اذكر موضعا اخر تشرع فيه الاستعاذة بالله؟

تطبيق منصة تعلم

اذكر موضعا اخر تشرع فيه الاستعاذة بالله، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

 

اذكر موضعا اخر تشرع فيه الاستعاذة بالله:

المواضع التي تشرع فيها الاستعاذة
و البسمَلةُ و هي : بسمِ اللهِ , تُشرعُ في بعضِ المواضعِ على وجه الشرطيَّةِ , و تشرعُ في بعضِها على وجهِ الاستحبابِ . فذكرُ اسمِ الله عزَّ و جلَّ شرطٌ في موضعين : عندَ الوضوءِو عند الذبحِ .

أمَّا عندَ الوضوءِ , فقدْ قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه و آلهِ وسلَّمَ :

(لا صَلاةَ لمن لا وضوءَ لهُ , و لا وضوءَ لمن لم يذكرْ اسمَ اللهِ عليه) .

فقولُه : (ولا وضوءَ لمن لم يذكر اسمَ اللهِ عليه) , كقولِه : (لا صلاةَ لمن لا وضوءَ له) .

و كما أنَّ المعنى : لا صلاةَ صحيحةً لمن لا وضوءَ له , فإن قوله : (ولا وضوءَ لمنْ لم يذكر اسمَ الله عليه) , أيضا معناهُ : لا وضوءَ صحيحا لمن لم يذكرْ اسمَ اللهِ عليه . فالتسميةُ في أولِ الوضوءِ شرطٌ في صحةِ الوضوءِ , و كذلكَ التسميةُ عندَ الذَّبحِ شرطٌ في حِلِّ الذبيحةِ ؛ لأنَّ اللهَ أمرَ بالأكلِ مما ذُكِرَ اسمُ اللهِ عليه , و نهى عن الأكلِ مما لم يذكرْ اسمُ اللهِ عليه فقالَ عزَّ وجلَّ :

{فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ }الأنعام118

و قالَ :

{ وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }الأنعام121

فالتسميةُ في هذين الموضعينِ شرطٌ , لا تحلُّ الذبيحةُ إذا تُركَتْ التسميةُ عمدا , و لا يصِحُّ الوضوءُ إذا تُركت التسميةُ عمدا . أمَّا الجاهلُ و النَّاسي عندَ الوضوءِ , و عندَ الذبحِ فنرجو اللهَ لهما العافيةَ , لأن اللهَ علَّمَنَا في دعائنا إياهُ أنْ نقولَ :

{ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا}البقرة286

و قد صحَّ في الحديثِ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ قالَ : (نعم) .

نعم لن أؤاخذَكم إذا نسيتم أو أخطأتم .

و مما تُشرَعُ عندَهُ التسميةُ على وجهِ الاستحبابِ عندَ الأكلِ و الشربِ , فيُستحبُّ لمنْ أرادَ الأكلَ أنْ يذكرَ اسمَ اللهِ , و يستحبُّ لمنْ أرادَ الشربَ أن يذكرَ اسمَ اللهِ ؛ فإنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ :

(إنَّ الشيطانَ يستحِلُّ الطعامَ ألا يُذكرَ اسمُ اللهِ عليه ) .

بمعنى: إنَّ الشيطانَ يستحلُّ الطعامَ إذا لمْ يذكرْ اسمُ اللهِ عليه .

و لمَّا أكلَ عمرُ بنِ أبي سَلَمةَ , ربيبُ النبيِّ عليه الصلاةُ والسلامُ معه , طاشَتْ يدُه في الصَّحْفةِ فقالَ له النبيُّ عليه الصلاةُ و السلامُ :

(يا غلامُ , سمِّ الله , و كلْ بيمينِك ,و كلْ مما يليكَ) .

و قال عليه الصلاةُ و السلامُ :

(إذا نَسيَ أحدُكم أنْ يقولَ عندَ أكلِهِ : بسمِ اللهِ , فليقلْ عندَ فراغهِ : بسمِ اللهِ في أولِه و آخرِهِ) .

و تُستحبُّ التسميةُ عندَ إرادةِ التعرِّي ؛ فإذا أردتَ أن تستبدِل ثيابَك ,قبلَ أنْ تتعرَّى قلْ : بسم الله , حتى لا يراكَ الشَّيطانُ , فإنَّ اللهَ تعالى قالَ في حقِّ الشيطانِ :

{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ }الأعراف027

فإذا ذكرتَ اسمَ اللهِ قبلَ أن تتعرَّى , جعلَ اللهُ بينَك و بينَ الشيطانِ حجابا مستورا ,كما في الحديثِ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال :

(سترُ ما بين عوراتِ بني آدم و بينَ الجنِّ أنْ يقولَ أحدُهم : بسمِ اللهِ) .

وكذلكَ تُستحبُّ التسميةُ عندَ دخولِ الخلاءِ ؛ أي عندَ إرادةِ دخولِ الخلاءِ لذلك المعنى . و أنتَ قائمٌ على البابِ قبلَ دخولِ الخلاءِ قلْ : بسمِ اللهِ , حتى لا تراكَ الشياطينُ قلْ:

(بسم ِاللهِ ، اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِنَ الخُبُث و الخبائث).)

كما تستحب التسمية عند الجِماعِ, لقولِهِ عليه الصلاةُ و السلامُ :

(لو أنَّ أحدَكم إذا أرادَ أنْ يأتيَ أهلَهُ قالَ : بسمِ الله , اللهم جنِّبْنَا الشيطانَ و جَنِّبْ الشَّيطانَ ما رزقْتَنَا , فإنَّهُ إنْ قُدِّرَ بينهما ولَدٌ , لم يكنْ للشيطانِ منهُ نصيبٌ ) .

كما تُستحبُّ التسميةُ عندَ دخولِ البيتِ , فإذا دخلتَ دارَكَ فقُلْ :

( بسمِ اللهِ ) , و سلِّم على أهلِكَ تحيةً طيبةً مباركةً منْ عندِ اللهِ عزَّ و جلَّ).

فإنَّكَ إذا ذكرتَ اسمَ اللهِ عندَ دخولِكَ , خرجَ الشيطانُ . و إذا غفلتَ عن ذكرِ اللهِ عند دخولِكَ , و عندَ عشائكَ تعَشَّى الشيطانُ معكَ و باتَ , كما في الحديثِ عن النبيِّ عليه الصلاةُ و السلامُ :

(إنَّ الرجلَ إذا دخلَ دارَهُ فذكرَ اسمَ اللهِ , و حضرَ طعامُه فذكرَ اسمَ اللهِ . قالَ الشَّيطانُ لأعوانِهِ : لا مبيتَ لكم و لا عشاء . فإذا دخلَ فلم يذكرْ اسمَ اللهِ , و حضر طعامُه فلم يذكرْ اسمَ اللهِ قالَ الشيطانُ لأعوانِهِ أدركتُمُ العشاءَ و المبيتَ ) .

فلا يُنْسِينَّكَ الشيطانُ ذكرَ اللهِ عندَ دخولِ بيتِكَ . و أنتَ تفتحُ البابَ قلْ : بسمِ اللهِ , السلامُ عليكم , حتى تهربَ الشياطينُ منكَ .

كما تُستحبُّ التسميةُ عندَ خروجِك من البيتِ , كما في الحديثِ عن النبيِّ عليه الصلاةُ و السلامُ أنَّهُ قالَ :

منْ قالَ (يعني إذا خرجَ من بيتِه) : بسمِ اللهِ , توكلْتُ على اللهِ , و لا حولَ و لا قوةَ إلا باللهِ , يُقالُ له : هُديتَ و كُفيتَ و وقيتَ , و تَنَحَّى عنهُ الشَّيطانُ يومَه ذاكَ) .

و في روايةٍ : (فيقولُ الشيطانُ لآخرَ كيفَ لكَ برجُلٍ قدْ هُديَ و كُفيَ و وقيَ ) .

و تُستحبُّ التسميةُ عندَ دخولِ المسجدِ و عندَ الخروجِ منهُ :

(فإذا دخلْتَ المسجدَ فقدِّمْ رجلَكَ اليمنى , وقُلْ : بسمِ اللهِ اللهمَّ صلِّ على محمدٍ و سلِّم ، اللهمَّ افتحْ لي أبوابَ رحمتِكَ . و إذا خرجْتَ قدِّم رجلَك اليسرى و قلْ : بسمِ اللهِ , اللهمَّ صلِّ على محمدٍ و سلِّمْ ، اللهمَّ اغفرْ لي ذُنوبي) .

كما تُستحبُّ التسميةُ عندَ الرُّقيةِ , فقدْ أمرَ النبيُّ عليه الصلاةُ و السلام ُمَنْ اشتكَى , أنْ يضعَ يدَهُ اليمنى على موضعِ الألمِ و يقولَ :

(بسمِ اللهِ , ثلاثا , أعوذُ بعزةِ اللهِ و قدرتِه مِن شرِّ ما أجدُ و أحاذِرُ , سبعا) .

و في الحديثِ أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ :

(يا محمدُ , اشتكيت قالَ الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : نعم . قالَ جبريل : بسمِ اللهِ أرقيكَ , مِنْ كُلِّ داءٍ يؤذيكَ , و مِنْ شرِّ كلِّ عينٍ و حاسِدٍ , اللهُ يشفيكَ) .

فهذهِ بعضُ المواضعِ التي تُستحبُّ فيها التسميةُ .

و منَ الجديرِ بالذِّكرِ أنَّهُ ينبغي لمن ذَكرَ اسمَ اللهِ , أنْ يقتصرَ على قولهِ : بسمِ اللهِ و لا يزيدَ :الرحمنِ الرحيمِ ؛ لأنَّ الأذكارَ توقيفيَّةٌ , لا تجوزُ الزيادةُ عليها , و لا النقصُ منها , كما في الحديثِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ للبراءِ بنِ عازبٍ :

( إذا أويتَ إلى فراشِكَ , فتوضَّأ وضؤكَ للصلاةِ , و اضطَجِعْ على شِقِّكَ الأيمنِ ثم قُلْ : اللهمَّ أسلمْتُ نفسي إليكَ , و وجَّهْتُ و جهي إليكَ , و فوَّضتُ أمري إليكَ , و ألجأتُ ظهري إليكَ , رغبةً و رهبةً إليكَ , لا ملجأ و لا مَنْجى مِنك إلا إليكَ , آمنتُ بكتابِك الذي أنزلْت َو نبيِّكَ الذي أرسلْتَ , ثمَّ قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : حفظتَهُنَّ قالَ : نعم يا رسولَ اللهِ . قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : اقرأ عليَّ . فلمَّا انتهى إلى قولِه : و نبيِّكَ الذي أرسلْتَ , قالَ : و رسولِكَ الذي أرسلْتَ . قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : لا , و نبيِّكَ الذي أرسلْتَ) .

فالبراءُ استبْدلَ لفظَ نبيكَ , بلفظِ رسولِك , قال : و رسولِكَ الذي أرسلتَ لكنَّ الرسولَ صلَّى اللهُ عليه و سلَّم لم يؤيدْهُ على ذلِك.قال صلَّى الله عليه وسلَّمَ : لا, و نبيِّكَ الذي أرسلتَ ؛ أي قلْ : و نبيِّكَ الذي أرسلْتَ.

فالألفاظُ الشرعيةُ تعبديَّةٌ توقيفيَّةٌ , لا تجوزُ الزيادةُ عليها , و لا النَّقصُ مِنها. فإذا أردتَ الوضوءَ قلْ : (بسمِ اللهِ) , لا تقُلْ : (بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ) . و عند الأكلِ قلْ : (بسمِ اللهِ) , لا تقل : (بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ) , لأنَّ النبيَّ عليه الصلاةُ و السلامُ قالَ : إذا أرادَ أحدُكم الخلاءَ فليقُلْ : (بسمِ اللهِ ، اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ و الخَبائثِ) ,فهلْ يجوزُ منْ حيثُ الروايةِ , أنْ ترويَ أنتَ ؛ أي أنْ تقولَ : قالَ عليه الصلاةُ والسلامُ : (إذا دخلَ أحدُكم الخلاءَ فليقُلْ بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ ، اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الخُبثِ و الخبائثِ) لا تجوزُ الروايةُ بالزيادةِ , لأنَّ النبيَّ لم يقلْ هكذا . إذنْ هذه الزيادةُ باطلِةٌ . فكما لا تجوزُ الزيادةُ في الروايةِ , لا تجوزُ الزيادةُ في العملِ .

 

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص اذكر موضعا اخر تشرع فيه الاستعاذة بالله، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.