موضوع كتابه عن الأندلس مستعينا بأفكار قصيدة في مدخل ال حمراء؟

موضوع كتابه عن الأندلس مستعينا بأفكار قصيدة في مدخل ال حمراء؟

موضوع كتابه عن الأندلس مستعينا بأفكار قصيدة في مدخل ال حمراء، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

موضوع كتابه عن الأندلس مستعينا بأفكار قصيدة في مدخل ال حمراء:

اليك شرح لقصيدة في مدخل الحمراء  وسوف نحاول في اقرب وقت وضع الموضوع

افكار قصيدة في مدخل الحمراء
https://i.imgur.com/LpXd2iC.jpg

1. يبدأ الشاعر قصيدته بذكر مكان اللقاء مع الفتاة الإسبانية ( على مدخل قصر الحمراء ) ، متعجبا من هذا اللقاء وجماله وطيبه لأنه من دون ميعاد ( الصدفة خير من ألف ميعاد ) .
——————————————————
2. يصف الشاعر الفتاة الإسبانية بجمال عيونها السوداء وما فيهما من ملامح عربية خالصة ، إن عيون الفتاة السوداء قد أرجعت الشاعر بعجلة التاريخ إلى الوراء بل إلى أبعد ما يكون .
——————————————————
3. يتساءل الشاعر يتعجب واستغراب عن أصلها ، هل أنت من إسبانيا فأجابت مؤكدة أنها إسبانية الأصل وغرناطة ميلادها .
——————————————————
4. لقد أيقظت عينا الفتاة في الشاعر سبعة من القرون قد مضت -كأنه يشير إلى فترة حكم الأمويين للأندلس – بعد كل هذه السنين يستحضر الشاعر أمجاد المسلمين بعد سبات عميق .
——————————————————-
5. إنه يتذكر خيول بني أمية وراياتهم المرفوعة حيث فتحوا الأندلس ، والتي يشير في ذكراه إلى مسحات من الحزن والأسى على تلك الأيام .
——————————————————
6. يتعجب الشاعر من التاريخ والأيام التي أعادته إلى حفيدة من أحفاده بعد كل هذه القرون . إنه يتعجب من التاريخ لأنه رأى في الفتاه الملامح العربية معتبرا أنها واحدة من الحفيدات العرب
——————————————————
7. يرى الشاعر في وجها ملامح دمشق مهد الخلافة الأموية ومسقط رأسه ، إنه يرى فيها أجفان بلقيس وعنق سعاد ، إنه يستلهم التاريخ فبلقيس وسعاد نساء عربيات ، فبلقيس ملكة سبأ في اليمن زمن النبي سليمان ، وسعاد امرأة عربية ذكرها الشعر العربي كقول زهير بن أبى سلمى : بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيّم إثرها لم يُفد مكبولُ .
———————————————————-

8+9. يستذكر الشاعر كذلك منزله القديم في حي مئذنة الشحم أحد أحياء دمشق القديمة حيث نومه واستقراره ويستحضر أماكن جميلة من دمشق .
———————————————————
10+11+12تبدأ الفتاة بسؤالها عن دمشق وموقها، فيجيب الشاعر إن دمشق موجودة فيك : في شعرك المنساب كالنهر ، إنها موجودة في وجهك ذي الملامح العربية ، إنها موجودة في فمك الدافئ بجماله تماما كشمس بلاده ، إنها موجودة هنا في غرناطة في هذا القصر وفي جنات العريف .
——————————————————-
13+14. يرسم الشاعر صورة للفتاة عندما سار معها لتعرفه على الآثار الإسبانية وتتجلى هذه الصورة : صور شعر الفتاة يركض خلفها كسنابل تعصف بها الرياح وقد تركت من دون حصاد .
كما صور قرطها المتدلي على عنقها كالشموع المتلألئة ليلة الميلاد .
———————————————————
15. يصور الشاعر نفسه وهو يسير خلف الفتاة بالطفل الصغير التائه وهي التي ستدله على مواطن الجمال في بلاد الآباء والأجداد. إنه يتذكر التاريخ وقد احترقت صفحات العرب المجيدة ( يتحسر )
——————————————————–
16. يتأمل الشاعر الزخرفات كأنها كائن حي في جماله ، كما يتأمل المزركشات على السقوف كأنها إنسان حزين يستصرخ من تركوها ورحلوا عنها .
———————————————————-
17. تعرف الفتاة الشاعر على قصر الحمراء وتقول : هذا القصر مجد أجدادي الموجود في جدرانه ونقوشا ته وأركانه. ( تنسب البناء والمجد إلى أجدادها ) .
———————————————————
18. يستغرب الشاعر من الفتاة وكيف نسبت هذا المجد إلى أجدادها، فأثارت في خلده حزنينِ
( جرحين ) : الأول- إنكار الفتاة والغرب للحضارة العربية الإسلامية ودورها في بناء حضارتهم . أما الجرح الثاني – خروج المسلمون من الأندلس.
——————————————————–
19.يتمنى الشاعر على الفتاة لو أدركت وعلمت أن الذين قصدتهم هم أجداده العرب أصحاب الحضارة الإسلامية والتي اعتبرت اللبنة الأساسية في بناء الحضارات الغربية.
———————————————————–
20. حين ودع الشاعر المكان شعر بأنه يعانق طارق بن زياد فاتح الأندلس .
———————————————————
العواطف : تتجلى عواطف الشاعر في القصيدة في :

من خلال النظرة إلى القصيدة من مستهلها وحتى ختامها نجد أن الشاعر بدأها بغزل ووصف بسيط فيه شيء من الواقعية والسردية المباشرة ثم بحوار بسيط هو الآخر بتراكيب جميلة ولغة متواضعة قريبة للنفس  بقوله :

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا … مـا أطـيـب اللقـيا بلا ميعاد

عينان سوداوان في حجَريهما … تـتـوالــد الأبـعاد مـن أبعـاد

هل أنت إسـبـانية سـاءلـتها … قالت: وفي غـرناطة ميلادي

ومفردة “ساءلتها” حشو زائد لا محل له من المعنى أساءت للبيت كثيرا لأنه ابتدأ مستفهماً بـ “هل”

من هنا يبدأ الشاعر بمحاكاة العاطفة الكامنة لدى العربي وإيقاظ حزنه على مُلك انحسر ثم ضاع من خلال اللمحات التأريخية والقرون السبعة ورايات بني أمية مؤسسي هذه الامبراطورية العظيمة التي دامت كأطول امبراطورية على سطح الأرض ثم محاكاة “دليلته السياحية” والتي رأى في عينيها الجمال العربي وفي وجهها وخدها سماراً دمشقياً تذكر فيه أجفان “بلقيس” وجيد “سعاد”  ثم محاكاة العاطفة المتأججة في قلب العربي وحنينه للدماء الجارية في عروق هذه الحفيدة السمراء.

غرناطة وصحت قرون سبعة … في تينـك العـيـنـيـن بعد رقاد

وأمـيـة رايــاتـها مـرفــوعـــــة … وجـيــادها مـوصـولـة بـجـيـاد

ما أغرب التاريخ كيف أعادني … لحفيـدة سـمراء من أحفادي

وجـه دمشــقـي رأيـت خــلالـه … أجفان بلقيس وجيـد سـعـاد

يربط الشاعر هنا بين ملك بني أمية في دمشق ثم انتقاله إلى الاندلس على يد عبدالرحمن الداخل صقر قريش بعد انتهائه وتحول الأمر والملك إلى بغداد لبني العباس ، وهكذ يستمر وقع الأبيات واحداً تلو الآخر بمزيج جميل من الغزل والوصف للوجه العربي المتمثل في هذه العربية الحسناء الضائعة في بلاد الغرب والتي رأى في وجهها مسحة حنان ذكرته بحجرته القديمة ووجه أمه وبمدينته دمشق التي رآها في شَعْرِها الأسود وفي الثغر العربي المختزن لشموس بلاده وحدائقه وأزهاره

ورأيـت مـنـزلـنـا الـقـديـم وحـجـرة … كـانـت بها أمي تـمـد وسـادي

واليـاسـمـيــنـة رصعـت بنجومـهـا … والـبـركـة الـذهـبـيــة الإنـشــاد

ودمشـق أيـن تكون قلت تـريـنـها … في شعـرك المنساب نهر سواد

في وجهك العربي في الثغر الذي … ما زال مختـزناً شمـوس بلادي

في طيب جنات العريف ومـائهـا … في الفل في الريحان في الكباد

و “البركة الذهبية” بركة في قصر الحمراء و “جنّة الْعَرِيف” قصر وحديقة على مقربة من قصر الحمراء اتخذه ملوك غرناطة وامراؤها لأيام عطلهم وراحتهم والشاعر هنا يربط بين ذاكرته الدمشقية وما حوله من مشاهد بأسلوب جميل شارحاً ذلك لدليلته الجميلة، ولكنه لا يكاد أن ينتهي من هذا الوصف الساحر الذي ملأه فتنةً ودهشةً حتى يعود ليفاجئنا بوصف شعر فاتنته الجميلة مرة أخرى ولكن هذه المرة يقول عنه “كسنابل تركت بغير حصاد” وهذه كناية عن لون الشعر الذهبي الذي كان قد وصفه للتو بأنه “نهر سواد” فأوقع نفسه بين تشبيهين متناقضين مما أفسد على القارئ جمال وعذوبة ما قاله آنفاً.

سارت معي والشعر يلهث خلفها … كسنابـل تركـت بغيـر حصاد

ولا أظن أن هناك سنابلا بلون أسود إلا إذا كانت محترقة لا نفع فيها كما لا تصلح للوصف والتشبيه، ثم يقع في هنة أخرى حين يشبه المفرد بالجمع “القرط” بـ “الشموع” مما أوهن البيت وأضعف وقعه وتأثيره في النفس من جانب ثم جعل الصورة مرتبكة مضطربة في الذهن من جانب آخر.

يـتـألـق الـقـرط الـطـويل بجـيدها … مـثـل الـشـموع بليلـة الميـلاد

لكن قباني كان موفقاً جداً في وصف نفسه كالطفل خلف دليلته وكان موفقاً أكثر بوصف التاريخ على أنه كومة رماد فهو كذلك في بال وذاكرة العربي بعد أن استحال هذا التاريخ المدوي وهذه الحضارة الرائعة وهذا الملك العظيم لغير الأكف التي بنته وأنشأته، ومما يزيد من وطأة الحسرة في النفس أن الدول العظيمة على هذه الأرض تعاقبَها الأبناءُ ثم الأحفاد حتى يوم الدنيا هذا إلا الاندلس فقد ذهبت سداً أدراج رياح التاريخ ، فهذه اسطنبول وتلك مدن ومواريث أوروبا كانت ولا زالت بيد أهلهِا وبُناتِها.

لكن دليلته الجميلة أصابته بمقتل حين قالت: “هنا الحمراء زهو جدودنا” فكان جرحاً عظيما لا يستطيع وصفه إلا من زار الأندلس وتمعن في آثارها وما تركه العرب من حضارة عظيمه لم يمحها كر الجديدين وتعاقب الشمس والقمر، إلى جانب الكم الهائل من المؤلفات والكتب والتراجم في كل العلوم والفنون والآداب ، إنه إرث يستحق أن ينظر إليه العربي بطرف باك وقلب متصدع ولا شك.

ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي … وورائي الـــتـاريــخ كــوم رمـــاد

الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها … والزركشات على السـقوف تنادي

قالت: هنا “الحمراء” زهو جدودنا … فـاقـرأ على جـدرانـهـا أمجـادي

أمـجـادها ومسحت جرحاً نـازفاً … ومـسـحت جـرحاً ثانيـاً بفـؤادي

يـا ليت وارثـتـي الجمــيلة أدركـت … أن الــذيـن عــنـتـهم أجــــدادي

حتى ينتهي ببيت غريب جداً وهو قوله:

عانقت فيهـا عندما ودعتها … رجلاً يسمى طارق بن زياد

فبالرغم من جمال هذا البيت وما يبعثه في النفس -توهماً- من معان وأحاسيس وجدانية حاول الشاعر أن يكني بها عن إنتماء الحضارات رابطاً الحاضر -بشخص دليلته الجميلة- بالماضي بشخصية القائد طارق بن زياد الشخصية التأريخية التي كان لها الأثر الاعظم -عسكريا- في التهيئة لتأسيس الدولة الأموية في بلاد الاندلس.

إلا أنني لا أستطيع أن أتقبل قوله : “عانقت فيها عندما ودعتها “رجلاً ” بصرف النظر عن شخصية هذا الرجل، فالشاعر بعد أن انتهى بأبيات جميلة بالغزل والوصف يعود ليقلب الصورة الشعرية المجازية إلى صورة حسية صريحة بقوله “عانقت فيها رجلا”

وإني أتساءل كيف لشاعر أن يصور لنا هذه البشاعة ثم يوهمنا بالجمال فنعجب به على مدى عقود خمسة .

انا اجزم لو أن نزار قباني نظر إلى نهاية هذا النص اليوم كقارئ وما يتركه من أثر “حسي” لأعاد النظر وتردد في كتابة هذا البيت على الاقل مرة واحدة.

ولو قُدّر له أن يُعانق القائد طارق بن زياد -واقعاً- متحسساً خشونة كفيه وصلابة ذراعيه وعرض منكبيه لتردد بكتابته ألف مرة.

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص موضوع كتابه عن الأندلس مستعينا بأفكار قصيدة في مدخل ال حمراء، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.