ماهو الفرق بين الفرد والشخصية

تطبيق منصة تعلم

ماهو الفرق بين الفرد والشخصية، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

ماهو الفرق بين الفرد والشخصية:

خطة البحث :
الفرد والشخصية
الفصل الاول: ماهية الفرد
الباب الاول : مفهوم الفرد
أ/لغة
ب/ اصطلاحا
الباب الثاني : تطور مفهوم الفرد
الباب الثالث : خصائص الفرد
الباب الرابع : العلاقة بين الفرد والمجتمع
الفصل الثاني : ماهية الشخصية
الباب الاول : تعريف الشخصية
ا.مفهوم الشخصية
ب/عند علماء النفس
ج/ عند علماء الاجتماع
د/تعريفات اخرى
الباب الثاني : انواع الشخصيات
الباب الثالث : خصائص الشخصية
الباب الرابع : العلاقة بين الشخصية والمجتمع
الخاتمة
المراجع
مقدمة
يعتبر الفرد إنسان (شخص) أو أي شيء محدد يشكل كينونة مستقلة بحد ذاتها، أي أنه غير قابل للانقسام والتجزئة، فيعامل ككل واحد.بحسب المفهوم الشائع بين الناس فإن لفظة فرد التي مجموعها أفراد تشير إلى الأشخاص. يشكل مجموع الأفراد نواة المجتمع
الفصل الاول : ماهية الفرد
الباب الاول : تعريف الفرد
أ.. لغة
قد ظهر الفرد في اللغة العربية الكلاسيكية بمعنى “الوتر، والجمع أفرادًا وفرادى، والفرد نصف الزوج ولا نظير له. وتأتي كلمة تفرّد بمعنى انعزل وتميز عن غيره” والفرد “هو المتفرد والمتميز عن القطيع أو الجماعة، فنقول أفرد زيد بالأمر تفرد به، وتفرد بالأمر أي كان فيه فردًا لا نظير له”. وشكل الفرد بوصفه اصطلاحًا إنسان أحادي منفرد، ويحوي هذا المفهوم معنى آخر، هو الكلية التي لا يمكن تجزئتها إلى مكوّن أصغر.
( قاموسالمحيط . لسان العرب )
ب..اصطلاحا:
ما الفرد على وفق المنظور الأنثرو-سوسيولوجي ؛ فيُعرف بشكل عام في هذا المجال استنادًا إلى علاقته بالمجتمع والجماعة، أو بوصفه الوحدة المرجعية الأساسية، سواء إليه بالذات أو بالنسبة إلى المجتمع.
بمعنى آخر، إنه يعيد إنتاج نفسه على مستوى الذات والموضوع والعلاقة مع الآخر المجتمعي، استنادًا إلى قراراته الذاتية، وبالتالي هو يصنع مصيره الخاص وفقًا لتلك القرارات والأفعال والعلاقات التي يمدها مع وحدات المجتمع الأخرى، إنه قادر على بيان مصيره الخاص، وفقًا إلى قدرته المتمايزة على تغير عوالمه الذاتية ومن ثم إعادة تشكيل العالم.
( تطور مفهوم الفرد للدكتور علاء جواد
الباب الثاني : تطور مفهوم الفرد
يقول الدكتور علاء جواد في كتابه تطور مفهوم الفرد :
ما تاريخيًا، فقد كان الإنسان مرتبطًا بالجماعة، سواء كانت القبيلة أو الفصيلة أو غيرها:
وتميز الدراسات الأنثروبولوجية حقيقة أن الكائنات الإنسانية تولد وهي تنتمي إلى عوائل محددة، وطوائف وعشائر وجماعات دينية، وإلى المجتمع الأوسع. أما في المجتمعات القبيلية، كانت منزلتهم الاجتماعية تحدد هويتهم بحيث يعرفون أنفسهم ويعرفهم الآخرون بأنهم أبناء فلان وبناته. وأفراد تلك الطائفة المعينة، أو المقيمين في قرية بذاتها، أو أتباع دين بعينه. ونادرًا ما كانوا يرون أنفسهم كأشخاص فريدين لديهم حياتهم الخاصة وأهدافهم الشخصية.
أما عن بداية ظهور مصطلح الفرد فيقول:
من هنا، إن الغرب وبالتحديد أثينا وروما هما بالتحديد أول المدن التي شهدت انبثاق فكرة الفرد أو الشخص، بالرغم من أن منزلتهم الاجتماعية كانت تعني الكثير لهم، وتحدد جزءًا من هويتهم، فقد رأى الأفراد أيضًا أنفسهم كأشخاص فريدين، يتمتعون بجزء من الحياة الخاصة بهم، وما كانوا فيه عرضة لمساءله أحد.
ويعقب قائلًا موضحًا:
لكن هناك مسألة أساسية جدًا يجب ملاحظتها بتروي، تلك هي أن الفرد بوصفه كائنًا بايولوجيًا كان موجودًا على الدوام. أما الفرد بوصفه انكشافًا ذاتيًا، فتلك قضية مرتبطة إلى حد كبير بمسائل ومظاهر الحداثة الاجتماعية التي رافقت الانفتاح الاقتصادي منذ القرن الثامن عشر، وهذا على الأقل رأي (دو توكفيل) الذي دعمه كثيرًا (بيكو بارك) في تحليله أن الحداثة كانت قد أشرت انبثاق تصور جديد عن الشخص، وهو يدعم أهمية فكرة الحداثة ويجعلها الأساس الذي تنبثق عنه فكرة الفرد أو الشخص أو الذات. لقد أشرت الحداثة انبثاق فكرة الفرد، التي دمرت كثيرًا من المؤسسات الاجتماعية التقليدية، وحولت غيرها تحويلًا جذريًا، وحررت الرجال والنساء لاحقًا من الهويات الموروثة أو النسبية، وعرفتهم بأنهم أفرادًا أحرارًا يمتلكون قرارة أنفسهم، ويرغبون في اتخاذ خياراتهم، ويشكلون حياتهم، ويكونون علاقاتهم من الآخرين.
ويقول بعد ذلك عن الفردية أو الفرادة، بمعنى التميز الفردي:
أما الفردية أو الفرادة كفكرة أو كلمة جديدة فهي تشير بالدرجة الأساس إلى ما يميز الأفراد ويفرزهم عن الآخرين. وهي لا تنطوي على الكثير من السمات الطبيعية التي يشترك بها الجميع في الولادة بقدر ما تنطوي على إنجازاتهم العقلية والأخلاقية الفريدة، ونوع الشخص الذي صاغوا به أنفسهم، وفكرة الفردنة لها تأريخها الخاص. […] لقد كتب (لويس دمون) : “إن الفردانية هي القيمة الأساسية للمجتمعات الحديثة”، وكتب أيضًا: “ما إن يطرح على هذا الأساس التعارض بين النزعة الفردانية والفيضية فجأة، كل عودة مزعومة إلى الفيضية على صعيد الأمة الحديثة تظهر بوصفها مشروع كذب وقمع .. الواقع أن الشمولية تعبر بطريقة درامية عن شيء ما نلقاه دومًا ومن جديد في العالم المعاصر، هو أن الفردانية كلية القدرة من جهة، ومسكونة باستمرار، وبصورة نهائية، بضدها من جهة أخرى”.
ثم يذكر رأي (دوركايم) عن الفردية:
يفضل (دوركايم) استعمال مفهوم الأنانية على مفهوم الفردية، على الرغم من أن المفهومين لا يتطابقان، فإنهما مترابطان بقوة الواحد مع الآخر في تحليلاته. ويؤشر (دوركايم) في كتابه (الانتحار) على مجموعة من المعايير التي نلخصها هنا حول بروز ظاهرة الفردية وفق (دوركايم) على الشكل الآتي:
معيار (١) تظهر الفردية متلازمة مع زعزعة المعتقدات التقليدية. لكن تطور الفردية لا يتعلق فقط بالمتغيرات الثقافية.
معيار (٢) إنه نتيجة لدرجة اندماج المجموعات الاجتماعية التي يشكل الفرد جزءًا منها.
معيار (٣) تميل الفردية إلى النمو في المجتمعات الحديثة.
يعود بعد ذلك إلى تأريخ الفكرة وتطورها، فيستشهد بالفيلسوف (إيريك فروم) في مقولته:
“إن التاريخ الأوروبي والأمريكي مند نهاية العصور الوسطى هو تاريخ ظهور الفرد الكامل […] ولكن على حين أن الفرد قد نما في وجوه عديدة، فقد نما انفعاليًا وعقليًا وهو يشارك في منجزات ثقافية إلى حد غير مسموع به من قبل”
يوضح ذلك، فيقول:
لقد اختفى الفرد في مجتمع العصور الوسطى لأنها كانت -كما يخبرنا (كافيين)-
مجتمعات مقسمة إلى طبقات شديدة التنظيم والاستقرار والثبات، مرورًا إلى طبقات تتصف بالانغلاق المطلق على نفسها، وهذا يعني أن الفرد كان عاجزًا تقريبًا عن شق طريقه من طبقة إلى أخرى. ومن ثم كانت نظرة الفرد إلى نفسه في المحل الأول هي أنه عضو في طبقة مغلقة أو مهنة ومن ثم إن هويته الأساسية تتشكل تبعًا على ذلك. […] وبما أن الأفراد يستمدون هويتهم من الجماعات التي يولدون ويموتون بين ظهرانيها، فقد تركزت آمالهم ومطامحهم على الجماعة لا على أنفسهم ويترتب على ذلك أنهم كانوا ينعمون بشعور الانتماء والأمن أكبر بكثير مما يشعر به أفراد العصر الحديث. ويفسر (فروم) هذه الحالة وفق التالي: “إن ما يميز مجتمع القرون الوسطى في تباينه عن المجتمع الحديث هو انعدام الحرية الفردية. فقد كان الفرد في تلك الفترة الباكرة مقيدًا بدوره في النظام الاجتماعي. وكانت لدى المرء فرصة ضئيلة للانتقال اجتماعيًا من طبقة إلى طبقة أخرى، ويكاد لا يكون في مقدوره حتى أن ينتقل جغرافيًا من مدينة إلى أخرى أو من بلد إلى آخر. فكان عليه أن يبقى حيث وُلد مع استثناءات قليلة”.
ينتقل بعد ذلك إلى عصر النهضة، والتطور الكبير في تطبيق مفهوم الفردية، فيقول:
لقد ابتدأنا بمناقشة عصر النهضة لأن هذا العصر هو فعلًا بداية الفرد الحديث الذي تحول في عصر (جان جاك روسو) وتوج الفرد ملكًا على نفسه وعلى العالم. […] إن المسلمات الفردية لعصر الرومانسية من (روسو) إلى منتصف القرن التاسع عشر التي شكلت ذخيرة من الصور والأفكار التي أصبحت منذ ذلك الحين جوهر النزعة والفكرة الفردية، هي بعينها مسلمات (أميرسون) في مقاله ؛ الاعتماد على الذات “إن إيمانك برأيك واعتقادك بأن ما تعتقد به في صميم فؤادك أنه حق هو عند الناس جميعًا، لهو عبقرية بعينها، فلتثق بنفسك فإن الأفئدة لتهتز لهذا الوتر العنيد”.
شهدت هذه المرحلة تطورًا في مفهوم الفرد، ويذيّل فكرته
باستشهاد آخر من (كافيين):
بعد هذه المرحلة شهدت مقولة [الفرد] منتصف القرن التاسع عشر تطورًا وانتشارًا سريعًا، “فالعبقري، والبطل والرافض والفنان والمفكر والرائد والمخترع إنما هي من بنات خيال القرن التاسع عشر. إنه القرن الذي أظهر أهمية الخيال والإبداع والشخصية والتعبير عن الذات والأحلام واللاشعور والوعي بالذات في الثقافة الأوروبية والأمريكية”
.هذا التغيير شهد بعد فترة ما تحولًا سلبيًا لم يكن في الحسبان:
لكن ظهور هذا النوع من الاستقلال الذاتي كان مشوبًا بالكثير من القلق، ورافقته الكثير من الأزمات التي ربما أطاحت به من جديد مع ظهور المجتمعات الصناعية في مراحلها التكنولوجية، ومن ثم نشوب الحرب العالمية الثانية التي شكلت تدهورًا دراميتيكيًا للفكرة الإنسانية برمتها، وبموازاتها تحطمت من جديد الأسس الغضة، حديثة العهد للفردانية. فلقد ظهرت مع تقادم التطور الرأسمالي للعمل وتطور الآلة، انتكاسة أخرى للفرد المختلف والمتمايز. لقد سحق المجتمع الصناعي الفردَ نهائيًا. وأصبح الأمر على النحو التالي ؛ لقد زادت الآلة والتنظيم الصناعي الصارم في المجتمع الرأسمالي من قدرة العامل على إنجاز عمله بدقة وسرعة بدت في تزايد مطرد، لكن المشكلة بحسب عالم الاجتماع الاقتصادي (ثورشتاين فيبلن) تكمن أن عمل الآلة بدأ السيطرة على العمل ويهمن على مقدراته.
يشرح بعد ذلك الأزمة الحاصلة للفرد في ظل الآلة، يقول:
وهذا يعكس الأزمة الجديدة التي يعانيها الفرد في المجتمعات الحديثة القائمة على الصناعة المتقدمة، فالمصنع الحديث وأنماط العمل فيه التي ترتكز على الآلات لا يشجع العمال على التعبير عن مقدرتهم على الخلق، وهو ما كانت تقوم به الآلات والأدوات البسيطة في أنظمة العمل التقليدية، وإنما يتطلب انتباهًا دائمًا وتفكيرًا آليًا ومسايرة لما هو موجود. لقد أصبحت مهمة العامل مسارة الآلة والانقياد المطلق لمتطلباتها ما يؤدي إلى تنميط الحياة الذهنية للعامل في إطار العملية الآلية التي تزداد إحكامًا وثباتًا كلما زاد شمول وكمال العملية الصناعية التي يلعب فيها دورًا.
كل ذلك أنتج شكلًا جديدًا للفرد:
إن هذه التحولات الاجتماعية أنتجت نمط [الإنسان المعذب]. المأزوم الذي نجم بلا شك عن حقيقة جديرة بالفحص والدراسة، وهي أن نجاح الأنظمة الرأسمالية الحديثة كان قد حطم الأمان التقليدي الذي كانت تتمتع به الأسرة والقرية والطائفة الحرفية والكنسية في المجتمع التقليدي.وكان بعد ذلك التحول الحديث للمفهوم:
لكن بعد التسعينيات سنشهد مجددًا انبثاق صورة أخرى عن الفرد، لا هي صورة الفرد التي تحدث عنها (ليبوفتسكي): المؤطرة بالمتعية الأنانية، والمظهرة للفرد على أنه الأناني المنطوي على نفسه، ولا هي صورة الذات المريدية، التي تستثمر حياتها، ثمت صيغة أخرى فرضت نفسها، أكثر تمزقًا، وقلقًا وانفجارًا وعذابًا. إنها صورة الفرد غير الأكيد من نفسه، الحائر الذي وصفه (آلان اهرنبورغ) قائلًا: “يبدو أن الفرد المتألم قد أخذ مكان الفرد المنتصر”.
الباب الثالث : خصائص الفرد
الباب الثالث: خصائص الفرد
لا يمكن فهم اداء الافراد من دون معرفة الخصائص الفردية التي تؤثر على السلوك والأداء. لذلك لابد من توضيح بعض هذه الخصائص منها:
· الدافعية (وهي القوة النفسية الدافعة للسلوك).
· الشخصية (وهي مجموعة الأوجه العديدة التي تشكل الفرد).
· الإدراك (وهو المعالجة الانتقائية للمعلومات التي تفضي إلى سلوك قصير المدى).
· التعلم (وهو تعديل السلوك بصورة مستمرة ولمدى طويل).
· الرضا الوظيفي(وهو الاتجاهات التي يكونها الفرد نحو عمله).
وتلعب القدرة (مقدرات الأداء الثابتة أو المحتملة) دورا في تكييف هذه الخصائص، وتشترك الخصائص الخمس في أنها تؤثر كلها على السلوك والأداء، وتعيش جميعها في العقل البشري. وبذلك تكون غير محسوسة أو قابلة للملاحظة المباشرة.
الباب الرابع : العلاقة بين الفرد والجماعة
في البدايه نؤكد ان العلاقه بين الفرد والمجتمع علاقة تكاملية فكلاهما مكملا للآخر
ولا يمكن للفرد ان يرقى بدون المجتمع ومن المحال ان تلقى مجتمع راقي بدون أفراده
من هذا المنطلق تبدأ دورة الحياة ويحاك سيناريو الواقع ؛ فالفرد جزء لايتجزا من المجتمع وكل فرد في المجتمع يمثل عضوا فيه لتكون لنا جسدا متين للمجتمع فلو قام كل فرد بدوه سنرى مجتمع معافى ذو مستقبل مشرق وجيل واعي ومثقف يسطر أروع الأمثله في التحضر و النهوض بالمجتمع الذي أصبح بضرورة خاصه للتصالح مع الفرد الذي يعد لبنة بنائه وحجر أساسه …. ومن المنطق السليم يمكن القول لا مجتمع سليم إلا بالفرد السليم …
ولكن يجدر الاشاره هنا ومن باب الانصاف وبمبدأ العداله ألى ضرورة خلق مجال خصب وإتاحة الفرصه للفرد لكي ينهض بمجتمعه ؛ وهذا لا يتحقق إلا في المجتمع الذي يكون نموذجا في الرفد والعطاء للفرد ليخلق للفرد بيئة خصبة لكي يبدع ويعود على المجتمع بالخير والعطاء ويقدم كل ما لديه بكل تفاني و إخلاص …
نستنتج مما سبق ضرورة تقليص الفجوة بين الفرد والمجتمع لبناء علاقة وطيده وهذا مربوط بضروة العمل الجماعي والتفاعل مع قضايا وهموم الافراد والمبادره بتذييل الصعاب أمام الفرد
عندها سنرى مجتمع ينعم بالخير والنماء ؛ لان الفرد بدون مجتمعه لاشيء لانه جزء من كل ولا يمكن للجز أن ينطلق بدون الكل وبالتــــــــــالي يجب على المجتمع أن يعيد حساباته تجاه الفرد حتى يتسنى للمجتمع أن يحأسب الفرد ويحكم على فعاليته من عدمها وليس أن يحكم على الفرد بالفشل دون أن يقدم له أدنى شيء يذكر….
وما يصح الا الصحيح
……………………………………………………………………………….
الفصل الثاني : ماهية الشخصية
الباب الاول : تعريف الشخصية
الفصل الثاني: ماهية الشخصية
الباب الاول : تعريف الشخصية
ا.مفهوم الشخصية
يصف مفهوم الشخصية مجموعة السمات التي تكوّن شخصية الأفراد، وهذه السمات تختلف من شخص إلى آخر، حيث يتفرّد كلّ شخص بصفات تميّزه عن غيره، ويندرج تحت مصطلح الشخصية في العادة مفهومان أو معنيان وهما: المهارات الاجتماعية والتفاعلية مع البيئة الخارجيّة، كما تشترك الكثير من العلوم في دراسة مكنونات الشخصية الإنسانية وما وراءها بمنظور علمي ومتخصص من أهمها: علم النفس وعلم الاجتماع، وعلم الطب النفسي
من أبرز تعريفات علماء النفس للشخصية:[٣] عرّفها العالم كمف بأنّها الطرق والاستجابات التوافقيّة للفرد مع بيئته؛ أي حالة التوازن بين الدوافع الذاتيّة والمُتطلّبات البيئيّة. وكان تعريف مورتن بريس يفسّر الشخصية على أنّها المجموع الشامل لخصائص الفرد، والاستعدادات البيولوجيّة المورّثة، والخبرات والأنماط المكتسَبة من البيئة الخارجيّة، ويركز هذا التعريف على النواحي والجوانب الداخليّة التي تُكوِّن شخصية الفرد. عرّف بودن الشخصيّة على أنها الاتجاهات والميول المتأصّلة والثابتة عند الإنسان، والتي تضبط عمليّة التوافق بين الفرد وبيئته. وعرّف روباك الشخصيّة بأنها مجموعة من الاستجابات والاستعدادات والاتجاهات الاجتماعيّة والمعرفيّة والانفعاليّة. وعرّفها ماي وفليمنغ بأنها مُجمل السمات والصفات والعادات التي من شأنها التأثير في الآخرين واتجاهاتهم. وكان تعريف عثمان فراح للشخصيّة على أنها التنظيم الهيكليّ الداخليّ لاستجابات الفرد الانفعاليّة الذاتيّة والخارجيّة، بالإضافة إلى العمليات العقلية العليا، كالإدراك والتذكّر التي تحدّد شكل الأنماط السلوكيّة الاستجابية للفرد.
[٤] تعريفات علماء الاجتماع للشخصية عرف علماء الاجتماع الشخصيّة تعريفات عدة باعتبارها أحد العناصر الأساسيّة للحقيقة الاجتماعيّة، فكان من أبرز هذه التعريفات:[٢] عرّف بيسانر الشخصية على أنها العادات والأنماط والسمات الخاصّة بفرد معين، والتي تَنتُج عن العوامل الوراثيّة البيولوجيّة والاجتماعيّة المُكتسَبة والثقافية. وعرف كلٌّ من أوجبرن ونيمكوف الشخصيّة على أنها التوافق والتكامل النفسيّ والاجتماعيّ للسلوك الإنسانيّ، حيث يُعبّر هذا التوافق عن العادات، والاتجاهات، والآراء، والاستجابات المختلفة لكافة المثيرات. مفهوم الشخصية في الفلسفة بدأ الحديث عن مفهوم الشخصية في القرن الخامس قبل الميلاد، وكان أول من أشار إلى شرح ودراسة الشخصيّة ومكنوناتها الفيلسوف هيبوقرا، حيث كان يرى أنّ أهم العوامل التي تُحدّد بها الشخصية هي المزاج، والأخلاق، والطبقات الاجتماعيّة، أما الفيلسوف كارتيشمر فقسّم الشخصيّة إلى جانبين مُهمّين مُكمّلَين لبعضهما ومن غير الممكن الفصل بينهما، وهما: جانب المظهر الذاتي وهو اتجاهات الذات ونظرتها نحو نفسها، وجانب المظهر الموضوعيّ المتعلّق بالاستجابات للمثيرات المختلفة والتفاعل مع الآخرين. يظهر ارتباط المظهر الذاتي بالمظهر الموضوعي في أنّ الشعور بالتفرّد والتميّز في مهارة أو مجال معين بين الآخرين متطلّب واضح للمظهر الذاتي والنظرة الذاتية.[٥]
تعريفات أخرى للشخصية هناك الكثير من التعريفات العلمية الأخرى لمفهوم الشخصية، ومنها: الشخصيّة هي التنظيم الشخصيّ للفرد، والذي يحوي جميع الأنماط والتفاعلات السلوكيّة التي لها الدور المهم في اختياره لطريقته الخاصة في تكيفه وتفاعله مع بيئته.[٦] مجموعة من الصفات والسمات الانفعاليّة والاجتماعيّة والجسميّة والعقلية التي تميز الفرد عن من حوله سواءً كانت بيولوجيّة فطريّة موروثة أو بيئية مكتسَبة
الباب الثاني: انواع الشخصيات
الشخصية الاجتماعية يُعرف أصحاب هذا النوع من الشخصيات بحبّهم للاهتمام والتواصل مع أفراد المجتمع، ولذا فهم يستخدمون مهارات الاتصال، وعلاقاتهم بالناس في الوصول إلى نجاحاتهم، ومن المعروف لدى هؤلاء الأشخاص حبّهم للكلام والثرثرة، وهم قادرون جداً على جذب الآخرين إليهم، كما أنّهم يتميزون بالنشاط ويمتلئون بالطاقة عند العمل مع الآخرين، وغالباً ما تبدو عليهم علامات التفاؤل، والمزاج الحسن
الشخصية الانطوائية يُعتبر الانسحاب والانطواء أحد أبرز سمات هذه الشخصية، والتي يمتاز أصحابها بالميل إلى العزلة والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية التي تشكّل بالنسبة إليهم أمراً مزعجاً وغير مريح، وفي الوقت الذي يخلط فيه البعض بين الشخصية الانطوائية وصفة الخجل، إلا أن الشخص الخجول قد يكون انطوائياً أو اجتماعياً، ومن جانب آخر فإنّ الانطوائيين يختارون الأنشطة بدقة، وبعد التفكير العميق، ويفضلون العمل الفردي على الجماعي.[٢]
الشخصية النرجسية تبدو الشخصية النرجسية على أنّها نموذج يصوّر حب الذات المفرط لدى الأشخاص، إلّا أنّها تعكس في حقيقتها الصورة الداخلية المتمثلة بتدني الشعور بالذات، واحترام النفس لدى صاحبها، وتعتبر هذه الشخصية من أنواع الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تجعل من المصاب بها يعتقد على أنّه على درجة عالية من الكمال والتفوّق، ويتصّف هؤلاء الأشخاص برفضهم المطلق للنقد البنّاء، إضافة إلى التفكير المبالغ فيه، وهم يشعرون بالعظمة التي تعطيعهم شعوراً وهمياً بالتفوق، وأنهم فريدون ولا يمكن فهمهم من قبل الأشخاص العاديين، ورغم ما يظهر عليه هؤلاء الأشخاص إلاّ أنّهم حساسون جداً، ويفسّرون بأنّ ما يُوجّه إليهم من اهتمام أو رعاية على أنّه مهاجمة لهم.[٣]
الشخصية العصبية يتصّف أصحاب الشخصية العصبية بمجموعة من الصفات التي تميّزهم عن غيرهم، وهذه الصفات هي:[٥] شدة التفاعل. سرعة الانفعال. الهياج عند تلقّيهم أخباراً مزعجة. عدم الاستقرار، وانعدام الطمأنينة والأمان.
الباب الثالث : خصائص الشخصية
خصائص الشخصية
هناك من يقسم خصائص الشخصية الى الاتي :
1- الافتراضية :- ان الشخصية مكون افتراضي يتم التعرف عليه من خلال السلوك الذي يمكن ملاحظته وقياسه .
2- التفرد :- تتميز الشخصية بالتفرد ، حيث تختلف من شخص لاخر .
3- التكامل :- الشخصية هي نظام متكامل من الجوانب البدنية والمعرفية والانفعالية للفرد .
4- الديناميكية :- الشخصية هي نتاج للعلاقة المتحركة غير الثابتة بين الفرد من جهة وبيئته الثقافية من جهة اخرى .
5- الاستعداد للسلوك :- الشخصية هي تنظيم مستعد لانماط معينة في السلوك .
6- الزمنية :- ترتبط الشخصية بالزمن حيث لها ماضي وحاضر ومستقبل .
انماط الشخصية
جاءت المحاولات الالى في دراسة انماط الشخصية من الفيلسوف ابقراط ، وكان يرى ان الامزجة تعود الى انواع اوالى انماط الشخصية فقسمها الى النمط البلغمي ،والسوداوي ،والصفراوي ،والدموي ،وحاول ان يفهم الشخصية الانسانية في ضوء هذه الانماط وربطها برؤيته الفلسفية ،بعد ذلك جاءت محاولات شولدون وكرتشمر اللذان درسا نمط الشخصية حسب البنية ، فهناك المكتنز وهناك النحيف وهناك الرياضي وهؤلاء يمتلكون صفات ومن خلالها فسر الشخصية. .لذا فان للشخصية الانسانية انماط عدة :
1- الشخصية الاضطهادية : وهي الشخصية التي يكون فيها الشخص قليل الصداقات ،فهو لا يحب ان يمون صداقات مع الاخرين وخاصة العائلية ، حيث يسعى لعزل اسرته عن الاخرين واذا كان شخصا متزوجا فهو شخص سيء الظن متشدد ولا يثق في اقرب الناس اليه ،ويعتقد بخيانة كثيرين من الناس له ،كما تمتاز شخصيته بفشلها في التعامل مع الاخرين ولا تثق بهم وشكاكة وغيورة جدا ،وعلى مستوى العمل يفضل العمل بمفرده ولا ينجح في التعاون مع الاخرين والعمل ضمن فريق ويمتاز بانه كاتم للأسرار ولا يبوح بالسر.
2- الشخصية السيكوباتية: الشخصية الإجرامية، كان قديما في روسيا يختارون السجانين من هذه الشخصية ،لعد شعوره بالذنب عند قيامه بالتعذيب للمسجونين ،كما ان هذا الشخص لا يستجيب للثواب والعقاب ويعادي اجهزة النظام كالشرطة، ويكون ماديا حيث يستغل الجميع لتحقيق مصلحته الذاتية ،ويكون انانيا صاحب ضمير ضعيف ،ولا يتحمل المسئولية ،ويحب تحقيق اللذة بأية وسيلة ،ويسعى دائما للحصول عليها في كل مكان ،وبأي ثمن ،ولا يتعلم من اغلاطه ويميل الى الانحراف الجنسي الى الاجرام .
3- الشخصية الاجتنابية : وهي الشخصية التي تتجنب الاخرين وتفضل عدم التعامل معهم بسبب عائد اليهم الا انها تخاف ان يرفضوها على الرغم من انها تتمنى تكوين علاقات مع الاخرين الا انها تفشل في تحقيق ذلك ،ويفضل اصحاب هذه الشخصية العزلة والانفراد.
4- الشخصية الفصامية: هذه الشخصية تحمل بذور مرض الفصام، 26% من المصابين بمرض الفصام عندهم هذه الشخصية، الشخصية الفصامية هي شخصية باردة المشاعر، ذلك الشخص الذي يستمتع بالانطواء، لا ينطوي خجلا من الناس أو عدم الثقة بالنفس إنما يستمتع بذلك الانطواء، ميزة هذه الشخصية في برودة الانفعالات، ربما عند الزواج تتعب معه زوجته، تقول لا يحبني (هذا الشخص يقاس بالأفعال والمواقف، لا يقاس بالكلمات).
5- الشخصية شبه الفصامية (الانطوائية) :خجول جدا غير اجتماعي صفاته قريبة من صفات الشخصية الاجتنابية مع فارق ان الشخصية الاجتنابية تبتعد عن الناس لأنها تخشاهم اما الشخصية الانطوائية فهي تبتعد عنهم لأنها لا تريدهم.
6- الشخصية النرجسية: يسعى صاحب هذه الشخصية لتعظيم ذاته له طموح عال كثير التفاخر بالماضي والحاضر ،ويدعي بعض صفات النبل والشرف والتميز ،فضلا عن كونه شخصية مغرورة متعالية متغطرسة، تتكبر عن على من تحتها.
7- الشخصية الهستيرية: ويظهر هذا النوع من الشخصيات عند النساء اكثر من الذكور حيث يمي اصحاب هذه الشخصية الى حب الظهور وجذب الانتباه وخاصة عند الجنس الاخر ،وتتصف بسرعة الانفعال وتقلب المزاج والعاطفة القوية المتغيرة ،وتتبنى اتجاهات نصح وارشاد الاخرين ،وهي شخصية غير متزنة انفعاليا فلها رد فعل شديد اكثر مما يتطلبه الموقف.
8- الشخصية الوسواسية : ومن صفات هذه الشخصية انها تتميز بالدقة ، والنظام ، والنزعة للكمال والاهتمام بأدق التفاصيل. ويختلف مفهوم الشخصية الوسواسية عن مفهوم الوسواس القهري حيث ان الوسواس القهري يعتبر من الامراض البيولوجية و التي تحتاج إلى علاج.
9- الشخصية الانهزامية : ومن صفات هذه الشخصية انها تتمتع بضعف العزيمة، ولا تخطط ،وتتحدث أكثر مما تفعل قليلة الفعل كثيرة الكلام ،كثيرة الشكوى ضد الظروف ،وتنحني امام ابسط العواصف، تعاني من تسلط اسري في الطفولة وقهر في البيت وخضوع للغير في كل نواحي الحياة الشخصية ، والشخصية الانهزامية هي شخصية لا تهزم إلا نفسها.. تبحث وتجد في البحث بهمة وحماس لكي توقع نفسها في الخطأ لتأسى على حالها ونفسها وتشفق على ذاتها.. وتستدرج الناس لكى يسيئوا إليها أو يلعنوها ،وكأنها تتلذذ بالهزيمة والمهانة ثم تعود وتبكى وتشكوا قسوة الناس ،وعدم تحملهم لأخطائها البسيطة الغير مقصودة.. تضغط على الناس بشدة أو تحرجهم أو يطالبهم بما هو فوق طاقتهم ويستمر في مضايقتهم حتى ينفجروا فيه.. وبذلك تحقق هذه الشخصية بغيتها في إيقاع الناس في خطأ عدم سيطرتهم على انفعالاتهم الغاضبة.. ويهمها في النهاية أن تعمق احساس الآخرين بالذنب لخطئهم في حقها.. بينما الحقيقة أنها هي التي تدفعهم دفعاً وبإصرار للصراخ فيها.
ومنبع هذا السلوك هو عدم ثقتها بنفسها وعدم تيقنها من حب الآخرين لها واهتمامهم وترحيبهم بوجودها بينهم، ولذا فهي تضغط علهم لتكتشف مدى تحملهم وتقبلهم لها.
10- الشخصية العاجزة : ومن صفات هذه الشخصية انها تتميز بالسلبية ،وضعف النشاط الجسمي والعقلي ،وعدم الاستمرار أو المثابرة على نهج واحد لمدة طويلة وينقص صاحبها الطموح، ويشكو من عدم التكيف مع المجتمع، وكثيراً ما يفشل هؤلاء في الدراسة ،وهم دائمو التنقل من عمل إلى عمل لعدم استطاعتهم تحمل المسئولية .
11- الشخصية البرانودية(جنون العظمة) :ومن صفات هذه الشخصية انه يتميز بحساسية مفرطة نحو الحاق الهزائم والرفض وعدم مغفرة الاهانات وجرح المشاعر ويحمل في داخله ميل الى الضغينة بشكل مستمر وميل الى التقليل من قدرات الاخرين حتى المقربين من خلال سوء تفسير الافعال المحببة للآخرين ،ويتصف اصحاب هذه الشخصية بالذكاء والجاذبية ولديهم القدرة على التأثير على الاخرين .
12- الشخصية السادية : وهي الشخصية التي يستمتع اصحابها بالحاق الاذى بالآخرين سواء كان اذى جسدي او معنوي وهذا النمط يكون عند الذكور اكثر من الاناث ومنصفات هذه الشخصية استخدام الوحشية او العنف بهدف السيطرة، اهانة واحتقار الناس امام الاخرين ،معاملة المرؤوسين يخشون وخاصة التلاميذ والاطفال والمرضى .
13- الشخصية المازوخية : وهي الشخصية السايكوباثية المضادة للمجتمع حيث تكون عندها العدوانية عظيمة ولا يمكن وصفها بشكل طبيعي فتضفي على صاحبها روح العدوانية القاسية وتجد هذه الشخصية المتعة والراحة عندما يتعدى عليها الاخرين بالأذى الجسدي او المعنوي لذا فهي تسعى دائما ان تكون في اذى الاخرين.
الباب الرابع : العلاقة بين الشخصية والمجتمع
إنّ شخصيّة الفرد تنمو وتتطوّر، من جوانبها المختلفة، داخل الإطار الجتماعي الذي تنشأ فيه وتعيش، وتتفاعل معه حتى تتكامل وتكتسب الأنماط الفكرية والسلوكية التي تسهّل تكيّف الفرد، وعلاقاته بمحيطه الاجتماعي العام .
وليس ثمّة شكّ في أنّ الشخصية مسؤولة عن الجزء الأكبر من محتوى أية فرد ، وكذلك عن جانب مهمّ من التنظيم السطحي للشخصيّات، وذلك عن طريق تشديدها على اهتمامات أو أهداف معيّنة.
فالشخصية إذن ترتبط بلمجتمع، حيث تكوّن رافداً أساسياً من روافد هذه الشخصيّة وتحدّد سماتها. ولذلك، فإنّ طراسة الشخصيّة، تمثّل نقطة التقاء بين علم النفس وعلم الإنسان. فلا يمكن فهم أي شخص فهماً جيّداً، من دون الأخذ في الاعتبارات الثقافية التي نشأ عليها. كما لا يمكن فهم أيشخصية إلاّ بمعرفة الأفراد الذين ينتمون إليها ويشاركون فيها، وتتجلّى بالتالي في سلوكياتهم الملحوظة، حيث تبدو تأثيرات الشخصية على المجتمع في النواحي التالية :
1- الناحية الجسمية: إنّ الشخصية السائدة لدى شعب من الشعوب، كثيراً ما تجبر الفرد – بما لها من قوّة جبرية وإلزام، وسيطرة مستمدّة من العادات والقيم والتقاليد- على أعمال وممارسات قد تضرّ بالناحية الجسمية ضرراً كبيراً. فعلى سبيل المثال : كانت العادات لدى بعض الطبقات المرفهّة في الصين، أن تثنى أصابع الطفلة الأنثى، وتطوى تحت القدم، وتلبس حذاء يساعد في إيقاف نموّ قدمها ويجعلها تمشي مشية خاصة. فعلى الرغم من التشوّه الذي يحصل للقدم، فقد كانت تلك المشية بالإضافة إلى صغر القدم، من أهم دلائل الجمال.
2- الناحية العقلية: لا شكّ في أنّ الشخصية بأبعادها المادية والمعنوية، تؤثّر تأثيراً فاعلاً في الناحية العقلية للافراد المجتمع ، ولا سيّما من الجانب المعرفي / الفكري. فالفرد الذي يعيش في جماعة (مجتمع) تسود شخصيتهم العقائد الدينية أو الأفكار السحرية، تنشأ عقليته وأفكاره متأثّرة بذلك. فالمعتقدات التي تسود في المجتمع الهندي أو الصيني، غير تلك المعتقدات التي تسود في المجتمع الأمريكي أو العربي، وبالتالي فإنّه من الطبيعي أن يتأثّر الفرد سواء في المجتمع البدائي، أو في المجتمع المتحضّر، بشخصية مجتمعه، ولا سيّما عن طريق الأسرة، باعتبار أنّ من أهمّ وظائف الأسرة، مساندة التركيب الاجتماعي وتأييده.
3- الناحية الانفعالية: يتضمّن الجانب الانفعالي، ما لدى الشخص من الاستعدادات والدوافع الغريزية الثابتة نسبياً، والتي يزوّد بها منذ تكوينه وطفولته. وتعتمد على التكوين الكيميائي والغددي والدموي، وتتّصل اتصالاً وثيقاً بالنواحي الفيزيولوجية والعصبية. وتؤكّد الدراسات الأنثروبولوجية، أنّ للشخصية دوراً كبيراً في تربية مزاج الشخص وتهذيب انفعالاته، وإن لم يكن لها الدور الحاسم في ذلك. فكثيراً ما نجد شخصاً قد ورث في تكوينه البيولوجي، عوامل (استعدادات) تثير لديه الغضب، لكنّ التنشئة الاجتماعية، ونبذ المجتمع لتلك الصفة، يجعله يعدّل من سلوكه.
4- الناحية الخُلُقية: تستند إلى الناحيتين العقلية والانفعالية، بعدّهما المواد الخام التي تبنى عليها الصفات الخُلُقية. ولذا فإنّ الأخلاق السائدة في المجتمع، هي الحصيلة الناتجة من تفاعل القوى العقلية والانفعالية، مع عوامل البيئة. أي أنّ النواحي الأخلاقية أكثر قرباً إلى العوامل البيئية، والوسط الاجتماعي والثقافة المهيمنة على الشخص. فلكلّ شخصية نسق أخلاقي خاص ينساق فيه الفرد، متأثّراً بالمعايير الأخلاقية السائدة من ناحية الخير والشر، والصواب والخطأ، وما يجوز وما لا يجوز، وإن كانت هذه المعايير نسبيّة تختلف في معانيها ودلالاتها من مجتمع إلى مجتمع آخر.
فاختلاف شخصيّات الأبناء عن شخصيّات الآباء، من الظواهر النفسيّة التي تبرز بوضوح في المجتمعات المتمدّنة، والتي تميّز بوضوح عملية التغيّر الشخصي . ولذلك ترى (مارغريت ميد) أنّ كلّ عضو (فرد) في كلّ جيل يسهم – من الطفولة وحتى الشيخوخة – في إعادة شرح الأشكال الشخصية ، وبالتالي يسهم أعضاء المجتمع في عمليّة التغيّر الشخصي . ولكن يجب ملاحظة أنّ التغيّرات الشخصية التي تصطدم بالشخصيّة العامة للمجتمع، يكون مآلها الفشل في أغلب الأحيان. وهكذا، فإنّ التأثير متبادل بين الثقافة والشخصيّة، وذلك بالنظر لحدوث تغيّر في أحدهما أو في بعضهما معاً.
وإذا كان ثمّة فرق ما بين الشخصيّة والثقافة، فإنّ ذلك يعود إلى الفرق في الأسس التي تقوم عليها كلّ منهما. فالشخصيّة تعتمد على دماغ الفرد وجهازه العصبي، ودورة حياتها ما هي إلاّ مظهر من مظاهر دورة حياة الجسم الإنساني. أمّا الشخصية ، فتستند إلى مجموع أدمغة الأفراد الذين يؤلّفون المجتمع.
وبينما تتطوّر هذه الأدمغة كلّ بمفرده وتستقرّ ثمّ تموت، تتقدّم دوماً أدمغة جديدة لتحلّ محلّها. ومع أنّه توجد حالات كثيرة من المجتمعات والثقافات التي طمستها قوى خارجة عنها، إلاّ أنّه من الصعب أن نتصوّر أن المجتمع أو ثقافته، يمكن أن يموت بسبب الشيخوخة.
فتأثير الشخصية قوي وفاعل في الحفاظ على النسق الاجتماعي السائد، ويتجلّى ذلك فيما تقدّمه إلى إفراد المجتمع في الجوانب التالية:
1- توفّر الشخصية للفرد، صور السلوك والتفكير والمشاعر، التي ينبغي أن يكون عليها، ولا سيّما في مراحله الأولى، بحيث ينشأ على قيم وعادات تؤثّر في حياته، بحسب طبيعة ثقافته التي عاش فيها .
2- توفّر الشخصية للأفراد، تفسيرات جاهزة عن الطبيعة والكون وأصل الإنسان ودورة الحياة .
3- توفّر الشخصية للفرد المعاني والمعايير التي يستطيع أن يميّز – في ضوئها- ما هو صحيح من الأمور، وما هو خاطئ.
4- تنمّي الشخصية
الضمير الحيّ عند الأفراد، بحيث يصبح هذا الضمير – فيما بعد- الرقيب القوي على سلوكياتهم ومواقفهم.
5- تنمّي الشخصية المشتركة في الفرد، شعوراً بالانتماء والولاء، فتربطه بالآخرين في جماعته بشعور واحد، وتميّزهم من الجماعات الأخرى.
6- تكسب الشخصية الفرد، الاتجاهات السليمة لسلوكه العام، في إطار السلوك المعترف به من قبل الجماعة.
وهكذا يمكن القول: إنّ الشخصية تضفي على حياة الفرد قيمة ومعنى، وتكسب وجوده غرضاً لـه أهميته. وهي بالتالي تمدّ الأفراد بالقيم والآمال والأهداف التي توحّد مشاعرهم وأساليب حياتهم. غير أنّ تشكيل الشخصية للفرد على هذا النحو، لا يعني – بأي حال من الأحوال– إلغاء فرديته، إذ بواسطة الثقافة تنمو إمكانياته وتتحرّر قواه، ويكتسب قدراته المتعدّدة، ويصبح بالتالي قادراً على الاختيار الصحيح والتمييز الواعي. هذا مع الأخذ في الحسبان الفروق الفردية بين الأشخاص، من حيث تأثّرهم بالشخصية أو تأثيرهم فيها.
خاتمة
وتأسيساً على ما تقدّم، نجد أنّ ثمّة علاقة وثيقة وتفاعلية بين الفرد والشخصية والمجتمع فهي التي توجّههم في جوانب حياتهم المختلفة، لدرجة أنّهم يتصرّفون بطريقة منسجمة وآلية، في معظم الأحيان. والأفراد في المقابل، يؤثّرون في هذا المجتمع ويسهمون في تطويره وإغنائه من خلال نتاجاتهم وإبداعاتهم الفكرية والفنيّة والعلمية. ولذلك، نرى اهتمام علماء التربية والاجتماع والأنثروبولوجيا، بدراسة الفرد والشخصية للتعرّف إلى السمات العامة للفرد أو الجماعة (المجتمع) في إطار مكوّنات هذه الشخصية ، والتعرّف بالتالي إلى أنماط الحياة الاجتماعية للناس، وتفسيرها والتمييز فيما بينها

ارجو ان نكون قد وضحنا كافة المعلومات والبيانات بخصوص ماهو الفرق بين الفرد والشخصية، ولكن في حالة كان لديكم تعليق او اقتراح بخصوص المعلومات المذكورة بالأعلى يمكنكم اضافة تعليق وسوف نسعى جاهدين للرد عليكم.

One Comment

Comments are closed.