، وصوت العقل يسألك يا سيادة الرئيس: أين ذهبا، وماذا يفعلان هذه الأيام.. وما مصير «القضية 250»، وهى لا تقل هولاً عن قضية «الخيانة العظمى».
رابعاً، مصر مليئة بالكفاءات: ليس معقولاً ولا مقبولاً أن نقول لك: هذا لا يصلح، فتقول لنا: «مش لاقى»!. صوت العقل يقول إن مصر جرفت وكفاءاتها طمرت، وصوت العقل يقول أيضاً إن مصر -حتى فى أسوأ حالاتها- تبدع. أى نعم «بطنها قلابة»، لكن كفاءاتها أقرب إليك من كل الذين يحيطون بك و«يرشحون» لك، فابحث عنها بنفسك. ابذل جهداً ولا تنخدع فى أسماء. أحط نفسك بـ«حكومة موازية» إذا صح التعبير، واتركها تبدع وتفكر بعيداً عن الروتين وصخب الإعلام، واترك حكومة محلب تلهث من كوبرى إلى مصنع إلى مستشفى. أنت صاحب القرار يا سيادة الرئيس، والمخلصون فى هذا البلد كثر، وينتظرون إشارة من إصبعك، فالحق بهم قبل أن يدفنوا تحت تراب اليأس والإحباط.
خامساً، وأخيراً: أحب أدبك ودماثة خلقك.. ما فى ذلك شك، لكننى أخشى عليك من شعب إذا جاع سيأكلك لحماً ويرميك عظماً. المسافة بينك وبين شعبك تتسع يا سيادة الرئيس، وصوت العقل يقول إن هذا الشعب يحبك ويصبر عليك، لكن خصومك من المهيجين والمرتزقة وتجار الدين والثورات يتفننون فى دق الأسافين بينكما، فتخلَّ عن أدبك قليلاً وكشر. اغضب حين يكون الغضب سلاحاً، وتأدب حين يكون الأدب نقطة التقائك مع فطرة المصريين التى بنت وحافظت على دولتهم أربعين قرناً.

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص مقال هل يضعه السيسي بأكمله محمود الكردوسي، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.