نقد كتاب حديث الاربعاء لطه حسين؟

نقد كتاب حديث الاربعاء لطه حسين، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

نقد كتاب حديث الاربعاء لطه حسين:

لم تكن الرواية والحكاية السائدة في أسلوب طه حسين معزولة عن هيمنة نمط الكتابة الاجتماعية. فقد كان هذا النمط من الكتابة هو الغالب عليه بما في ذلك في بحوثه التاريخية والأدبية والتراثية. وقد يكون (حديث الأربعاء) و(حديث المساء) هو من بين أكثر ها شهرة وتمثيلا لهذا النمط. كما نعثر عليه في أفضل ما كتبه مقارنة بأعماله الأخرى، كما هو الحال في سلسلة البحوث والمقالات التي دونها عن أبي العلاء المعري. ففي عناوين (حديث المساء) ، كما هو الحال بالنسبة لأغلب ما كتبه عادة ما تتكون من كلمات مفردة فقط، أي بلا فكرة ولا إشكالية. أنها تعبير عن انطباع وحكاية ورواية، أو بصورة أدق أنها نموذج للكتابة الاجتماعية والسياسية والثقافية العامة، التي يمكنها المساهمة البسيطة في تربية الذهنية الاجتماعية على قيم النقد الايجابي والبناء والحر. وبمجموعها فضيلة دون شك لكنها ليست قادرة على تنظيم الفكر والفكرة. من هنا مراوحتها في المكان. بل حتى فكرة التجديد لأبي العلاء التي ترمي من حيث الإعلان إلى تجديد الرؤية النقدية الحرة والإنسانية والعربية والإسلامية من خلال تجديد الفكرة الفلسفية والأدبية والروحية والأخلاقية والعقلية الإنسانية كما وجدها عند أبي العلاء، لم تتعد في الواقع أسلوب التنوير البسيط. الأمر الذي جعل بحوثه بهذا الصدد عادية بمعايير الرؤية العلمية. انه يحاول بلورة رؤية علمية وموثقة عن حياة أبي العلاء وإبداعه، تأثره وتأثيره بالمدارس والثقافة العربية والإسلامية والعالمية كما في تقييم العام القائل، بان “أبو العلاء ثمرة من ثمار عصره، قد عمل في إنضاجها المكان والزمان، والسياسة الاجتماعية، والدين” . بمعنى تقرير أمور عادية. وهو شيء جلي أيضا في كون الكتاب من حيث الجوهر استعراض وتلخيص تاريخي بسيط للحالة السياسية والاجتماعية. وحالما ينتقل إلى ميدان الفكر فانه لا يحتوي إلا على أحكام عامة وغير دقيقة وحشو، مثل موقفه من الفلسفة الإسلامية بأنها دون اليونانية، وأنها مجرد تقليد وما شابه ذلك . بل ويضع فلسفة أبي العلاء المعري ضمن ما اسماه بفلسفة التصوف، بعد إشارته إلى ما اسماه بوجود ثلاثة أنواع من الفلسفة (الخالصة والدينية ويقصد بذلك علم الكلام، وفلسفة المتصوفة ويدرج ضمنها فلسفة أبي العلاء . هذا جهل بالاثنين وعدم دقة في الفكرة والعبارة والرؤية والتقييم.
مع ذلك كان هذه النمط من الكتابة والتفكير شديد التأثير في بيئة كانت تتصف بقدر هائل من الرؤية التقليدية. وفي هذا مأثرتها النسبية. فقد أثارت تلك الظاهرة، رغم عنفوانها وتأثيرها الملهم والمزري أيضا، حفيظة رجال الفكر والفقه وشهية العوام، لما فيها من استثارة متميزة للروح والجسد والعقل والذاكرة. وذلك لما فيها أيضا من مزاوجة بين الرؤية الموضوعية والنقدية من جهة والبقاء ضمن الماضي من جهة أخرى. غير أن الحصيلة المترتبة على هذه الأبحاث لم يكن بإمكانها أن تصنع عقلا موضوعيا ونقديا، وذلك لأنها محكومة بتقاليد الرواية. ومن ثم صعوبة إدراجها من حيث الجوهر في إشكاليات المعاصرة رغم كل دعوتها للعصرية والتجديد. إما القيمة النسبية الوحيدة لها فتكمن في نزوعها الاجتماعي وطابعها التنويري الجزئي والنسبي. وذلك لأنها كانت من حيث مقدماتها المنهجية وأسلوب تفكيرها ومستوى تحليلها وكيفي نقدها تنويرية نقدية وشكوك تنويرية. ومن ثم خلوها مما يمكن دعوته بالتنوير المنهجي. بمعنى طابعها السطحي وقدرتها على إثارة الوعي العادي أي وعي العوام غير الناضج، وغير المتربي بقواعد المعرفة المنظومية ومرجعيات الثقافة القومية والعلمية. وليس مصادفة أن يتحول ديكارت المبسط إلى شخصية محورية أو مصدر لرؤية النقدية لطه حسين. فقد كان هذا النزوع النقدي التنويري مقرونا عنده بالرجوع إلى ديكارت! مع انه لا رجوع إلا بالمعنى الزمني أي التقليدي وليس المعرفي. من هنا تحول النقد والنزعة النقدية إلى ميدان الإثارة والاستثارة مع ما فيها من تنوير محتمل. وهي الصفة التي ميزت عموم تيار عقلانية الشك واليقين والنقد والتطمين

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص نقد كتاب حديث الاربعاء لطه حسين، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.